هل تريد اكتشاف كوكب جديد؟ جوجل سيقدم لك المساعدة

2 دقائق
كواكب ناسا الواقعة خارج نظامنا الشمسي. نظام كيبلر-90. مصدر الصورة: ناسا/ ويندي ستينزل

في ديسمبر من العام 2017، أعلن كل من جوجل وناسا بأنهما تمكنا من العثور على كواكب خارجية جديدة باستخدام شبكة عصبونية. والآن، تم إصدار الرماز البرمجي الذي استُخدم في تحقيق هذا الاكتشاف مجاناً.

أحد كبار مهندسي البرمجيات في جوجل "كريس شالو" كتب على المدونة البحثية للشركة يقول: "نأمل لهذا الإصدار أن يمثل بالفعل نقطة انطلاق مفيدة لتطوير نماذج مماثلة من أجل بعثات ناسا الأخرى، مثل K2 (بعثة كيبلر الثانية)، والبعثة المقبلة للقمر الاصطناعي المخصص لدراسة الكواكب الخارجية العابرة".

بإمكان الباحثين الآن أن يستخدموا (ويعدّلوا وفقاً لحاجاتهم) هذا الرماز البرمجي للبحث عن عوالم جديدة تختبئ داخل تلك الحجوم الهائلة من البيانات التي يقوم بجمعها تلسكوب الفضاء كيبلر.

تتمثل مهمة البعثة كيبلر – والبعثة K2 التي تليها – بالبحث عن الكواكب الخارجية من خلال التحري عن ظاهرة الوميض عبر السماء. فعندما يمر كوكب بين النجم والتلسكوب، فإنه يُحدِث انخفاضاً مؤقتاً مُلفتاً في شدة الإضاءة. عندما انتهت بعثة كيبلر، كان عدد النجوم التي استمر التلسكوب برصدها بين العامين 2009 و2013 حوالي 150,000 نجم، حيث بقي خلال هذه المدة محدقاً بثبات نحو بقعة واحدة من السماء.

وقد أكد الباحثون وجود 2,342 كوكباً خارجياً بالاعتماد على بيانات كيبلر، ولكن لا يزال هناك الكثير للقيام به.

على صفحة موقع github المخصصة للرماز البرمجي الذي نشرته جوجل، يشير الباحثون إلى وجود أكثر من 3 ملايين ملف (بحجم 1 تيرابايت) من بيانات كيبلر، والتي يمكن لتحميلها بالكامل من الموقع أن يستغرق ما يصل إلى أسبوع من الزمن. من الأسهل التعامل مع البيانات وفق أجزاء أصغر حجماً، وهو الأسلوب الذي اتبعه فريق جوجل عندما عثر على كوكبين خارجيين في البداية.

يقوم البرنامج الحاسوبي الآلي بالبحث عن الانخفاضات في شدة الإضاءة التي قد تشير إلى وجود كوكب يمر بسرعة، الأمر الذي يقلص مجموعة البيانات بشكل كبير. ولكن لا يزال يتعين على الفلكيين أن يتحققوا من تلك البيانات يدوياً للتأكد من وجود كوكب.

من المفهوم أن تركيز الفلكيين ينصب على الأجسام المرشحة الأكثر احتمالاً، وهو ما يترك الكثير من البيانات من دون اختبار. هنا يأتي دور الشبكة العصبونية التي طورتها جوجل، والتي تختبر من جديد الإشارات التي ربما فوّتها البرنامج الآلي، وتحديد الأجسام المرشحة المحتملة.

بالطبع برنامج جوجل ليس مثالياً، فهو حتى الآن قد يفشل في تمييز النجوم الثنائية أو غيرها من الظواهر النجمية عن الكواكب، وهو لا يزال قيد التطوير.

وقد تم سابقاً استخدام أسلوب مماثل لفترة من الوقت، ولكن بدلاً من استخدام دماغ آلي، توجه الباحثون إلى الأدمغة البشرية المنتشرة في جميع أنحاء العالم، حيث قاموا بتصدير بيانات كيبلر إلى مشاريع مثل مستكشفي الكواكب الخارجية ومطاردي الكواكب التي تتيح لهواة العلم المساهمين من عامة الناس (التعهيد الجماعي) البحث تفحص البيانات وتحديد الكواكب المرشحة وتحويل بياناتها إلى الفلكيين لدراستها بمزيد من الدقة.

وقد اكتشف العلماء مؤخراً نظاماً متعدد الكواكب بالاعتماد على أسلوب التعهيد الجماعي في يناير الماضي. وقد أصبحت مجموعات البيانات الأخرى متاحة بشكل متزايد مع استمرار البحث عن الكواكب الخارجية.

وقد نشرت مجموعة من الجامعات في وقت سابق من هذا العام مجموعة ضخمة من بيانات النجوم التي قام بجمعها المرصد الأرضي دبليو. إم. كيك على مدار 20 عاماً، والذي يُستخدم أيضاً للبحث عن الكواكب الخارجية.

سواء كنت راضياً بما تسمعه عما تم من اكتشافات لكواكب خارجية، أو كنت ترغب باستخدام قدراتك العقلية (أو قدرات حاسوبك) في اكتشاف كوكب منها بنفسك، فإن الواضح هو أن جهود البحث عن الكواكب الخارجية تزداد يوماً بعد يوم.

من المرجح أن تتصاعد الأمور بشكل أكبر بعد أن تطلق ناسا الشهر المقبل قمرها الاصطناعي المخصص لدراسة الكواكب الخارجية العابرة (TESS)، والذي سيبحث عن 200,000 من النجوم الساطعة القريبة من شمسنا، لمعرفة أي منها قد يكون شبيهاً بنظامنا الشمسي.

تُرى، ما هي العوالم المجهولة التي ربما تختبئ بالقرب من النجوم المجاورة لنا؟ لن نتمكن من معرفة ذلك أبداً حتى نوجه تلسكوباتنا إليها ونطّلع على البيانات التي تجمعها.

المحتوى محمي