صورة رائعة لسديم البحيرة احتفالاً بعيد الميلاد الثامن والعشرين لهابل

1 دقيقة
صورة بالضوء المرئي لسديم البحيرة (المعروف أيضاً باسم ميسيير 8 أو إم 8) ويظهر في المنتصف النجم البراق هيرشل 36.

في ليلة صيفية صافية في نصف الكرة الأرضية الشمالي، يمكنك أن تخرج إلى فنائك الخلفي مع منظار عادي لتراقب كوكبة ساجيتاريوس، وإذا حدقت بتمعن، فقد ترى لطخة في السماء. هذه اللطخة هي سديم البحيرة، والمعروف أيضاً باسم ميسيير 8، وهي حضانة نجمية (منطقة تشكّل النجوم) تبعد عنا حوالي 5,000 سنة ضوئية.

إنه منظر مذهل، سواء باستخدام منظار عادي أو تلسكوبات متطورة. ولكن إذا أردت أن تتأمل حجم هذا السديم بالشكل اللائق، يمكنك أن تشاهد هذه الصورة الجديدة التي أطلقتها ناسا احتفالاً بعيد ميلاد التلسكوب الفضائي هابل.

يظهر في وسط الصورة نجم يافع براق، لا يتجاوز عمره المليون سنة، ويطلق عليه اسم هيرشل 36. يبلغ سطوعه 200,000 ضعف من توهج شمسنا، ويمر حالياً بمرحلة (مراهقة) صاخبة بعض الشيء، مطلقاً كميات هائلة من الأشعة والرياح النجمية السريعة. يبلغ العرض الكامل للصورة حوالي 4 سنوات ضوئية.

التقط التلسكوب الصورة المذكورة أعلاه، والصورة في الأسفل من جهة اليسار، باستخدام الضوء المرئي، ولكن الصورة اليمنى في الأسفل تظهر نفس المنظر ولكن بالأشعة تحت الحمراء.

سديم البحيرة بالضوء المرئي (يسار) وتحت الأحمر (يمين)
مصدر الصورة: ناسا، إيسا، المعهد العلمي للتلسكوبات الفضائية

في الضوء تحت الأحمر، يظهر عدد أكبر من النجوم بشكل أكثر وضوحاً، سواء ضمن السديم أو خارجه. ولكن يوجد بعض الأماكن التي لا يمكن لهابل أن يراها جيداً. انظر إلى تلك البقع الداكنة الغبراء، هذه كريات بوك، وهي أماكن يتكتل فيها الغبار وغيره من المواد للتحول إلى نجوم وكواكب. وبالرغم من أن أدوات هابل لا تستطيع أن تخترق هذه الكريات، فسوف يكون التلسكوب الفضائي جيمس ويب قادراً على تحقيق هذه المهمة، ما أن يتم إطلاقه.

نعرض أيضاً هذه الصورة التي التقطها هابل لسديم البحيرة في 1996، كهدية إضافية:

صورة التقطها هابل لسديم البحيرة في 1996
أ. كوليه (المنشأة الأوروبية لتنسيق عمل التلسكوبات الفضائية، إيسا) وناسا

قام المكوك الفضائي ديسكوفيري بإطلاق هابل قبل 28 عاماً. وخضع التلسكوب للعديد من عمليات الإصلاح في بدايات عمله، وذلك لصيانة وتحديث تجهيزاته. غير أن آخر بعثة للصيانة كانت في 2009، وفي المحصلة، سيصل عمل هذا التلسكوب إلى نهايته. ولكن، وحتى ذلك الحين، سيستمر بعمله في التقاط صور فضائية مذهلة، بدءاً من المجرات البعيدة التي تعود إلى بدايات الكون، وصولاً إلى النجوم التي تطلق الفقاعات والألعاب النارية الكونية. عيد ميلاد سعيد يا هابل، ولتكن حياتك طويلة وحافلة بالإنجازات!

المحتوى محمي