تعرّف إلى أحدث إنجازات ناسا: سيارات كهربائية مبتكرة وعصرية لاستخدامها في الرحلات الفضائية

شركة تصمم أول سيارة كهربائية مخصصة لاستكشاف سطح القمر
على الرغم من أن هذه السيارات لن تقطع مسافات كبيرة، فإنها ستكون مفيدة جداً. آيزك واتسون/ وكالة ناسا
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أعلنت شركة صناعة السيارات الكهربائية كانو (Canoo) في بيان صحفي الأسبوع الماضي، أنها سلّمت وكالة ناسا 3 سيارات جديدة مخصصة لنقل طاقم رواد الفضاء، اختصاراً (CTVs). ستنقل هذه السيارات الكهربائية ذات المظهر اللطيف رواد الفضاء إلى منصة الإطلاق في مركز كينيدي للفضاء (Kennedy Space Center) في ولاية فلوريدا للمشاركة في مهمات أرتميس القادمة إلى القمر.

وفقاً لما صرحت به وكالة ناسا، صُممت هذه السيارات على أساس إضافة تحديث كبير لسيارة أستروفان (Astrovan)، التي كانت تُستخدم في عصر المكوك الفضائي (الفترة التي كانت وكالة ناسا تستخدم فيها المكوك الفضائي بوصفه وسيلة للنقل بين الأرض والفضاء، وتمتد هذه الفترة من عام 1981 حتى عام 2011)، كما صُنعت هذه السيارات بوجه خاص لتلبية متطلبات بعثات أرتميس.

يمكن لكل سيارة استيعاب 4 رواد فضاء يرتدون بدلاتهم الفضائية الجديدة التي سيستخدمونها داخل مركبة أوريون (Orion) الفضائية، بالإضافة إلى فني مسؤول عن تجهيز هذه البدلات، خلال الرحلة إلى منصة الإطلاق 39 بي (Launch Pad 39B). وفقاً لوكالة ناسا، تتوافر في هذه السيارات أيضاً مساحة كافية للمعدات الخاصة اللازمة لتلبية احتياجات البعثات الفضائية.

سيارات تركز على راحة الطاقم الفضائي أولاً

تقول مديرة إطلاق مهمة أرتميس، تشارلي بلاكويل تومبسون (Charlie Blackwell-Thompson)، في بيان صحفي: “ركّز التعاون بين شركة كانو وممثلي وكالة ناسا على سلامة الطاقم وتوفير سبل الراحة في الطريق إلى منصة الإطلاق قبل الرحلة المنتظرة إلى القمر”.

بالإضافة إلى أهمية معايير السلامة والراحة، أولت وكالة ناسا أيضاً اهتماماً كبيراً بتصميم السيارات الكهربائية الجديدة (CTVs) من الناحية الجمالية، بصورة تهدف إلى تكريم إرث الوكالة في مجال الرحلات الفضائية المأهولة وجهود استكشاف الفضاء. يبدو أن كل شيء في هذه السيارات صُمم بعناية ودقة، بدءاً من التصاميم الداخلية والخارجية وصولاً إلى لون السيارات وحجم العجلات.

اقرأ أيضاً: حوادث الاصطدام المتعمدة وغير المتعمدة توفر معلومات مهمة عن الفضاء

تقول تومبسون، التي شاركت في عملية التصميم: “لا شك في أن كل مَن يرى هذه السيارات الجديدة سيشعر بالفخر الذي أشعر به تجاه المشروع القادم لمهمات أرتميس المأهولة”. تعتزم شركة كانو الكشف عن تفاصيل التصاميم الداخلية والخارجية بصورة أكبر في وقت لاحق من هذا العام.

تطوير سيارات لها القاعدة نفسها

تُعد شركة كانو واحدة من أهم الشركات المصنّعة للسيارات الكهربائية في الولايات المتحدة. إذ طورت الشركة قاعدة نموذجية لصناعة السيارات الكهربائية، تسمى لوح التزلج أو “سكيت بورد” (Skateboard)، وهي عبارة عن هيكل معدني يُستخدم في تصميم سيارات مختلفة من خلال الهيكل الأساسي نفسه، (وهي الطريقة نفسها التي تستخدمها شركات أخرى أيضاً). بحيث يتكون الهيكل بصورة أساسية من 4 عجلات وبطارية ومحرك أو محركين وعجلة قيادة سلكية على قاعدة عجلات يبلغ ارتفاعها 2.85 متراً تقريباً، ما يسمح للشركة بتطوير سيارات مختلفة باستخدام الهيكل الأساسي نفسه.

حتى الآن، أطلقت شركة كانو 3 نماذج للسيارات الكهربائية وهي: سيارة “لايف ستايل” (Lifestyle Vehicle)، التي تشبه الحافلة الصغيرة (والتي استُخدمت بوصفها نموذجاً لتصميم سيارات نقل الطواقم الفضائية في وكالة ناسا)، بالإضافة إلى سيارة توصيل وشاحنة صغيرة يختبرها الجيش الأميركي حالياً.

اقرأ أيضاً: كيف سيبدو الأمر إن كنت تقود مركبة على القمر؟

بالطبع، إن تطوير قاعدة جديدة مثل هذه ليس بالأمر السهل إطلاقاً. تفخر شركة كانو في بيانها الصحفي بتسليم المشروع في الوقت المحدد، ما يشير إلى بعض المشكلات التي واجهتها الشركة في الماضي. إذ إنه في شهر مايو/ أيار من العام الماضي، كانت الشركة تواجه تحديات مالية، بحيث لا تستطيع الاستمرار في العمل لأكثر من 3 أشهر. لكن يبدو أن تدفق طلبات شراء كبيرة لأكثر من 15,000 سيارة من شركات مثل وولمارت (Walmart) وشركتي تأجير السيارات زيبا (Zeeba) وكينغ بي (Kingbee)، كان كافياً لمساعدة شركة كانو على البقاء في المسار الصحيح وتجاوز الضائقة المالية وتعزيز مكانتها في سوق صناعة السيارات الكهربائية.

يشير ذلك إلى أن صناعة السيارات الكهربائية لا تزال جديدة تماماً، وأن بعض الشركات، التي تحظى بتغطية إعلامية وتتصدر العناوين الآن، قد تواجه منافسة شديدة من شركات أخرى بعد 10 سنوات.

على الرغم من تسليم سيارات نقل الطاقم الفضائي في الأسبوع الماضي، لن تدخل حيز الاستخدام الفعلي قبل شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2024 على الأقل. وهو الموعد المخطط له حالياً لإطلاق أول بعثة مأهولة تابعة لوكالة ناسا إلى القمر منذ 53 عاماً، التي تحمل اسم “أرتميس 2” (Artemis II). ستنقل سيارات نقل الطاقم الصغيرة 4 رواد فضاء لمسافة 14 كيلومتراً إلى منصة الإطلاق، فيما سيتكفل كل من نظام الإطلاق الفضائي الضخم (SLS) ومركبة أوريون (Orion) الفضائية بإكمال مهمة نقل الطاقم إلى الفضاء في الرحلة التي تستغرق 10 أيام. حتى ذلك الحين، سوف تُستخدم هذه السيارات الكهربائية لتدريب رواد الفضاء قبل انطلاق المهمة الفعلية.