علماء يحاولون تأكيد وجود كوكب عملاق ذو حلقات

2 دقائق
انطباع فني عن الكوكب الخارجي الذي يبعد عنا 1,000 سنة ضوئية.

هناك كسوف كبير قادم. لا، نحن لا نتحدث عن الكسوف الشمسي الكلي الذي ننتظر حدوثه جميعاً بحماس حقيقي في أغسطس القادم. فهذا الكسوف سيحدث في سبتمبر المقبل حول نجم يبعد عنا 1,000 سنة ضوئية. بالطبع، سيكون رصده أصعب بكثير من رصد مرور القمر أمام الشمس في سمائنا، ولكنها قد تمنحنا دليلاً على وجود نظام شمسي بعيد.

في ورقة علمية نشرت على موقع مجلة أركسيف arXiv لمسودات الأوراق العلمية، وتقرر نشرها في مجلة الملاحظات الشهرية التابعة للجمعية الملكية الفلكية البريطانية، أعلن علماء الفيزياء الفلكية عن اعتقادهم بأنهم قد عثروا على كوكب ضخم يفوق حجم المشتري بـ 50 ضعفاً مع حلقات – تخيل زحل ولكن بحجم أكبر بكثير – يحيط بكامل الكوكب.

يقع هذا الكوكب الخارجي في نظام أوريون، حيث يبعد عنا 1,000 سنة ضوئية، ويدور حول نجم ساطع يافع، والذي يفوق شمسنا بحجمه قليلاً، ولكنه يشاركها نفس المستوى من درجات الحرارة. على مدى السنوات الـ 15 الماضية، قام العديد من التلسكوبات برصد هذا النجم. في العامين 2008 و2011، لاحظ العلماء حوادث كسوف غريبة – أو حوادث عبور – تتكرر كل عامين ونصف، والتي يخفت فيها الضوء الصادر عن النجم لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى 3 أسابيع.

تعتبر عملية مراقبة خفوت ضوء نجم ما، وقياس الانخفاض الحاصل في السطوع عند مرور كوكب بين النجم والتلسكوب المراقب، إحدى الطرق الرئيسية التي تمكّن الباحثين من استخلاص المعلومات عن الكواكب الخارجية.

يقول الفلكي ماثيو كينوورثي في تصريح له: "ما يثير الحماسة هو أننا خلال كلا الكسوفين؛ نرى الضوء الصادر عن النجم يتغير بسرعة، وهذا يشير إلى وجود حلقات في الجرم الذي يحجب ضوء النجم، ولكن هذه الحلقات أكبر بمرات عديدة من الحلقات التي تحيط بزحل".

هذا ليس أول جرم تحيط به حلقات يتم العثور عليه خارج نظامنا الشمسي، ولكنه قد يكون أول جرم يمتلك دورة مدارية منتظمة يمكن التنبؤ بها.

ولكن من المهم أن نلاحظ أن هذا الكوكب العملاق المحاط بحلقات، لم يتم العثور عليه بشكل مثبت بعد. ستتوجه التلسكوبات من كل أنحاء العالم إلى النجم "PDS 110" على مدى الأيام من 9 إلى 30 سبتمبر القادم، حيث يتوقع للجرم ذو الحلقات أن يظهر من جديد. لن يكون أمام التلسكوبات الأرضية سوى بضع ساعات كل ليلة خلال تلك الفترة لكي ترصد النجم (قد تحظى التلسكوبات المنتشرة في الفضاء بمشاهد أقل عرضة للانقطاع).

يأمل الباحثون من عمليات الرصد التي ستجري خلال الخريف المقبل أن تظهر ارتباط الخفوت في ضوء النجم بعبور كوكب خارجي عملاق محاط بقرص من الغبار والصخور، حيث تبدأ الأقمار لتوها بالتشكل.

المحتوى محمي