من راشد1 إلى راشد2: الإمارات تبني على التجربة كخطوة نحو النجاح

من راشد1 إلى راشد2: الإمارات تبني على التجربة كخطوة نحو النجاح
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في الساعة 8:40 مساءً بتوقيت دولة الإمارات من يوم 25 أبريل/ نيسان 2023، كان الجميع ينتظر إشارة من مركبة الهبوط “هاكوتو آر” التي تحمل مستكشف راشد 1 الإماراتي، والتي تدل على هبوطها بأمان على سطح القمر، لكن الصدمة كانت بإعلان شركة “آي سبيس” أنها فقدت الاتصال بالمركبة، ما دل على تحطمها لحظة ملامستها لتراب القمر.

وأضافت “آي سبيس” أنه حتى الساعة 3 صباحاً بتوقيت الإمارات، لم يتم الاتصال بين مركبة الهبوط ومركز التحكم بالمهمة، وبالتالي تم تأكيد عدم وجود إمكانية لتحقيق هبوط ناجح على القمر، والاتصال بالمركبة.

المهمة لم تفشل لكنها خطوة أخرى نحو النجاح 

لم يُضعف هذا الخبر عزيمة الإمارات العربية المتحدة في خوضها سباق استكشاف الفضاء، بل وعلى الفور، وجّه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فريق الإمارات لاستكشاف القمر بالبدء في تطوير المستكشف راشد 2، في محاولة جديدة للهبوط على سطح القمر.

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى سلطان النيادي في أول مهمة فضائية طويلة الأمد لرائد فضاء عربي

كان ذلك بحضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، والذي قال: “أكبر مخاطرة ألا تخاطر” كما يقول من يحمل اسمه مركز الفضاء الشيخ محمد بن راشد، ومن طبيعة قطاع الفضاء وجود نسبة مخاطرة عالية، ونحن نقبل ذلك”، وأضاف: “لقد نلنا شرف محاولة الوصول لنقطة جديدة في تاريخ دولة الإمارات، ونلنا شرف رفع طموحاتنا ليكون سقفها الفضاء وكواكبه ونجومه”.

لا ترى الإمارات تحطم مستكشف راشد 1 أنه مهمة فاشلة، بل حققت منها هدف تصميم وتطوير المستكشف، وإطلاقه إلى مدار القمر، ويضيف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: “نجحنا في رفع سقف طموحاتنا للوصول للقمر، ونجحنا في صنع فريق من شبابنا وبناتنا قادرين على إدارة مشاريع فضاء متقدمة، ونجحنا في بناء قطاع فضائي من الصفر خلال 10 سنوات”.

وقد أكد ذلك سالم حميد المري، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، والذي يرى أن هذه المهمة هي البداية فقط، والتي أكسبتهم معارف جديدة، يمكن التعلم والاستفادة منها في المهمات القادمة.

البيان في تغريدة على تويتر


اقرأ أيضاً: أول مركبة هبوط خاصة تحمل المستكشف الإماراتي راشد إلى القمر

رحلة راشد 1 نحو القمر

في 11 ديسمبر/ كانون الأول 2022، انطلقت مهمة راشد 1 من فلوريدا، واستغرقت الرحلة نحو القمر أكثر من 4 أشهر، وذلك لأن المركبة اتبعت مساراً فريداً بهدف تقليل حرق الوقود، فبدلاً من الاضطرار إلى إطلاق الدافعات وحرق المزيد من وقود الدفع، انطلقت بعيداً في الفضاء السحيق واستخدمت جاذبية الشمس لدفع نفسها بعيداً عن الأرض، ثم دارت حول الأرض، ما سمح لجاذبية الكوكب بدفع المركبة الفضائية نحو القمر. وبذلك اختلفت عن عمليات النقل التقليدية والمباشرة التي تستغرق من ثلاثة إلى ستة أيام فقط.

في 21 مارس/ آذار 2023 دخلت مركبة الهبوط المدار القمري، وكانت تدور بأمان، وعندما حان موعد الهبوط، كان الجميع يدرك أن المهمة محفوفة بالمخاطر، خاصة وأن أكثر من نصف مهمات الهبوط على سطح القمر تفشل.

اقرأ أيضاً: محمد بن راشد يطلق أول مهمة عربية لاستكشاف القمر

لماذا لم ينجح مستكشف راشد 1 في الهبوط على سطح القمر؟ 

يعد الهبوط على سطح القمر أمراً صعباً نظراً لعدم وجود غلاف جوي للقمر، ما يعني أن المهندسين لا يمكنهم استخدام المظلات لهبوط المركبات الفضائية كما يفعلون على المريخ والأرض. بدلاً من ذلك، يجب القيام بمناورات معقدة لمساعدة المركبة الفضائية على التباطؤ حتى تهبط بأمان.

بالإضافة إلى ذلك، توجد على سطح القمر مناطق تخلق شذوذاً في الجاذبية ويمكن أن تسبب خطراً محتملاً على مركبة فضائية تحاول الهبوط.

كانت هذه الاحتمالات واردة قبل هبوط المركبة على القمر، لكن السبب الرئيسي أوضحته آي سبيس في بيان لها، فقد أكدت أن المسبار كان في وضع عمودي حيث نفذ النهج النهائي للهبوط على سطح القمر. بعد وقت قصير من وقت الهبوط المحدد، لم تتلقَ أي بيانات تشير إلى الهبوط. راقب المهندسون الوقود المتبقي ووجدوا أنه عند الحد الأدنى، ولا يكفي لإطلاق محركات الدفع، وبعد فترة وجيزة زادت سرعة الهبوط، وفُقد الاتصال بعد ذلك. وبناء عليه، وضعوا احتمالاً يفيد بأن المسبار قد هبط في النهاية بصعوبة على سطح القمر.

ومن المحتمل أيضاً أنه مع اقتراب المسبار من القمر، أخطأ نظام قياس الارتفاع الخاص به في حساب المسافة إلى السطح.

يعمل المهندسون الآن على تحليل البيانات الأخيرة الواردة إليهم لتحديد السبب الجذري لعدم نجاح الهبوط، والاستفادة منها في البعثات القادمة.

في رحلات المركبات الفضائية، يعد الهبوط التحدي الأكبر، ويعتبر الهبوط على القمر تحدياً كبيراً جداً، فقد فشلت أكثر من نصف مهام الهبوط على سطح القمر السابقة، ولم تنجح سوى 3 دول في ذلك؛ الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق والصين.