نجم من نوع عملاق أحمر؛ يراوغ ثقب أسود عملاق، وينجو من السقوط في جاذبيته ولكن ليس طويلاً، فبعد مليارات السنين ينجح الثقب الأسود في جذب جميع الغازات من جسم النجم؛ ليحوله في النهاية إلى كتلة كوكبية.
رقصة الموت بين الثقب والنجوم
تحرق النجوم وقودها من غاز الهيدروجين والهيليوم طوال فترة حياتها، وبعد نفاد هذا الوقود تتحول النجوم في نهاية إلى نوع قزم أبيض، أما النجوم التي تُقدر كتلتها بعشرين مرة أو أكثر كتلة الشمس، فنجد أنها تنفجر نتيجة لنفاذ الوقود وتتحول إلى ثقب أسود.
يعتقد العلماء أنه في قلب كل مجرة كبيرة في الكون بما في ذلك مجرتنا درب التبانة، يمكث ثقب أسود عملاق تتراوح كتلته بين ملايين إلى مليارات من كتلة الشمس، وتختلف الثقوب السوداء العملاقة عن الثقوب السوداء العادية التي تنشأ من انفجار النجوم الكبيرة، وحتى الآن لا يعرف العلماء بعد سبب نشأة الثقوب السوداء العملاقة، ولكن تبعاً لحجمه الكبير، يحمل الثقب الأسود العملاق جاذبية عالية جداً فعند مرور النجوم بجانبه يبتلع الثقب الأسود المواد والغازات من حول النجم بالتدريج حتى لا يتبقى منه شيئاً.
العملاق الأحمر الذي صار قزم
في مارس/آذار من هذا العام، كشف العلماء عن نجم من نوع عملاق أحمر؛ يتراوح قطره بين مائة إلى ألف مرة قطر الشمس، يقترب هذا النجم من ثقب أسود عملاق في منتصف مجرة GSN 069 التي تبعد عنا بحوالي 250 مليون سنة ضوئية، يُعتبر هذا الثقب الأسود صغير من نوعه وتقدر كتلته بـ 400 ألف مرة كتلة الشمس فقط. عند اقتراب النجم من الثقب الأسود، بدأ الثقب الأسود في جذب الغازات والمواد من الطبقات الخارجية للنجم، حتى نفد وقوده وأصبح قزم أبيض محبوس في مدار بيضاوي حول الثقب الأسود.
تتمتع الثقوب السوداء بقوة جاذبية عالية جداً فحتى الضوء لا يستطيع الهروب منها، وحين يبتلع الثقب الأسود المواد من حوله تُنتج هذه المواد قدر كبير من الطاقة في صورة أشعة سينية نتيجة لارتفاع درجة حرارتها إلى ملايين الدرجات المئوية، وهنا يأتي دور تلسكوب تشاندرا التابع لوكالة الفضاء الأميركية ناسا وتلسكوب إكس إم إم- نيوتن التابع لوكالة الفضاء الأوروبية إيسا؛ اللذان يرصدان الأجسام الفضائية باستخدام الأشعة السينية، وكلاهما استخدما في رصد الثقب الأسود وهو يسحب طاقة العملاق الأحمر، ليصبح قزم محبوس في مدار حوله.
مصير القزم المحبوس
يعتقد العلماء أن هذا النجم لن ينجو في مداره حول الثقب الأسود إلى الأبد، وعند أقرب نقطة لدورانهما حول بعضهما البعض، سيستمر الثقب الأسود في جذب الغازات من جسم القزم الأبيض تدريجياً على مدار مليارات السنين حتى يتحول في النهاية إلى كتلة تشبه كتلة الكواكب.
يتوقع العلماء أن ينتج عن حركة القزم الأبيض حول الثقب الأسود العملاق اضطرابات في نسيج الزمكان التي تسمى بالموجات الثقالية والتي يمكن رصدها من على الأرض. ستكون هذه أول مرة تُرصد فيها موجات ثقالية ناتجة عن حركة قزم أبيض حول ثقب أسود عملاق، فلقد رُصدت موجات الثقالية من قبل نتيجة دمج ثقبين أسودين أو نتيجة دوران نجمة نيوترونية حول ثقب أسود.