من المحتمل أن يكون علماء الفلك قد وجدوا ما لا يقل عن 70، وربما ما يصل إلى 170، كوكباً خارجياً حراً جديداً، هذه الكواكب تقع خارج المجموعة الشمسية، وهي غير مرتبطة بأي نجوم. تضاعف المجموعة الجديدة من هذه الكواكب الهائمة عدد العوالم التي نعرفها من هذا النوع تقريباً.
تلسكوب كيبلر ساعد العلماء على اكتشاف هذه الكواكب الهائمة
توقّف تلسكوب كيبلر الفضائي، والذي ساعد علماء الفلك على إثبات وجود ما يقرب من 3000 كوكب خارجي، عن العمل في عام 2018. لكن مجموعة البيانات التي جمعها خلال فترة عمله التي استمرت 9 سنوات في الفضاء لا تزال تحمل أسراراً يعمل علماء الفلك على فهمها، مثل هذه الكواكب الخارجية الجديدة. يعتبر اكتشاف الكواكب الهائمة صعباً بشكل استثنائي لأنها لا تدور حول نجوم تلقي الضوء عليها. تحايل الباحثون على هذه العقبة من خلال البحث عن كواكب صغيرة عمرها بضعة ملايين من السنين، والتي تكون ساخنة بما يكفي لتتوهج. نُشرت النتائج الجديدة التي توصل إليها الباحثون في دورية «نيتشر أسترونومي».
قالت «نوريا ميريت-رويج»، وهي عالمة فلك في معهد «مخبر الفيزياء الفلكية في بوردو» في فرنسا، وجامعة فيينا في النمسا، والمؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة، في بيان: «قسنا الحركات الدقيقة والألوان والضياء لعشرات الملايين من المصادر في مساحة كبيرة من السماء»، وأضافت: «سمحت لنا هذه القياسات بتحديد أخفت الأجسام في هذه المنطقة، وهي الكواكب الهائمة».
اقرأ أيضاً: الكواكب «الهيدرومحيطية» يمكن أن تأوي الحياة الخارجية التي نبحث عنها
صعوبة العثور على هذه الكواكب
تدور معظم الكواكب الخارجية التي أُثبت وجودها حول نجومها المضيفة، وهي التي تُرصد أولاً عادةً. يستطيع علماء الفلك رصد الكوكب الخارجي بسبب انخفاض طفيف في مستوى سطوع النجم المضيف عندما يمر الكوكب بينه وبين التلسكوب الراصد.
لا يمكن العثور على الكواكب الخارجية الهائمة بهذه الطريقة. بدلاً من ذلك، يعتمد الباحثون عادةً على ظاهرة تدعى «مفعول التعديس الثقالي الصغريّ». يجد علماء الفلك الكواكب الهائمة من خلال كشف المناطق التي ينحني فيها ضوء النجوم البعيدة في الفضاء. يمكن أن يكشف هذا التشوه عن مواقع اختباء الكواكب الهائمة في الظلام. لسوء الحظ، هذه الظاهرة لا يمكن رصدها عادة إلا مرة واحدة، ما يعني أنه من المحتمل ألا يرى علماء الفلك الكوكب الهائم مرة أخرى، وهي عقبة كبيرة عند البحث عن هذه العوالم.
يتيح البحث عن كواكب صغيرة وساخنة، كما فعلت ميريت-رويج وفريقها، إمكانية رصد الكواكب الخارجية المرشحة الجديدة، ما يمنح الباحثين فرصة لدراستها في المستقبل، كما أن هناك الكثير من البيانات التي يجب دراستها. حدد الباحثون ما يصل إلى 3455 كوكب خارجي مرشّح، يعتبر 70-170 منها أجراماً بحجم كوكب المشتري وكواكب هائمة على الأرجح. تطفو كل هذه الكواكب في الفضاء على بعد نحو 420 سنة ضوئية عن الأرض، في منطقة من مجرة درب التبانة تُعرف باسم «مجموعة نجم العقرب العلوي أو بي».
قالت ميريت-رويج في بيان: «لم نكن نعلم العدد المتوقّع لهذه الكواكب، ونحن متحمسون للغاية بسبب إيجادنا الكثير منها».
يخطط الفريق لإجراء دراسة متابعة بهدف قياس الأعمار والكتل الدقيقة لهذه الكواكب، بالإضافة إلى إجراء أرصاد طيفية «لتحديد الخصائص الفيزيائية الأخرى مثل درجة الحرارة الفعالة والتركيب الكيميائي»، حسب ما قالته ميريت-رويج لموقع «غيزمودو». قد يتمكّن العلماء بإجراء هذه الدراسات المستقبلية من اكتشاف طريقة تشكّل الكواكب الهائمة في الفضاء.
وفقاً لـ «هيرفي بوي»، عالم الفلك في مختبر الفيزياء الفلكية في بوردو في فرنسا، وقائد مشروع البحث الجديد، تشير النتائج الجديدة إلى أن هناك الكثير من هذه الكواكب الخفية والهائمة التي تطفو في الظلام بانتظار اكتشافها. قال بوي في بيان: «يمكن أن يكون هناك عدة مليارات من هذه الكواكب العملاقة الهائمة بحرية تتجول في مجرة درب التبانة دون نجوم تدور حولها».