حل فصل الصيف في النصف الشمالي، وبالتأكيد تعرفون ما يعني هذا: غيوم الميثان. سترتفع الحرارة بشكل منعش إلى 292- درجة فهرنهايت (-180 درجة مئوية)، أي أعلى بست درجات كاملة من القطب الجنوبي، وستمتلئ البحيرات بالأمطار الهيدروكربونية. أهلاً بكم في فصل الصيف على تيتان. ومن الأفضل أن تحبوه، فسوف يستمر لسبع سنوات ونصف.
يعتبر تيتان، أكبر أقمار زحل، أشبه ما اكتشفناه من عوالم بكوكب الأرض. حيث يوجد عليه فصول ودورة شبيهة بدورة الماء لدينا، نوعاً ما. يدوم كل فصل على تيتان لسبع سنوات ونصف، وبدلاً من الماء، يهطل الميثان والإيثان على البحيرات الهيدروكربونية ومن ثم يعود إلى الغيوم. عندما وصلت المركبة الفضائية كاسيني إلى تيتان في 2004، كان فصل الشتاء قد حل في النصف الشمالي. والآن وبعد أن حل الصيف، تمكنت ناسا من رؤية غيوم الميثان اللامعة تتحرك عبر الغلاف الجوي الكثيف.
يعني فصل الصيف في القطب الشمالي لتيتان هبوب عواصف مطرية من الميثان. على الأقل، وفقاً لتوقعات ناسا. وبما أن الفصول طويلة للغاية، فقد كانت هذه المرة الأولى التي تمكنوا فيها من مراقبة قدوم الصيف إلى النصف الشمالي عن كثب. أي عن بعد يبلغ حوالي 300,000 ميل (482803.2 كيلومتر)، وهي أقرب مسافة ستصل إليها كاسيني من الآن وصاعداً. وتعتبر هذه الغيوم الأكثر سطوعاً مما رأته ناسا حتى الآن. وقد رأينا لمحة في أكتوبر 2016 عندما التقطت كاسيني هذه الصورة:
تمثل البقع السوداء في الأعلى بحيرات هيدروكربونية. وهي أكثر انتشاراً في الشمال من الجنوب، وقد يكون هذا سبب هطول المطر هناك أكثر أثناء الصيف. حيث أن وجود بحيرات أكثر يعني فرصة أكبر لتبخر السوائل منها نحو الغلاف الجوي وتكاثفها متحولة إلى غيوم. يمكنك أن تراها تتحرك في هذه الصورة المتحركة GIF المشوشة، والتي تكاد تكون مملة:
وفي حال كانت هذه الصورة الشبيهة بالصور الطبية لا تكفي لإثارة إعجابك، فقد طلبت ناسا تنفيذ بعض الصور المتخيلة فنياً لما قد يبدو عليه الوضع في تيتان أثناء رطوبة الصيف:
نأمل أن نحصل على لمحات أخرى من غيوم الميثان البراقة قبل أن تحطم كاسيني نفسها لاحقاً هذا العام. حالياً، لنكتف بالاستمتاع بالصيف هنا على الأرض، ونفكر كم نحن محظوظون بوجودنا على كوكب صالح للحياة.