تبدو فكرة “مون إكسبرس” لاستيطان القمر رائعة لكنها لا تزال مجرد فكرة

3 دقائق
إذا سار كل شيء على ما يرام، ستمهد بعثات "مون إكسبرس" الطريق أمام التنقيب عن الماء والمعادن الأخرى على القمر.

في حين لاتزال ناسا تركز جهودها بجد على سباقها الطويل نحو المريخ، يبدو أن جميع المشاركين في استكشاف الفضاء يريدون إسراع الخطى نحو القمر. بين إعلان نائب الرئيس "مايك بينس" عن استهداف القمر في حديث له الأسبوع الماضي، وخطط "سبيس إكس" لنقل اثنين من الأغنياء إلى مدار قمري في 2018، وجائزة جوجل إكس القمرية (جوجل لونار إكس برايز) – سباق بالمعنى الحرفي نحو القمر للشركات الخاصة – يبدو أن قمرنا الوحيد يصبح مركز الاهتمام في الآونة الأخيرة.

"مون إكسبرس" هي واحدة من الشركات التي تأمل بتحقيق جائزة جوجل إكس القمرية التي تبلغ 20 مليون دولار أميركي (بعد خصم الضرائب) لتكون بذلك أول شركة تجارية تتمكن من الهبوط على سطح القمر، والتنقل مسافة 500 متر، وإرسال صور إلى الأرض. ولكن طموحات الشركة لا تتوقف عند هذا الحد. فمنذ يومين، كشفت النقاب عن خطط لبناء قاعدة استيطان روبوتية على سطح القمر، وجلب عينة من تراب القمر إلى الأرض بحلول العام 2020.

لا شك أن الحديث عن "قاعدة استيطان" يعد أمراً كبيراً. وعلى ما يبدو فإن "مون إكسبرس" لن تبني أية مساكن إقامة قمرية، أو أي شيء من هذا القبيل. بدلاً من ذلك، تنطوي خطتهم على إرسال روبوتات إلى القمر في 3 بعثات.

تشمل البعثة الأولى التي تسميها "الاستكشاف القمري"، أول عملية إطلاق لمون إكسبرس، والمقرر تنفيذها في وقت ما قبل نهاية هذا العام. في هذه البعثة، ستقوم مركبة إنزال فضائية بالقفز في جوار سطح القمر، وتنشر تلسكوباً صغيراً وجهاز ليزري لتقدير المسافات، وتحاول الفوز بمسابقة "جوجل إكس برايز".

وستقوم البعثة الثانية، التي تطلق عليها اسم "قاعدة الاستيطان القمرية"، بإرسال روبوتات إلى القطب الجنوبي للقمر، حيث تقبع مياه متجمدة داخل الحفر المظلمة العميقة. بينما تتلقى الارتفاعات العالية كميات ثابتة تقريباً من أشعة الشمس، وتوفر إمكانية الاتصال مع الأرض من دون توقف.

في هذا الجزء من البعثة، ستقوم الروبوتات بالبحث عن المياه والمعادن تمهيداً لعمليات التنقيب المستقبلية، وستحمل أدوات متنوعة لأغراض البحث. بما أن الولايات المتحدة ليس لديها حالياً أية روبوتات عاملة على سطح القمر، تطلق "مون إكسربس" على هذه البعثة اسم "قاعدة استيطان".

أما المرحلة الثالثة من البعثات، والتي تسمى "قمر الحصاد" لأن هذا ما ستقوم به الروبوتات. بحلول العام 2020، تأمل الشركة بإرسال مركبة إنزال فضائية إلى القمر، لتلتقط بعضاً من ترابه، وتحمّله في مركبة صغيرة للعودة، وترسله إلى الأرض، كما يظهر في الفيديو أدناه. يقول بيان صحافي: "ستكون العينات القمرية التي ستعود بها المركبة هي المواد القمرية الوحيدة المملوكة للقطاع الخاص على الأرض، وسيتم استخدامها لصالح العلم وللأغراض التجارية".

تخطط "مون إكسبرس" لبناء مجموعة متنوعة من المركبات الفضائية لتنفيذ هذه الخطة، تتضمن:

 

إم إكس-1 (MX-1)
ستقوم مركبة إنزال فضائية كهذه بالتحليق في أول عملية إطلاق لمون إكسبرس، حيث تقرر تنفيذها في وقت لاحق من هذا العام. حيث يمكنها أن تحمل ما يصل إلى 30 كيلوجراماً من المعدات والأدوات العلمية إلى سطح القمر. كما يمكنها البقاء محلقة في المدار، أو حتى السفر بعيداً في الفضاء.
مون إكسبرس
1 من 4

 

إم إكس-2
تشبه إم إكس-1، ولكنها تعادل قوتها مرتين.
مون إكسبرس
2 من 4

 

إم إكس-5
يمكن لهذه المركبة الجبارة أن تحمل حتى 150 كيلوجراماً تقريباً إلى سطح القمر.
مون إكسبرس
3 من 4

 

إم إكس-9
سميت بذلك وفقاً لعدد محركاتها، يمكن لهذه المركبة أن تنقل ما يقارب 500 كيلوجرام إلى القمر. تحتوي على كبسولة للعودة، لنقل عينات من الحطام الصخري القمري إلى الأرض.
مون إكسبرس
4 من 4

تزعم الشركة بأن هذه الروبوتات سوف تنقل أدوات علمية إلى القمر بتكلفة منخفضة، ولكن المعلومات الصحافية لا تتضمن أي أرقام. (حاولنا الاتصال للحصول على مزيد من المعلومات، ولكننا لم نتلق أية ردود في الوقت الذي نشر فيه هذا المقال). مع استهداف إدارة ترامب للقمر ومحاولة تجميل موقفها عبر مديحها لمشاريع استكشاف الفضاء التجارية، قد تأمل "مون إكسبرس" في كسب بعض التمويل الفيدرالي لهذا المشروع.

لا شيء مؤكد في هذه الحياة، سوى الموت والضرائب. في استكشاف الفضاء، يمكنك أن تقول الشيء نفسه وإلى حد كبير عن تجاوزات التكاليف والتأخيرات. وكما قال العديد من الحكماء: "الفضاء مجال صعب". تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن هذه الشركة تعمل مع وكالة ناسا لتطوير تكنولوجيا مركبات الإنزال الفضائية الخاصة بها، فإنها لم ترسل أي شيء بعد إلى الفضاء. لا تزال الشركة تختبر أجزاء من مركباتها الفضائية.

تقول "مون إكسبرس": "إن أنظمة الاستكشاف الروبوتية لدينا مصممة لتخفيض تكاليف الوصول إلى القمر بشكل كبير، تقديم نموذج تجاري جديد للبعثات الحكومية، إضفاء الطابع الديمقراطي على البحث والاستكشاف، وشق طريق جديد أمام القطاع التجاري للنقل والاستكشاف في الفضاء إلى ما وراء المدار الأرضي".

لا شك أنها كلمات جميلة، وصور جميلة. ولكننا سنتريث قبل أن نتفاءل كثيراً حتى نرى شيئاً من الأفعال على أرض الواقع.

المحتوى محمي