وفقاً لبعض التَّكهنات العلمية الحديثة، قد تكون رائحة كوكب أورانوس مقزِّزة، لكنَّه لا يزال العملاق الجليدي العظيم، ولديه الكثير من المزايا الجيدة. تُظهر صورةٌ جديدةٌ التقطها تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا مقداراً بسيطاً من عرض ضوئي. فأورانوس يبدو شبيهاً بالأرض تماماً، لأنه يمتلك في بعض الأحيان ظواهر من الشفق شبيهة بأضواء شفق القطب الشمالي.
تحدث ظواهر الشفق عندما تتفاعل الجسيمات المشحونة مع المجال المغناطيسي للكوكب، وتتصادم مع ذرات الغاز في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وهو ما يولد الضوء بعد ذلك. على الأرض، يحدث هذا الأمر عندما يتم تدخل الرياح الشمسية – وهي عبارة عن بلازما ممتلئة بالجسيمات المشحونة القادمة من الشمس – غلافنا الجوي.
تقطع الرياح الشمسية فعلياً بحوالي 2.9 مليار كيلومتر أو نحو ذلك قبل أن تبلغ أورانوس (حتى أن الرياح الشمسية في الحقيقة لا تبدأ بالتباطؤ حتى تصل إلى مسافة تعادل ما بين 75 إلى 90 ضعفاً من المسافة الفاصلة بين الأرض والشمس، أي حوالي 11 إلى 12.9 مليار كيلومتر. في عامي 2012 و 2014، تعقّب العلماء اندفاعاتٍ من الرياح الشمسية منذ انطلاقتها، إلى أن تسببت بحدوث ظواهر كثيفة من الشفق على سطح الكوكب المتجمد (أورانوس).
على الكواكب الأخرى، كان معروفاً أن حدوث الشفق له مسبّباتٌ أخرى أيضاً. فعلى سبيل المثال، من المرجّح أن تكون بعض توهجات الشفق على كوكب المشتري ناجمة عن النشاط البركاني العنيف على قمره "آيو"، الذي يقذف بكثافة كبيرة إلكترونات وذرات مشحونة كهربائياً في الفضاء.
لم تحظَ ظواهر الشفق على أورانوس بفرصة الدراسة عن كثب كما حدث على غيره من الكواكب، ولكنه كوكب لا نعرف عنه الشيء الكثير. في الحقيقة، إنَّ الصور الجميلة التي التقطتها المركبة الفضائية فوياجر 2 عندما مرت بجواره مسرعة في ثمانينيات القرن الماضي؛ لا زالت تمثل أفضل مشاهدة لنا لهذا العملاق الجليدي. حتى أنَّ الصورة الظاهرة في الأعلى إنما هي مُركَّبة ومجمّعة الأجزاء في آن واحد، وذلك بالاعتماد على كلٍّ من مشاهدات تلسكوب هابل للنشاط الشفقي، إضافة إلى أفضل الصور الملتقطة من المركبة الفضائية فوياجر2.