ربما كان التقاط الصور الخلابة لعمليات الإطلاق لا يمتّ إلى علم الصواريخ بصلة، ولكنه يحتاج إلى الكثير من المهارة. فالمصورون المحترفون يفعلون ما هو أكثر من مجرد تصويب الكاميرا والتقاط الصور. كما أنهم ينصبون عدداً من كاميراتهم في مواضع بعيدة للغاية عن مواقع موقع الإطلاق الفعلي، يلتقطون الصور عن بعد.
وقد قام بيل إنجالس وهو مصور فوتوغرافي مخضرم يعمل لوكالة ناسا، بنصب 6 كاميرات بعيدة لالتقاط صور لعملية إطلاق صاروخ من نوع سبيس إكس والتي تمت في 22 مايو، حيث كان يحمل على متنه مركبتين فضائيتين ضمن بعثة "استعادة الجاذبية ومتابعة تجربة المناخ (غريس-فو)، وهو مشروع مشترك بين ناسا وألمانيا.
حيث أدّت خمسٌ من كاميراته عملها بشكل جيد، والتقطت صوراً مثل الصورة التالية:
في حين لم تؤد إحدى الكاميرات الست عملها بنجاح. يقول إنجالس في منشور له عبر ناسا: "كان لديّ 6 كاميرات بعيدة، اثنتان خارج منطقة الأمان المحيطة بمنصة الإطلاق، وأربع منها داخلها". ويتابع: "وللأسف، بدأ الإطلاق بإحراق الحشائش التي أدت إلى شواء إحدى الكاميرات الواقعة خارج حدود المنطقة".
فعلى الرغم من أن هذه الكاميرا كانت الأكثر بعداً، على بعد حوالي 400 متر عن منصة الإطلاق، إلا أن النيران التي نشبت بفعل الإطلاق دمرتها بسرعة، وذلك قبل أن يتمكن رجال الإطفاء من إخماد النار.
وقد أدت الكاميرا عملها حتى آخر لحظة، حيث استمرت بالتقاط الصور إلى أن ذابت بفعل النار. لحسن الحظ، كانت بطاقة الذاكرة داخلها لا تزال آمنة، ما يعني أن إنجالس تمكن من التقاط هذه السلسلة المذهلة من الصور، ابتداءً من لحظة الإطلاق، مروراً بلحظة انبعاث النيران، ووصولاً إلى لحظة الذوبان.
سرعان ما انتشر منشور كتبه إنجالس عبر فيسبوك عن تحطم كاميرته مصحوباً بالصور المرافقة. ولكنها لم تكن المرة الأولى التي تتعرض فيها إحدى كاميرات إنجالس للتحطم خلال عملية إطلاق.
ففي 1995 كان إنجالس في كازاخستان يصور إطلاق صاروخ من نوع سويوز (كان متجهاً إلى محطة مير الفضائية). حيث تسببت عملية الإطلاق بتقاذف الصخور بالمكان، لتتسبب إحداها بتحطيم جانب من كاميرته التي كانت من نوع هاسلبلاد، والتي كانت تبعد عنه 3 أمتار فقط.
قام إنجالس خلال ما يقرب من 30 عاماً من العمل لدى ناسا، بتصوير الكثير من عمليات الإطلاق، والهبوط، والعجائب الفلكية، ورواد الفضاء والرؤساء.
وفي مغامرته التالية، عاد إنجالس إلى كازاخستان في 3 يونيو، لتصوير هبوط طاقم المحطة الفضائية الدولية. في حين، من المرجح أنه تم إرسال الكاميرا المنصهرة إلى واشنطن، ليتم عرضها في المقر الرئيسي لناسا.