جهة الوصول: المريخ

5 دقائق

لا يزال إيلون ماسك يريد حقاً أن يضع الناس في حاوية، يحدث انفجاراً مقنّناً أسفل منهم، ويرسلهم خارج الغلاف الجوي للأرض باتجاه صخرة قاحلة خالية من الهواء، ويفضل أن تبعد عنا 53 مليون كيلومتر.

يوم الجمعة في 29 سبتمبر الماضي، وفي المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية الذي أقيم في أديلايد في أستراليا؛ أعلن إيلون ماسك عن نسخة محدّثة من خطته للتوجه إلى المريخ، والتي سبق له أن ناقشها في النسخة الأخيرة من نفس المؤتمر والتي أقيمت العام الماضي في المكسيك.

ولكن ماسك ليس الوحيد الذي يخطط للتوجه إلى الكوكب الأحمر، تعرّفوا فيما يلي إلى دول العالم والشركات التي تود الوصول إلى المريخ أيضاَ.

سبيس إكس – إيلون ماسك

أسسها إيلون ماسك، حيث تمكنت بشكل فعلي من جعل إحدى مراحل الصاروخ صالحة للاستخدام المتكرر، وهي الخطوة التي يمكنها أن توفر التكاليف في المستقبل. الخطوة التالية: صاروخ أكبر حجماً، ووجهات أكثير بعداً.

كيف يخططون للوصول إلى هناك؟

في 29 سبتمبر الماضي، كشف ماسك الستار عن خطط جديدة لما يسميه "الصاروخ الكبير الجبار" BFR، والذي يبلغ عرضه حوالي 9 أمتار، وطوله حوالي 107 أمتار، وسيتمكن من الاندفاع عبر الفضاء بفضل 31 صاروخاً من نوع "رابتور" تعمل بوقود الميثان.

سيكون النظام صالحاً للاستخدام المتكرر بشكل تام، مع سفينة فضائية قادرة على حمل 100 شخص، ومعزز صاروخي يمكن استخدامه بشكل متكرر. يخطط ماسك لكي يحل الصاروخ الجديد محل صواريخ سبيس إكس الأخرى، وهي "فالكون 9"، و"فالكون هيفي" المزمع إطلاقه.

تقضي خطة ماسك (الطموحة في الواقع) بإطلاق صواريخ غير مأهولة باتجاه المريخ بحلول العام 2022، وأن يسافر البشر على متنها بحلول العام 2024.

ما الذي يريدون القيام به هناك؟

في المقام الأول، يريد ماسك وسبيس إكس الذهاب إلى المريخ لا لشيء سوى الذهاب إلى هناك فحسب. حيث صرح ماسك: "في الواقع، سيكون المستقبل أكثر إثارة وتشويقاً بكثير في حال كنا حضارة مرتادة للفضاء، وقادرة على التواجد في كواكب مختلفة". يعتقد ماسك أنه فور الوصول لكوكب المريخ ستتبين الأمور التي يمكن ابتكارها وتنفيذها هناك.

مارس ون

أسسها باس لانسدروب، حيث يعتزم المشروع المثير للجدل "مارس ون" إرسال مجموعة من البشر إلى المريخ، وتركهم هناك. تم تأجيل الخطط عدة مرات، ويشير أحدث جدول زمني لها إلى أنهم يأملون بإرسال طاقم بحلول العام 2031. يأتي ذلك متأخراَ تسع سنوات عن جدولهم الزمني الأولي للإطلاق.

كيف يخططون للوصول إلى هناك؟

ليس ثمة خطط مكتملة بعد، ولكن الفكرة الأولية هي أن "مارس ون" سوف ترسل في البداية بنى تحتية – مثل عربة متجولة وقمر اصطناعي للاتصالات – إلى المريخ، ويلي ذلك إرسال طاقم بشري، وحدات إمداد إضافية، وبعد ذلك إرسال المزيد من الطواقم.

لا تقوم "مارس ون" بتطوير التكنولوجيا الخاصة بها لتنفيذ المهمة، وإنما سوف تستخدم كل ما يمكن شراءه من الشركات الفضائية الأخرى. بحسب تقديرات الشركة سيتطلب الأمر إنفاق 6 مليارات دولار أميركي لإرسال المستوطنين الأربعة الأوائل إلى المريخ، و4 مليارات دولار لكل بعثة يتم إرسالها بعد ذلك. في الواقع، هذه التكاليف تعد منخفضة مقارنة ببرنامج أبولو، الذي أنفق ما يعادل قيمته اليوم 140 مليار دولار تقريباً لإرسال 12 شخصاً إلى القمر، أو مقارنة بالعربة المتجولة كيوريوسيتي التي كلفت حوالي 2.5 مليار دولار.

ما الذي يريدون القيام به هناك؟

سجّل آلاف الناس للاشتراك بهذه البعثة التي لها اتجاه واحد فقط لتأسيس مستعمرة مكتفية ذاتياً على سطح المريخ، بهدف جعل البشر نوعاً متنقلاً بين الكواكب.

رسم توضيحي لمركبة مدارية ومركبة إنزال مخصصتين للمريخ من لوكهيد مارتن
مصدر الصورة: لوكهيد مارتن

ناسا

تعتزم الوكالة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء التوجه إلى المريخ في مرحلة ما في المستقبل القريب.

كيف يخططون للوصول إلى هناك؟

تختبر ناسا في الوقت الحالي نظام الإطلاق الفضائي (SLS)، وهو صاروخ سيكون قادراً على حمل البشر والبضائع خارج المدار الأرضي. وبدورها كبسولة ناسا الجديدة المسماة "أوريون"، ستوفر الأساس لبناء مركبات أخرى أكبر حجماً لاستكشاف الفضاء السحيق.

حالياً، تتنافس ست شركات (وهي بيغلو آيروسبيس، بوينغ، لوكهيد مارتن، أوربيتال إيه. تي. كيه، سييرا نيفادا كوربوريشن سبيس سيستمز، ونانو راكس)  للتعاقد مع ناسا على بناء كافة هذه المركبات الفضائية أو بعض منها.

كما كشفت شركة لوكهيد مارتن الستار خلال الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر عن نسختها من قاعدة المريخ الرئيسية (Mars Base Camp) التي تمثل رؤية الشركة لمركبة فضائية قادرة على توفير شروط الإقامة لطاقم بشري في مدار حول المريخ، مصحوبة بمركبات إنزال فضائية. تمثل هذه الرؤية مساراً يمكن لناسا أن تختار المضي فيه، ولكن هناك مسارات أخرى ستظهر بالتأكيد مع مواصلة وكالة الفضاء المضي في رحلتها البطيئة والمتأنية نحو المريخ. فخلافاً للشركات الخاصة، تخضع خطط ناسا المتزايدة – والتي لاتزال غامضة – بشكل تام لأهواء التمويل الفيدرالي.

ما الذي يريدون القيام به هناك؟

بشكل يفوق طموحات شركات سبيس إكس أو مارس ون، تهتم ناسا بالجانب العلمي. فهي تريد معرفة المزيد عن كيفية إرسال البشر إلى المريخ، وإبقائهم على قيد الحياة حالما يصلون هناك، وهذا معناه معرفة المزيد عن الموارد التي يمكن العثور عليها على سطح الكوكب الأحمر.

تبحث ناسا رسمياً في وضع البشر ضمن مدار منخفض حول المريخ خلال العقد الثالث من القرن الحالي، وعمليات الهبوط المأهولة على سطح المريخ في وقت ما بعد ذلك.

قبل الاستيطان في المريخ، ستقوم دولة الإمارات العربية المتحدة ببناء مدينة في أحضان صحراء أكثر ألفة على الأرض.
مصدر الصورة: الإمارات العربية المتحدة

الإمارات العربية المتحدة

أعلنت الإمارات العربية المتحدة مؤخراً عن استراتيجية "المريخ 2117"، والتي تمثل خطتها لبناء مستوطنة بشرية على سطح المريخ خلال السنوات المئة القادمة.

كيف يخططون للوصول إلى هناك؟

في الوقت الراهن تستغل الإمارات العربية المتحدة من جدولها الزمني غير المتعجل، وبناء الأفكار بشكل تدريجي لما يريدون القيام به على المريخ عندما يصلون إليه.

ما الذي يريدون القيام به هناك؟

شأنهم شأن آخرين كثر، يريدون مساعدة البشرية على توسيع آفاقها خارج كوكبنا هذا. ولكن هذا المشروع على وشك أن يصبح جزءاً من مشروع أكبر هنا على سطح الأرض أيضاً. فالإمارات العربية المتحدة تريد أن تتزعم قيادة المساعي العلمية، وترى في هذا السعي الحثيث نحو المريخ فرصة لاختبار وتطوير حلول تكنولوجية جديدة وعلاقات دولية في بيئة ملهمة ومثيرة للاهتمام.

المصدر: إنستجرام، الحساب الشخصي لإيلون ماسك

عشاق القمر

لا يزال لدى عدد قليل من الشركات طموحات خارج كوكب الأرض، ولكنها لم تستهدف حتى الآن ما هو أبعد من أقرب الأقمار إلينا. حيث أعربت كل من روسيا والصين عن اهتمامهما بالعودة إلى القمر من جديد، وهما ليسا وحدهما في ذلك.

"مون إكسبريس" هي شركة خاصة تخطط للهبوط على سطح القمر وبناء قاعدة استيطانية هناك.

ومن جهته يأمل جيف بيزوس، مؤسس كل من أمازون والشركة الفضائية "بلو أوريجنز"، بإنشاء خدمة لتوصيل البضائع إلى القمر في العام 2020.

هناك أوجه من التداخل بين بعثات القمر والمريخ، في 28 سبتمبر الماضي، أعرب ماسك عن أسفه أنه بالرغم من أن 2017 يحمل الكثير من الملامح المستقبلية، إلا أنه ليس لدينا قاعدة قمرية حتى اليوم، وقال إن صاروخه الجبار يمكنه تأمين شبكة مواصلات بين الأرض، والقمر، والمريخ.

وتقتضي خطط ناسا الحالية التوجه إلى المريخ عبر القمر، أو على الأقل عبر محطة فضائية قريبة من الأرض، وإنجاز ذلك بأقل تكلفة ممكنة.

هناك رابط محتمل أيضاً في هذا الجانب. حيث تتعاقد ناسا في الواقع مع شركة سبيس إكس لتنفيذ بعض عمليات التوصيل المخصصة لمحطتها الفضاء. من خلال التوجه إلى القمر، يمكن لماسك أن يقحم صاروخه الجبار في المنافسة بما أن ناسا تتجه نحو تحديد الجهات التي ستتعاقد معها لتنفيذ البعثات في المستقبل.

سواء تمكنا من الذهاب إلى القمر لوحده، أو المريخ لوحده، أو تمكنا من الذهاب إلى المريخ بعد المرور بالقمر، هناك أمر واحد مؤكد: وهو أن البشرية بدأت تخوض مهمة ملحمية للتوجه إلى أي مكان آخر خارج كوكب الأرض.

المحتوى محمي