يستقبل عالمنا غداً الاثنين الموافق 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري؛ حدثاً فلكياً نادر الحدوث تلتقطه التلسكوبات على سطح الأرض، فضلاً عن عدسات المركبات الفضائية، حيث يعبر كوكب عطارد بين الشمس والأرض.
التقطت مركبات الفضاء العديد من الصور الفضائية المدهشة في لحظات العبور الماضية، وعلى الرغم من أن العبور الماضي لكوكب عطارد كان منذ 3 سنوات فقط، إلا أن العبور التالي لن يحدث حتى عام 2032. يستغل العلماء والطلاب ومحبي الفلك هذه اللحظات لجمع المزيد من المعلومات القيمة عن عالمنا الخارجي، والاستمتاع برؤية جار الشمس يلقي التحية علينا سريعاً، ويمضي.
ولأنه أقرب إلى الشمس من الأرض، ولعدم توافقه مدارياً مع كوكبنا، فإن عبور كوكب عطارد أمام الأرض سيكون بالقرب من الحواف علوية أو سفلية من الشمس. سيكون العبور مرئياً في عدة مناطق حول الأرض، ويصنف العبور المنتظر كرابع عبور يحدث خلال القرن الحالي، ومن المتوقع أن يحدث 14 عبوراً لكوكب عطارد خلال القرن الحالي.
مواعيد عبور كوكب عطارد بين الأرض والشمس
يحدث عبور كوكب عطارد عادة في شهري مايو/ آيار، أو نوفمبر/ تشرين الثاني، ويحدث معظمها في فصل الخريف، وتتغير التوقيتات تبعاً لطول الفترات الزمنية للمدارات الخاصة بالكواكب مع اعتبار الميل النسبي لكلا المدارين، حيث يميل المدار الخاص بعطارد عن المدار الخاص بالأرض ببضع درجات. تحدث هذه الظاهرة عند اصطفاف الشمس وكوكبي عطارد والأرض على خط واحد، بحيث يظهر عطارد كما لو أنه نقطة دائرية صغيرة تتحرك عبر الشمس وتستمر لساعات.
سيكون عبور عطارد بين الشمس والأرض مرئياً في قارتي أميركا الجنوبية، إفريقيا، ومعظم أميركا الشمالية وأوروبا. بالنسبة لأوروبا ومعظم إفريقيا، فإن الظاهرة ستحدث أثناء أو قبيل غروب الشمس بدقائق. أما عن الساحل الشرقي لأميركا الشمالية سيكون العبور مرئياً بشكلٍ واضح، وبالنسبة لأميركا الوسطى والغربية الشمالية؛ ستشرق الشمس مع رؤية كوكب عطارد بالفعل.
سيستمر عبور عطارد بين الشمس والأرض لحوالي 5 ساعات ونصف، مع اختلاف توقيت الظهور والاختفاء في مختلف دول العالم. سيبدأ العبور في الساعة 12:35 ظهراً بتوقيت جرينتش (2:35 ظهراً بتوقيت القاهرة، 4:35 بتوقيت الإمارات)، حيث يبدأ ظهور الكوكب مع ملامسة أول حافة الشمس. يكون منتصف العبور في الساعة 3:20 عصراً بتوقيت جرينتش (5:20 عصراً بتوقيت القاهرة، 7:20 مساءً بتوقيت الإمارات)، حيث يكون عطارد في مركز الشمس. أما نهاية العبور وتوديع هذه الظاهرة، فسيكون في الساعة 6:04 مساءً (8:05 بتوقيت القاهرة، 10:04 مساءً بتوقيت الإمارات).
نظراً لحجم عطارد الصغير ومسافته الكبيرة عن الأرض، فإن رؤيته ستتطلب تلسكوباً. فإذا سمحت لك الفرصة بالنظر من خلال تلسكوب، فنوصيك باستخدام مرشحات السلامة المناسبة على مقدمة التلسكوب، كي لا تتعرض عينيك للضرر. لا تستخدم منظاراً أو أي أداة لرؤية العبور دون مرشحات مصممة للنظر إلى الشمس، أو يمكنك متابعة البث المباشر له من خلال الرابط التالي:
قد يكون عبور كوكب مثل عطارد بين الأرض والشمس إحدى الظواهر الجذابة، التي يُمكن للناس من خلالها التعرف على الكواكب الخارجية، وإن لم نستطع معرفة الكثير من التفاصيل، فعلى الأقل نعلم أنها موجودة بالفعل، وتأمل مكاننا منها في الكون.