يرى رواد الفضاء الأرض من منظور جميل ونادر الحدوث، وقد أخذ التقاط الصور لكوكبنا الأزرق يكتسب مكانة هامة منذ الأيام الأولى لسفرنا إلى الفضاء.
ويدرك رائد الفضاء المتقاعد كريس هادفيلد القيمةَ الكبيرة لهذه المسؤولية، وهو يقدِّر أنه التقط ما يقرب من 45,000 صورة فوتوغرافية خلال الرحلات الفضائية الثلاث التي شارك فيها على مدى مسيرته المهنية.
يقول هادفيلد في فيديو من موقع بيج ثينك (وهو يعد أكبر أرشيف يعرض دروساً قابلة للتنفيذ من أعظم المفكرين والفعالين في العالم): "يمثل العالَم مادة غنية جداً للتصوير الفوتوغرافي".
ويذكر هادفيلد أنه تدرب على يد أمهر المصورين الفوتوغرافيين قبل أن يشارك في بعثاته الفضائية، وقد التقط الصور خلال إقامته على متن محطة الفضاء الدولية باستخدام كاميرات من 3 أنواع؛ وهي هاسلبلاد، لينهوف، وآيماكس. كما يقول: "إنه أمر رائع، إنه جمال طبيعي دائم التجدد يَفيض من حولك. وأيضًا فهو تثقيفي؛ حيث تتعلم الكثير عن العالم".
يقضي رواد الفضاء سنوات من التدريب، ووفقاً لهادفيلد فإنك عندما تُقيم في محطة الفضاء الدولية، يتم تنظيم جدول أعمالك بدقة كبيرة. يقول هادفيلد: "ولكنك لا تجد مهمة تقول لك: (اذهب وانظر عبر النافذة)، إلا أنك لا تستطيع السيطرة على نفسك".
من الواضح أن اختيار عدد مناسب من بين 45,000 صورة ليس بالمهمة بالسهلة، فكيف تعامل هادفيلد مع هذه المسألة؟
يقول هادفيلد: "فكرت لو أن أحدهم يطفو بجواري أمام نافذة السفينة الفضائية، فما الذي أود أن أريه إياه؟". ويتابع: "من الجنون أن تحاول اختصار كل هذا الكوكب في 150 صورة فقط، إنها إهانة في حق العالم، ولكنه كان أفضل ما أمكنني فعله لكي يتسنى للناس أن يروا كيف يبدو العالم بشكل فعلي".