الصور تشير إلى أن عطارد يتقلص بشكل فعال

2 دقائق

سطح كوكب عطارد

حقوق الصورة: ناسا/ مختبر الفيزياء التطبيقية التابع لجامعة جونز هوبكينز/ معهد كارنيجي في واشنطن/ الماسح الجيولوجي الأمريكي USGS/ جامعة ولاية أريزونا.


تُظهر الخريطة الطوبوغرافية السابقة سطح كوكب عطارد، حيث تمثل الألوان الزرقاء والأرجوانية التلال المنخفضة، وتمثل الألوان البنيَة والخضراء التلال المرتفعة.

يبدو أن عطارد لا يمكنه أن يلتقط أنفاسه. فهو ليس أصغر كوكب معترف به رسمياً في نظامنا الشمسي فحسب، بل إنه يتقلص أيضاً.

بحسب دراسة نُشرت في مجلة Nature Geoscience، فقد أظهرت تحليلات جديدة لصور تم التقاطها بواسطة مركبة ناسا الفضائية مسنجر MESSANGER (التي يشير اسمها إلى أنها مخصصة لدراسة سطح عطارد، وبيئته الفضائية، وخصائصه الجيوكيميائية، وتحديد المدى) تضاريساً مميزة تشير إلى أن الكوكب مازال يتقلص نتيجة لعملية التبريد البطيئة التي يتعرض لها منذ سنوات انصهاره المبكرة عند نشأة النظام الشمسي.

من خلال صور التقطتها مركبة مسنجر، وجد الباحثون منحدرات ضيقة شبيهة بدرجات السلالم، وتُعدُّ أصغر بكثير من تلك المنحدرات الضيقة التي تم اكتشافها عام 1970. تمكنت هذه المنحدرات الأصغر والتي تسمى بـِ المنحدرات الجرفية الصدعية، من البقاء سليمة كما هي بعد أن ضربت النيازك كوكب عطارد بشكل عنيف، ما يعني أنها ربما تشكَّلت حديثاً.

منحدرات

منحدرات جرفية صدعية (شبيهة بالجُرُف شديدة الانحدار) تم رصدها بواسطة مسنجر.

حقوق الصورة: ناسا/ مختبر الفيزياء التطبيقية التابع لجامعة جونز هوبكينز/ معهد كارنيجي في واشنطن/ مؤسسة سميثسونيان


يُعدّ هذا الاكتشاف مثيراً بالنسبة للباحثين، إذ أنه يبرهن على أن عملية الانكماش البطيئة التي يمر بها عطارد لم تحدث له في ماضيه البعيد، وإنما قد تستمر، لينضم عطارد نتيجة لذلك إلى عائلة الكواكب النشطة تكتونياً الصغيرة جداً (وهي الكواكب التي لم يتصلب باطنها بشكل كامل، مثل الأرض).

يقول جيم غرين مدير العلوم الكوكبية في ناسا: "هذا هو السبب الذي يدفعنا للاستكشاف"، ويتابع:" اعتقدَ العلماء لسنوات عديدة أن النشاط التكتوني لعطارد كان جزءاً من ماضيه البعيد. إنه لمن المثير أن نعتبر هذا الكوكب الصغير - الذي لا يفوق قمرَ الأرض بحجمه كثيراً - نشطاً حتى اليوم.

لسوء الحظ أن علينا الانتظار للحصول على صورٍ أخرى، تعطينا مشاهد أقرب للمنحدرات الجرفية الصدعية. اصطدمت مسنجر بعطارد بشكل متعمّد في العام 2015، وذلك بعد سنوات من مراقبة هذا الكوكب. لكن الباحثين بدأوا منذ العام الماضي بوضع قائمة برغباتهم من أجل البعثات المستقبلية.

تقول ميكا مكينون، وهي باحثة في علوم الكوارث والجيوفيزياء، في تغريدات لها عبر موقع تويتر في سبتمبر من العام الماضي 2016: "إن عطارد نشطٌ زلزالياً. وكعالمة في مجال الجيوفيزياء، فإن طبيعته الجيوفيزيائية تجعلني سعيدةً للغاية، حيث أننا وباستخدام الأدوات الصحيحة نستطيع رسم بنيته الداخلية بشكل مفصَّل!". وتضيف: "إن أمنيتي التي أضفتها إلى قائمتي الخاصة باستكشاف الكواكب هي: نصبُ عددٍ قليل من أجهزة قياس الزلازل على كوكب عطارد، والإصغاء إلى عمليات التقلُّص التي يتعرض لها، ورسم خريطة مفصَّلة لأسراره الداخلية".

عطارد، نتمنى أن تهدئ من روعك.

المحتوى محمي