قد تكون هناك أرض أخرى تدور حول أقرب نجم مجاور لنا، ووفقاً لعدد من عمليات المحاكاة التي تمت حديثاً، ربما يكون هذا الكوكب الخارجي ملائماً للحياة كما نعرفها. ونؤكد على كلمة "ربما".
يُعتقد أن يكون بروكسيما بي كوكباً صخرياً ومقارباً للأرض في حجمه، وهو يدور حول نجمه ضمن المنطقة الصالحة للسكن، حيث لا يكون من الناحية النظرية حاراً جداً، ولا بارداً جداً، بشكل يمنع الماء من تشكيل البحيرات والجداول على سطحه. إضافة إلى أنه يبعد عنا حوالي 40 تريليون كم فقط، ويا له من موقع ملائم!
يبدو خبراً عظيماً، أليس كذلك؟ ولكن ما زال هناك بعض الأشياء التي نحتاج إلى معرفتها عن بروكسيما بي. فنحن لا نعلم بعد إن كان لديه غلاف جوي أو ماء، ونتيجة لذلك نحن لا نعلم أيضاً كم تبلغ درجات الحرارة على سطحه. كما أننا لا نعلم ما إذا كان يملك مجالاً مغناطيسياً يحمي غلافه الجوي من الاندفاعات النجمية، أو ما إذا كان قد احترق بشدة منذ أمد بعيد.
لاستكشاف المسارات المحتملة التي يمكن لعدد من السيناريوهات أن تسلكها، قام علماء في جامعة إكسيتر البريطانية بتزويد نموذج مكتب ميت الموحد ببيانات بروكسيما بي، الذي يستخدم عادة لنمذجة التغير المناخي هنا على الأرض.لاحيث وجدوا أن بروكسيما بي لديه غلاف جوي مشابه للغلاف الجوي للأرض، أو حتى أبسط منه مكون من النيتروجين وثنائي أوكسيد الكربون فقط، وبالتالي فهو يمتلك فرصة جيدة جداً للحفاظ على درجة حرارة ملائمة تعزز وجود الماء السائل، وربما يصل الأمر إلى إمكانية وجود حياة.
بقيت هذه النتائج صحيحة حتى عندما قام العلماء بعرقلة سير المحاكاة بفرض بعض الشروط النظرية القاسية. يدور بروكسيما بي حول نجمه على مسافة قريبة للغاية منه. ما يعني أن أحد جانبيه قد يكون مواجهاً للمصدر الضوئي بشكل دائم، في حين يبقى جانبه الآخر مظلماً وبارداً. حتى في سيناريو كهذا، بلغت درجة الحرارة القصوى على الجانب "الحار" 27.8 درجة مئوية. (بلغت درجة الحرارة على الجانب البارد حوالي 123.3 درجة مئوية تحت الصفر، وبالتالي قد لا يكون مكاناً رائعاً لبناء مستعمراتنا المستقبلية...).
وبالمثل، وجدوا أن بروكسيما بي لديه انحراف مداري مشابه لعطارد – أي؛ ينبغي له أن يدور حول محوره 3 مرات كلما أنهى دورتين له حول الشمس – فلربما مازالت بعض أجزائه توفر الشروط الملائمة لوجود الماء (إن كان لديه غلاف جوي كما هو حال الأرض).
تتفق هذه النتائج بشكل عام مع ما اقترحته نماذج المناخ الأخرى، ولكننا حتى الآن لا نملك أدنى فكرة عما يجري بشكل فعلي على هذا الكوكب. ربما يتعين علينا فقط أن نرسل مركبات فضائية صغيرة لمعرفة ذلك.