في الوقت الذي كان فيه الأميركيون منشغلين بالتحضير لفترة الأعياد أو عمل قائمة بأفضل صفقات الجمعة السوداء واثنين الإنترنت، كانت مركبة أوريون الفضائية التابعة لناسا تدور حول القمر وتلتقط بعض الصور. وفي اليوم السادس من مهمة أوريون، نشرت ناسا صوراً تفصيلية جميلة تظهر سطح القمر الغامض وحفره المتجمدة.
صور أوريون لفوهات القمر
تشكل الكويكبات والصخور الفضائية الأخرى عند اصطدامها بسطح القمر فوهات صدمية تبقى سليمة لمليارات السنين، نظراً لأنه لا توجد على القمر ظواهر طقسية كالمطر أو الرياح أو العواصف، يمكن أن تردم الثقوب التي خلفتها هذه الاصطدامات. وتعتقد ناسا أن بعض حفر القمر تحتوي على الماء والجليد، والتي ستكون مورداً مهماً لبعثات الفضاء السحيق المخطط لها على مدار السنوات القليلة المقبلة. الأمر المثير في الصور الجديدة أيضاً هو أن بعض الصور تُظهر فوهات داخل الفوهات على غرار دريئة الرماية.
اقرأ أيضاً: ناسا تنشر صوراً مذهلة من تلسكوب جيمس ويب الفضائي لأعماق الكون
اُلتقطت الصور من على ارتفاع 130 كيلومتراً عن سطح القمر بواسطة كاميرا الملاحة البصرية التي تحملها أوريون، وهي من ضمن 16 كاميرا أخرى تحملها أوريون، ولا تقتصر مهمتها على التقاط هذه الصور المذهلة فقط، بل وتساعد في توجيه المركبة من خلال التقاط الصور لكل من القمر والأرض عند مراحل وعلى مسافات مختلفة. وفقاً لوكالة ناسا، ستوفر صور كاميرا الملاحة البصرية مجموعة محسّنة من البيانات للتأكد من فعاليتها كوسيلة مساعدة في ظل ظروف الإضاءة المختلفة في توجيه المركبة الفضائية أثناء المهمات المأهولة في المستقبل.
نشأ القمر منذ 4 مليارات سنة، على الأغلب نتيجة اصطدم جسم بحجم المريخ في كوكب الأرض، وتشير التقديرات إلى أن 225 حفرة اصطدام جديدة تقريباً تتشكل على سطح القمر كل 7 سنوات.
بعد انطلاقها في الفضاء في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني، قطعت المركبة الفضائية أوريون نحو 1.3 مليون ميل فضائي، أي مسافة أبعد من أي مركبة فضائية أخرى مصممة لحمل البشر. ثم عادت إلى الأرض يوم الأحد في 11 ديسمبر/ كانون الأول.
تُعد مهمة أرتميس 1 أول اختبار متكامل لأحدث تقنيات استكشاف الفضاء السحيق التي طوّرتها ناسا، بما فيها مركبة أوريون ونظام الإطلاق الفضائي القوي "إس إل إس" (SLS) والأنظمة الأرضية في مركز كينيدي للفضاء. وتُعد المهمة الأولى من بين ثلاث مهمات، وستوفر معلومات أكثر أهمية حول البيئات خارج كوكب الأرض والتأثيرات الصحية للسفر في الفضاء، بالإضافة إلى المزيد من البيانات من أجل المزيد من البحث حول النظام الشمسي، كما تثبت هذه المهمة التزام الوكالة وقدرتها على إعادة رواد الفضاء إلى القمر.