يُعد البحث عن الكواكب الخارجية مهمةً صعبة، فضلاً عن انتقاء الصالح للحياة منها، إذ يجب أن تتوافر شروط معينة للكواكب الخارجية حتى تصبح صالحة للحياة منها ألا تكون قريبة جداً أو بعيدة جداً من نجمها المستضيف، مما يسمح بتواجد المياه بصورة سائلة على سطحها.
فهم أكثر عمقاً للنطاق الصالح للحياة
توصلت دراسة جديدة أجرتها جامعة «نورث ويسترن»، وكولورادو، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومعمل الكواكب الافتراضي بوكالة ناسا؛ إلى شروط إضافية لتواجد كواكب صالحة للحياة تدور حول النجوم من نوع «القزم الأحمر». يقول «دانيال هورتون» الباحث الرئيسي في الدراسة، والأستاذ المساعد في كلية العلوم والفنون التابعة لجامعة نورث ويسترن: «يمكن أن تساعدنا الدراسة في الحد من أعداد الأماكن التي نوجه إليها تلسكوباتنا».
وفقاً للدراسة؛ فإن احتمالية وجود مياه سائلة على كوكب خارجي؛ تزداد في حال كان هذا الكوكب يدور حول نجمٍ «هادئ»، أو غير نشط. فالنجوم النشطة تبعث الأشعة فوق البنفسجية التي تعمل على تبخر المياه على سطح الكواكب الخارجية.
كما استبعد الباحثون الكواكب الخارجية التي يمتلك غلافها الجوي طبقة أوزون رقيقة -حتى تلك الكواكب التي تمتلك درجة حرارة سطح مناسبة-؛ لأن طبقة الأوزون الرقيقة تجعل الكواكب أكثر عرضة لجرعات هائلة من الأشعة فوق البنفسجية، والتي تفقدها أهليّتها لاستضافة الحياة.
الكيمياء والكشف عن البيئة الصالحة للحياة
استخدم هورتون وزملاؤه عملية نمذجة تأخذ في الحسبان أساسيات علم الكيمياء، لتصميم صورة أكثر اكتمالاً عن كيفية تفاعل الأشعة فوق البنفسجية للنجم مع الغازات -بما في ذلك بخار الماء والأوزون- في الغلاف الجوي للكوكب.
يقول «هوارد تشين»، وهو مرشح لدرجة الدكتوراه في المجموعة البحثية لاختلاف المناخ التابعة لجامعة نورث ويسترن: «تم استخدام نماذج كيميائية ضوئية أخرى لدراسة الكواكب الأكبر بكثير؛ مثل العمالقة الغازية أو المشتري الحار -نوع من الكواكب الخارجية شبيهة بكوكب المشتري لكن درجة حرارتها أعلى- مما يوضح أنه لا يمكن إهمال الكيمياء عند دراسة المناخ».