الكوكب القزم سيريس قد يكون قادراً على احتواء الحياة

2 دقيقة
ناسا/مختبر الدفع النفاث- جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس/وكالة الفضاء الإيطالية/ المعهد الوطني الإيطالي لعلوم الفيزياء الفلكية/ معهد ماكس بلانك/ المركز الفضائي الألماني/ نظام الرسو الدولي اكتشفت المركبة الفضائية داون بعض المواد العضوية قرب حفرة إيرنوتيت. تم ترميز المواضع المكتشفة من a إلى f، وتشير الألوان الأكثر حرارة إلى تراكيز أعلى من المواد العضوية

اكتشفت المركبة الفضائية داون (الفجر) وجود مركبات عضوية على سيريس، وهو كوكب قزم في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري. وتم نشر هذه الاكتشافات اليوم في مجلة ساينس.

تعتبر المركّبات العضوية حجر الأساس للحياة على الأرض. وتقترح اكتشافات اليوم، إضافة إلى توافر المياه على سيريس واحتمال وجود حرارة داخلية فيه، أنه "يمكن للحياة البدائية أن تكون قد تطورت على سيريس"، كما يقول مايكل كابرز، وهو مختص بعلم الكواكب في وكالة الفضاء الأوروبية، في مجموعة تعليقات لمجلة ساينس. لم يشارك كابرز في البحث الذي تم نشره اليوم. ومن المهم أن نلحظ أنه لم يتم اكتشاف دليل حقيقي على وجود الحياة. حتى لو كانت جميع متطلباتها متوافرة على سيريس، فهذا لا يقتضي وجودها فعلاً.

اكتشف فريق دولي من الباحثين المواد العضوية باستخدام الماسح الطيفي المرئي وتحت الأحمر على المركبة الفضائية داون، والتي كانت تدور حول سيريس منذ 2015.

تفحّص الماسح الطيفي المنطقة المحيطة بحفرة إيرنوتيت، وعثر على مركبات تحتوي على مجموعات الميثيل والميثيلين. وعلى الرغم من أن التركيب الدقيق لهذه المواد ما زال غير مؤكد، إلا أنها على الأرجح مماثلة لسلاسل الهيدروكربونات التي تشكّل الفلزات الشبيهة بالقطران، مثل الأسفالتايت والكيرايت.

"من المحتمل أن الحياة البدائية قد تطورت على سيريس"

يبدو أن هذه الجزيئات العضوية قد تركبت على سيريس، بدلاً من أن تصل إليه بواسطة صخور فضائية تحطمت على سطح الكوكب القزم. حيث يمكن لحرارة اصطدام كهذا أن تدمر المواد العضوية، كما أن توزيعها يقترح أنها لم تنتج عن اصطدام.

بدلاً من هذا، يقترح الباحثون أنها قد تكونت داخل سيريس، غير أنهم ما زالوا يبحثون في كيفية تكوّنها وانتقالها إلى السطح.

تعتبر هذه المرة الأولى التي تُكتشف فيها جزيئات عضوية بشكل مؤكد في حزام الكويكبات. وتشكل هذه الاكتشافات، إضافة إلى اكتشافات بعثة روزيتا الأوروبية إلى المذنب 67P/Churyumov-Gerasimenko، "دليلاً على انتشار الجزئيات العضوية المعقدة وحتى الحموض الأمينية على الأجسام الصغيرة في النظام الشمسي، وتوافر الماء المتجمد في حزام الكويكبات" كما كتب كابرز.

إذا كانت المواد العضوية والمياه المتجمدة منتشرة في حزام الكويكبات، فقد يفسر هذا كيف حصلت الأرض على المياه ومكونات الحياة الأساسية. ويعتقد علماء الكواكب أن حرارة الأرض كانت مرتفعة في بدايات النظام الشمسي، ما منع هذه المكونات من التطور، وبالتالي فقد تكون حصلت عليها من الكويكبات والمذنبات التي اصطدمت بها.

يحيط بسيريس غلاف جوي رقيق للغاية، وتتراوح الحرارة على سطحه بين 100 و 225 درجة فهرنهايت تحت الصفر. ولكنه يحوي تحت سطحه كميات ضخمة من الماء المتجمد –وربما محيطاً كاملاً – ومن المحتمل وجود بعض الحرارة الداخلية المتبقية منذ زمن تشكّله. ومع وجود الفلزات الحاملة للأمونيا، والأملاح، والمواد العضوية التي تم اكتشافها، يحوي سيريس على الكثير من المكونات اللازمة لتطور الحياة كما نعرفها.

كتب كابرز: "انضم سيريس إلى المريخ وعدة أقمار للكواكب العملاقة في قائمة الأماكن التي قد تحتوي على الحياة في النظام الشمسي".

على الرغم من وجود الكثير مما لا نعرفه عن الماهية المحددة لمواد سيريس العضوية، ووجود محيط داخلي فيه، يقول كابرز لمجلة بوبيولار ساينس أنه "يمكن من ناحية المبدأ أن تتواجد الحياة على سيريس حالياً". وقد يكون البحث عنها على سيريس أسهل من حالة أماكن أخرى مثل يوروبا.
ويتابع: "إنه أقرب إلى الأرض، ولا يطلق إشعاعات بالمستوى الذي عانت منه المركبات الفضائية في بيئات كواكب أخرى. ولكن من المؤكد أن البحث عن الحياة سيشكل تحدياً صعباً، وإن وجدت، ستكون على عمق كيلومترات عديدة تحت السطح".

المحتوى محمي