استغلّ برودة الطقس للاستمتاع بمشاهدة السماء ليلاً وتصويرها

3 دقائق
خزان سبراي لايكس المائي التقط جاك فوسكو هذه الصورة بكاميرا سوني أي 7 ار مارك 2 مزودة بعدسة سيجما أرت واسعة الزاوية بقياس 20 ملم.

عندما تنخفض الحرارة، نميل للاعتكاف في دفء المنزل إلى أن تشرق الشمس ثانية. غير أن توقعات الطقس البارد يمثل فرصة رائعة لمراقبة سماء الليل، وحتى تصويرها إذا كان لديك الاستعداد لبذل بعض الجهد للتحضير. إليك السبب الذي يجعل النجوم شديدة الوضوح في الليل، إضافة إلى بعض النصائح حول تصويرها من المصور المحترف جاك فوسكو.

لماذا تبدو النجوم أكثر وضوحاً؟

بما أن الهواء في الأعلى أكثر برودة، فهذا يعني أنه لا يمكن أن يحمل كمية كبيرة من البخار، ما يقلل من العوائق التي تقف بين عينك أو الكاميرا وبين السماوات. ووفقاً لفوسكو، يعتبر الطقس البارد فرصة رائعة للمصورين في النهار أيضاً، ويقول: "تعتبر هذه الظروف مثالية لالتقاط صور خلابة لشروق وغروب الشمس".

يتعلق هذا الأمر أيضاً بالجزء من المجرة الذي نحاول مراقبته. حث أن النجوم التي نراها خلال الشتاء في نصف الكرة الشمالي تقع في نفس الذراع اللولبية (أحد الأجزاء الملتفة لمجرة درب التبانة) التي نقع فيها. وهذا يعني نجوماً أكثر سطوعاً مع تلوث ضوئي أقل، ما يزيد من الوضوح والدقة.

اعثر على مكان مظلم قدر الإمكان

على الرغم من أن الكون لا يطلق الكثير من التلوث الضوئي، إلا أن مدن وحضارات البشر المزعجين الآخرين تقوم بهذه المهمة. ستحتاج إلى تطبيق أو خريطة مثل دارك سكاي فايندر للابتعاد بما يكفي عن التلوث الضوئي بحيث لا يؤثر على منظر النجوم أو صورها. يجب أن يكون المكان أكثر ظلمة من مسلسل تلفزيوني كئيب.

يقول فوسكو: "عند اختيار مواقع التصوير ضمن هذه الفترة الزمنية، أقوم بالبحث في البيانات التاريخية للطقس لمعرفة الأشهر ذات السماء الأكثر صفاء والظروف الجوية الأكثر استقراراً". يقدم موقع cleardarksky.com خريطة ممتازة للتوقعات الجوية التي تتمحور حول النشاطات الفلكية.

تؤثر دورة القمر أيضاً على عملية العثور على سماء مظلمة. يقول فوسكو: "إن سطوع القمر المكتمل كفيل بحجب أغلب النجوم في السماء. ولهذا يجب أن تجعل موعد مراقبتك أقرب ما يكون لبدء الدورة القمرية".

أحضر المعدات المناسبة

يختلف الخروج لالتقاط الصور في البرد القارس عن نزهة عادية في الحديقة مع كاميرا أو منظار. يقول فوسكو: "إذا كنت ستبقى في نفس الموقع لفترة طويلة، فقد لا تكفيك الملابس التي ترتديها عادة أثناء نزهة سيراً على الأقدام". وينصح فوسكو بارتداء عدة طبقات من الملابس، كما أن مدفئات اليدين الفحمية قد تكون مفيدة أيضاً.

فيما يتعلق بمعدات التصوير، ستحتاج إلى عدسات واسعة الزاوية بفتحة كبيرة قدر الإمكان لالتقط أكبر مقدار ممكن من الضوء، حيث أن السماء مظلمة. وستحتاج أيضاً إلى مسند متين ثلاثي القوائم لحمل الكاميرا بثبات لأنك ستعتمد على التعرض الضوئي لفترات طويلة، ما قد يتسبب بظهور غشاوة غير مرغوبة في الصورة عند اهتزاز الكاميرا. لن تتمكن يداك من الإمساك بالكاميرا بثبات لثلاثين ثانية، حتى لو لم تكن ترتجف من البرد.

أيضاً، خذ الكثير من البطاريات للكاميرا، لأنها تُستنفذ بسرعة في البرد. وإذا شعرت أنك تحمل ما يكفي من البطاريات، أحضر المزيد.

اضبط الإعدادات بشكل مناسب

تختلف الإعدادات تبعاً للمكان، ولكن ينصح فوسكو بالبدء مع عدسة واسعة الفتحة (تعتبر القيمة f/2.8 أو أقل مثاليةً)، وزمن تعرض ما بين 15 و 30 ثانية، وإعداد آيزو (حساسية الكاميرا للضوء) بين 1600 و 3200.

إذا كنت معتاداً على التعامل مع إعدادات الكاميرا، فمن المرجح أنك ستعرف أن هذه القيم لآيزو تتسبب بالبدء بظهور بعض "الضجيج" الرقمي في الصورة بسبب محاولة الكاميرا تضخيم الضوء الذي يسقط على الحساس. وهو سبب آخر يجعل الجو البارد مناسباً لتصوير سماء الليل. يقول فوسكو: "تتأثر جودة الصورة مع ارتفاع حرارة حساس الكاميرا". ويساعد التصوير في الجو البارد على التخفيف من الحرارة التي تتجمع في الداخل، وبالتالي التقليل من الضجيج.

يجب أيضاً أن تضبط كاميرتك لالتقاط الصور بشكلها الخام بدلاً من ضغطها إلى ملفات صور JPEG. تتطلب الصور الخام لاحقاً بعض عمليات التحرير الإضافية باستخدام برامج مثل لايتروم أو فوتوشوب، ولكنها تحافظ على بيانات الصور الثمينة بدلاً من التخلي عنها في عملية الضغط أثناء التحويل إلى JPEG، ما يتيح لك المزيد من الحرية في عملية التحرير لاحقاً.

توقع أشياء غريبة من كاميرتك

يقول فوسكو: "في الشتاء الماضي، كنت أصور الأضواء الشمالية في يلونايف في كندا، وكانت الحرارة أقل من 30 درجة تحت الصفر. وبعد حوالي 3 ساعات، بدأت كلا الكاميرتين بعرض رسائل خطأ مبهمة، ومن ثم توقفتا عن العمل تماماً. واحتجت إلى تدفئتهما لحوالي ساعة قبل أن أتمكن من متابعة التصوير".

وأخيراً، ينصح فوسكو بألا تنسى القهوة، الكثير من القهوة.

المحتوى محمي