بعد أن التقط تلسكوب جيمس ويب الفضائي صوراً مذهلةً لأماكن بعيدة في المجرة، ربما نسي الكثيرون تلسكوب هابل الفضائي المتواضع. لكن ذلك تغيّر الأسبوع الماضي.
صور جديدة لتلسكوب هابل الفضائي
فقد التقط تلسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأميركية ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية إيسا، والذي مضى على دخوله الخدمة 32 عاماً، صورة مذهلة لمركز عنقود كروي نجمي يُدعى (NGC6638) ويقع في كوكبة القوس. وفقاً لوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، فإن هذه الصورة المرصعة بالنجوم تسلّط الضوء على كثافة النجوم في قلب هذه التجمعات المترابطة بإحكام، والتي يتراوح عددها من عشرات الآلاف إلى ملايين النجوم. اُنشئت هذه الصورة المذهلة بواسطة كاميرتي هابل؛ كاميرا المجال الواسع 3 (Wide Field Camera 3) المتطورة والكاميرا المتقدمة للمسوحات (Advanced Camera for Surveys)، وتم نشرها للعامة في 1 أغسطس/آب.
اقرأ أيضاً: أكبر صور هابل الملتقطة بالأشعة تحت الحمراء تساعد العلماء على العودة بالزمن 10 مليارات عام
العناقيد النجمية الكروية هي مجموعات مكتظة بالنجوم القديمة تظهر عادةً متجمعة بشكلٍ كروي، ويُقدر عمر معظمها بنحو 10 مليارات سنة، وهي موطن لبعض أقدم نجوم المجرة. هناك ما يقدر بنحو 150 عنقوداً كروياً معروفاً في مجرة درب التبانة، وهي تضم بشكلٍ أساسي نجوماً حمراء منخفضة الكتلة بالإضافة إلى نجوم صفراء متوسطة الكتلة.
كان تجميع صور العناقيد النجمية الكروية أحد إنجازات هابل المميزة. في الواقع، يكاد يكون من المستحيل على التلسكوبات الأرضية رؤية النجوم التي تشكل نوى العناقيد النجمية بوضوح بسبب التشويش الناجم عن الغلاف الجوي للأرض. على الرغم من أن تلسكوب هابل يدور على ارتفاع نحو 550 كيلومتراً فوق الأرض، فإنه لا يزال من الناحية التقنية داخل الغلاف الجوي، ولكن بوسعه التقاط صور أفضل للنجوم في العناقيد النجمية الكروية دون أن يؤثر عليها الغلاف الجوي. لقد ساعد تلسكوب هابل العلماء على فهم أنواع النجوم التي تشكل العناقيد النجمية الكروية، وكيف تتطور بمرور الوقت، وما الدور الذي تؤديه الجاذبية في تشكل أنظمة النجوم الكثيفة.
اقرأ أيضاً: تلسكوب هابل يرصد اندماج ثلاث مجرات في حدث عنيف
يبعد تلسكوب جيمس ويب الفضائي الذي أُطلق حديثاً نحو 1.6 مليون كيلومتر عن الأرض، ويقع خارج الغلاف الجوي الأرضي كلياً. تتيح الكاميرات المتطورة جداً للتلسكوب التقاط صورٍ في نطاق ضوء الأشعة تحت الحمراء، بينما يلتقط تلسكوب هابل الصور في نطاق طيف الضوء المرئي. تتميز مراقبة النجوم في طيف الأشعة تحت الحمراء بأنها أقل تأثراً بالغاز أو الغبار المتشكل حول النجوم المتشكلة حديثاً. يساعد هذا المستوى الجديد من القدرة على مراقبة النجوم على أن تكون صور العناقيد النجمية الكروية من تلسكوب جيمس ويب مكملةً للصور من تلسكوب هابل لتساعد العلماء في النهاية على دراسة العناقيد النجمية المتشكلة حديثاً قبل أن تتاح لها فرصة التطور الكامل.