بذور طماطم وبكتيريا تأكل البلاستيك تصل إلى محطة الفضاء الدولية

ستسهل إمكانية زراعة المحاصيل في البيئات الاصطناعية المهمات الفضائية في المستقبل. ناسا
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

عادةً ما تكون محطة الفضاء الدولية مكاناً مشغولاً بالكثير من الأعمال، وهذا الأسبوع ليس استثناءً. تصل مهمة إعادة الإمداد التجارية رقم 26 لشركة سبيس إكس (CRM) إلى المحطة هذا الأسبوع محملةً بمجموعة من الإمدادات اللازمة للتجارب القادمة، بما في ذلك مكونات لتطوير مزائج الزبادي والميكروبات التي يمكنها تحليل البلاستيك، بالإضافة إلى بذور طماطم لزراعتها في الفضاء.

فوائد مستقبلية لدراسة البكتيريا في بيئة منعدمة الجاذبية

تنطوي التجربة الأولى على استخدام بكتيريا الزائفة الكريهة (Pseudomonas putida) التي تتميز بقدرتها على تحليل البلاستيك، وتنظمها شركة “سيدلابز” (SeedLabs) بالتعاون مع مبادرة استكشاف الفضاء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (IT Media Lab Space Exploration) والمختبر الوطني للطاقة المتجددة وكلية طب ويل كورنيل وكلية الطب بجامعة هارفارد. ستختبر التجارب إمكانات الميكروبات في الفضاء وربما تحقق تقدماً مهماً يمكن الاستفادة منه في الحد من التلوث على الأرض، بالإضافة إلى استخدامات رواد الفضاء خلال استكشافات القمر والمريخ في المستقبل.

اقرأ أيضاً: لماذا ترسل ناسا معدات كاشفة عن الغبار إلى محطة الفضاء الدولية؟

وقد قالت مجلة “فاست كومباني” موضحة أن بكتيريا الزائفة الكريهة ليست قادرة فقط على تحليل مادة البولي إيثيلين تيريفثالات -مادة بلاستيكية شائعة جداً تستخدم غالباً في التعبئة والتغليف- بل وتستطيع تحويل المُركبات المتحللة الناتجة إلى حمض بيتا كيتواديبيك (β-ketoadipic)، وهو [tooltip content=”هي جزيئات صغيرة معظمها عضوية، يمكنها أن تنضم إلى جزيئات أخرى مماثلة لتشكيل جزيئات كبيرة تدعى بوليمرات.” url=”https://popsciarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%84%d9%8a%d8%b3%d8%b1%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%87%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d9%8a%d8%a9/” ]امونومر[/tooltip] (جزيء يشكل الوحدة الأساسية للبوليمرات) نايلون يمكن أن يدخل في النسيج أو يمكن استخدامه في عمليات التصنيع الحالية.

يأمل الباحثون أن يؤدي تطور الميكروبات في ظل بيئة تنعدم فيها الجاذبية ومعرضة للأشعة فوق البنفسجية العالية إلى تقويتها، الأمر الذي سيكون مفيداً جداً لمهمات الفضاء المستقبلية ومحاولات البشر للحد من التلوث هنا على الأرض. وتضيف مجلة فاست كومباني: «بشكل عام، تساعد دراسة سلوك البكتيريا في الفضاء أيضاً في معرفة المزيد حول الطبيعة البيولوجية للميكروبات وما إذا كان بإمكانها تحمل الظروف البيئية المتغيرة للأرض».

دراسات على محطة الفضاء الدولية
حقوق الصورة: ناسا

وافدون آخرون إلى محطة الفضاء الدولية

لن تكون بكتيريا الزائفة الكريهة الوافد الوحيد إلى محطة الفضاء الدولية هذا الأسبوع. وفقاً لتقرير موقع تك كرانش، سيتلقى رواد الفضاء ميكروبات إضافية كجزء من المرحلة الثانية لمحاولة إنشاء مزيج أولي للزبادي قابل للتخزين على المحطة، والذي ينتج عند ترطيبه البكتيريا التي تقوم بتصنيع العناصر الغذائية المستهدفة بشكل طبيعي، مثل الغلوكوز والجزيئات المعقدة الأخرى للأدوية. يمكن أن يساعد اكتساب فهم أفضل لكيفية تطور هذه العمليات في الفضاء أيضاً في مهمات الاستكشاف المستقبلية لتحقيق قدرٍ أكبر من الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأطعمة والأدوية الضرورية.

اقرأ أيضاً: تعرف على الأطعمة التي لا يمكنك تناولها على متن محطة الفضاء الدولية

وفي السياق نفسه، سيتابع رواد الفضاء على محطة الفضاء الدولية محاولة تنمية الطماطم القزمة (Red Dwarf) في البيئة الفضائية كجزء من التجارب المستمرة التي تهدف إلى زراعة طعام صحي في البيئات منخفضة ومعدومة الجاذبية واعتماداً على الضوء الاصطناعي فقط. في حين أن التجارب السابقة ركزت على إنتاج الخضروات الورقية مثل السبانخ، يركز مشروع “فيغ- 05” (Veg-05) على منتجات أكبر مثل الطماطم، حيث سيحظى رواد الفضاء بعد 104 أيام من زراعة البذور بفرصة تذوق الطعام الذي ينتجونه على المحطة. للأسف، من غير المعروف ما إذا كان اللحم المقدد والخس سيكون متوفراً على محطة الفضاء الدولية في ذلك الحين.