سبيس إكس تنظم أولى رحلاتها السياحية للفضاء

3 دقائق
دراجون, سبيس اكس, فضاء, رحلات
المركبة دراجون — مصدر الصورة: كيفين جيل/ فليكر

رحلة سياحية لأربعة أفراد إلى الفضاء. هكذا أعلنت شركة سبيس إكس لعلوم الفضاء عن رحلتها الأولى للقيام بجولة حول الأرض. تستمر الرحلة المرتقبة إلى الفضاء لمدة 5 أيام، وتنطلق في نهاية 2021 من قاعدة كيب كانافيرال الفضائية بولاية فلوريدا. جاءت الرحلة كثمرة للتعاون المشترك بين الشركة وشركة «سبيس أدفنتشرز» الأميركية. تمتلك الشركة أدفنتشرز خبرة سابقة في تنظيم الرحلات إلى الفضاء، والتي ساعدت من قبل 7 مواطنين من جنسيات مختلفة للقيام برحلة إلى محطة الفضاء الدولية، على متن صاروخ سويوز الروسي.

سبيس إكس

تعد شركة سبيس إكس رائدة في تصمم وتصنع واطلاق الصواريخ المتقدمة، والمركبات الفضائية. تأسست عام 2002 على يد الملياردير الأميريكي «إيلون ماسك» بمدينة هاوثورن بولاية كاليفورنيا الأميركية، وذلك لإحداث ثورة في تكنولوجيا الفضاء، كما ذكرت الشركة في التقديم لنفسها، وأعلنت أن الهدف الأول لتأسيسها هو «تمكين الناس من العيش على الكواكب الأخرى».

كان للشركة السبق في نقل البضائع من وإلى محطة الفضاء الدولية عام 2012، من خلال المركبة الفضائية «كرو دراجون» المملوكة لها، حيث تعد أول مركبة فضائية تجارية.

يذكر أن سبيس إكس أبرمت في العام الماضي صفقة مع شركة الفضاء «بيجلو أيروسبيس»؛ لنقل أفراد إلى المحطة الفضائية الدولية مقابل 52 مليون دولار للفرد الواحد، إلا أن بيجلو انسحبت في وقت لاحق من تلك الصفقة.

مهمة تاريخية

وعن الرحلة السياحية الأولى إلى الفضاء، قالت جوين شوتويل مدير العمليات بالشركة: «إنها مهمة تاريخية، لأنها ستجعل الرحلات إلى الفضاء ممكنة لكل الذين يحلمون بها». وأوضحت شوتويل إنه بموجب الاتفاقية المبرمة بينهم وبين الشركة أدفنتشرز؛ سيستخدم صاروخ فالكون 9 والمركبة دراجون في هذه الرحلات. المركبة دراجون هي مركبة فضائية تم تصميمها لنقل البشر إلى الفضاء، لكنها تقوم حالياً بمهمة شحن البضائع ذات الحساسية البيئة إلى محطة الفضاء الدولية. وأكدت شوتويل على أن مركبة دراجون قادرة على حمل 7 ركاب في مدار الأرض، ومن المقرر أن تقوم المركبة بالدوران حول الأرض بمعدل ضعفين أو 3 أضعاف ارتفاع المحطة الفضائية الدولية، وعلى مسافة 402 كم تقريباً خلال الرحلة.

تقول شوتويل إن شركة سبيس إكس عكفت خلال السنوات القليلة الماضية في بناء نسخة جديدة من مركبة الفضاء دراجون واختبارها، كجزء من عقدها مع وكالة الفضاء الأميركية ناسا؛ لنقل رواد الفضاء من المحطة الفضائية الدولية وإليها، وذلك بعد سنوات من استخدام المركبة الفضائية لنقل البضائع إلى المحطة الفضائية.

ومن جانبها أعلنت شركة سبيس أدفنتشرز في البيان الصادر عنها أن الشركتان لم تحددا سعر الرحلة بعد، ولكنهما اتفقتا على تفاصيل أخرى، مثل نوع الاستعدادات الذي يجب على السائحين القيام بها.

وقال «إريك أندرسون» رئيس شركة سبيس أدفنتشرز: «ستكون مهمة المركبة الفضائية دراجون خاصة جداً، لأنها ستكون قادرة على الوصول إلى ضعف الارتفاع الذي وصل إليه رائد فضاء مدني سابق أو زائر لمحطة فضائية».

رحلات سبيس أدفنتشرز الثمانية

يذكر أن أول رحلة سياحيّة للفضاء قام بها رجل الأعمال الأميركي «دينيس تيتو» عام 2001 بواسطة شركة «سبيس أدفنتشرز»، ونظمت الشركة بعد هذه الرحلة 7 رحلات أخرى لرجال أعمال وأثرياء أخرين خلال الفترة من 2001 وحتى 2009، حيث تلى دينيس في رحلته رجل الأعمال الجنوب أفريقي «مارك شاتلورث» عام 2002، ثم رجل الأعمال الأميركي «جريج أولسن» عام 2005، أما «تشارلز سيموني» أحد مؤسسي شركة مايكروسوفت فقام برحلتين عامي 2007 و 2009، وفي عام 2008، قام مطور ألعاب الكمبيوتر «ريتشارد جاريوت» برحلته نحو الفضاء، وكانت أخر رحلة نظمتها الشركة عام 2009 لرجل الأعمال «جاي لاليبرت» مؤسس سيرك «دو سولاي».

وتقدر تكلفة الرحلات الفضائية بعشرات الملايين من الدولارات، فعلى سبيل المثال كلفت أولى الرحلات رجل الأعمال «دينيس تيتو» 20 مليون دولار، حيث استغرقت رحلته 7 أيام، أما رحلة رجل الأعمال «جاي لاليبرت» فكلفته 35 مليون دولار، واستغرقت 11 يوماً.

رحلات ناسا إلى الفضاء

في أواخر العام الماضي، أعلنت وكالة الفضاء الدولية ناسا عن افتتاح المحطة الفضائية الدولية لـ «مهمات رواد فضاء»، ومن خلالها ستسمح ناسا للمواطنين العاديين بالسفر إلى الفضاء، ومن المقرر أن تطلق الوكالة رحلتين في العام، تستغرق كل رحلة منهما 30 يوماً كحد أقصى.

وبحسب ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن تكلفة السفر من وإلى محطة الفضاء الدولية، ستكون في متناول شخصيات معدودة بالعالم، حيث أعلنت وكالة ناسا أن كلفة استخدام مرافق المحطة للشركات الخاصة بالسياحة الفضائية في الليلة الواحدة 35 ألف دولار لكل راكب، وذلك لاستخدام أسرة المحطة، فضلاً عن وسائل الراحة الأخرى التي توفرها من هواء وماء وإنترنت ومرحاض، غير تكلفة النقل من وإلى المحطة التي تحددها شركتا بيجلو، وسبيس إكس وهما يعكفان حالياً على تطوير كبسولتين لحمل المسافرين إلى الفضاء.

المحتوى محمي