في العام 2006، تم تغيير تصنيف كوكب بلوتو إلى "كوكب قزم". وقد أثر هذا على نظامنا الشمسي بطريقتين: فقد قلل عدد الكواكب المعروفة إلى ثمانية، كما تسبب بحزن الكثير من سكان الأرض. ولكن طرد بلوتو بهذه الطريقة أعاد إشعال نقاش كان العلماء يخوضونه منذ اكتشاف نبتون: هل هناك كوكب آخر، أو كما يسمى "الكوكب إكس"، يدور حول الشمس دون أن ندري به حتى الآن؟
في ديسمبر 2018، أعلن الخبراء أنهم اكتشفوا أبعد جسم تم رصده في النظام الشمسي حتى الآن. وقد أطلقوا على الكرة الجليدية العملاقة، وبشكل غير رسمي، الاسم "فار آوت Farout" أي البعيد، وهو اسم مناسب لجسم يبعد عن الشمس ثلاثة أبعد بعد بلوتو عنها.
ولكن، وقبل أن تسارع إلى إضافة حرف الفاء، أو F، إلى العبارة المختصرة التي تستخدمها لتذكر أسماء الكواكب، يجب أن تتذكر شيئين:
1) يبلغ قطر فار آوت حوالي 483 كيلومتر، وبالتالي، فإنه يُعتبر في أفضل الأحوال كوكباً قزماً،
2) لم يتم اعتماد الاسم "فار آوت" من قبل الاتحاد الفلكي العالمي.
يقوم الاتحاد الفلكي العالمي، من بين مهامه العديدة، بتقرير الأسماء الرسمية للأجسام السماوية، بما فيها التضاريس الكوكبية، والكواكب الخارجية، والنجوم. ولكن ليس هناك سابقة لإطلاق اسم على كوكب في نظامنا الشمسي، فلم يقم الاتحاد الفلكي العالمي بهذا من قبل.
هناك خمسة كواكب يمكن رؤيتها بالعين المجردة في سماء الليل: عطارد (ميركوري)، الزهرة (فينوس)، المريخ (مارس)، المشتري (جوبيتر)، وزحل (ساتورن)، وجميعها تحمل أسماء آلهة إغريقية ورومانية.
قبل أن يعتمد الاتحاد الفلكي العالمي هذه الأسماء للكواكب بشكل رسمي بآلاف السنوات، قام البابليون بتتبع مسار الزهرة، والذي ربطوه بالإلهة عشتار.
أطلقت ثقافات قديمة أخرى أسماءها الخاصة على الكواكب، فقد أطلق الإسكندنافيون القدامى على المشتري اسم ثور، أحد آلهتهم، كما أن الكثير من الثقافات الحديثة تسمي الكواكب بأسماء أخرى بلغاتها الخاصة.
يعتبر أورانوس ونبتون استمرارية لتقليد تسمية الكواكب بأسماء الآلهة الإغريقية والرومانية، ولكن قواعد التسميات لم تكن قد ظهرت بعد. فقد كاد أورانوس يحمل اسم "هيرشل" تيمناً بمكتشفه، أو ما هو أسوأ، "نجم جورج" تيمناً براعي هيرشل الملك جورج الثالث. كما كاد نبتون يحمل اسم لو فيرييه، تيمناً بالرجل الذي يُنسب إليه فضل توقع وجوده وموضعه في السماء.
لا يمكن فرض اقتراحات الاتحاد الفلكي العالمي قانونياً. وكما يقول موقعهم الإلكتروني، فإنهم ببساطة يسعون إلى "تأسيس اصطلاحات عامة تساعد على فهم الأجسام والعمليات الفلكية"، أي أنهم باختصار يحاولون أن يكون الجميع على توافق فيما يتعلق بالفضاء.
ولهذا، فإن شراء نجم أو جزء من القمر أو كوكب خارجي ليس سوى مضيعة للأموال، لأنه لا يوجد من سيعترف بهذا الاسم على الأرض سوى شخصين: أنت، والشخص الذي قدمت له هذه الهدية، والذي كان يفضل بدلاً منها الحصول على النقود نفسها.
إذاً، كيف سيختار الاتحاد الفلكي العالمي اسماً للكوكب إكس، بحيث يستخدمه العالم بأسره، لا المجتمع العلمي وحسب؟ هناك عملية رسمية لهذا، لأن البيروقراطية موجودة في كل مكان، حتى الفضاء. ويعتقد أعضاء من الاتحاد الفلكي العالمي أن العملية ستكون على الشكل التالي:
- ما إن يتم اكتشاف كوكب تاسع يدور حول الشمس، سيقترح المكتشف اسماً على رئيسي مجموعتين ضمن الاتحاد الفلكي العالمي: فريق تسمية الأنظمة الكوكبية، وفريق تسمية الأجسام الصغيرة. ويجب أن يتفقا على اسم واحد، وسيكون على الأرجح اسم أحد الآلهة اليونانية أو الرومانية.
- يعود كل من رئيسي المجموعتين إلى مجموعته لمزيد من النقاشات. ومن الأشياء التي تؤخذ بعين الاعتبار معنى ولفظ الاسم في لغات أخرى غير الإنجليزية. هل يمثل إهانة ما بالنسبة لشعب أو ثقافة ما؟ هل يتوافق مع اصطلاحات التسمية؟ إذا وافقت كلتا المجموعتين على الاسم واتفقتا عليه، يمكن الانتقال إلى المرحلة التالية.
- هنا تتعقد الأمور، ولا يعرف أي شخص ما يمكن أن يحدث. فقد يتم إرسال الاسم المقترح إلى رئيس الاتحاد الفلكي العالمي لدراسته، أو قد يُعرض على التصويت أمام كامل أعضاء الاتحاد الفلكي العالمي، أو قد يكتفي الاتحاد بالاعتماد على فرقه، وهو أمر مستبعد، فلا يوجد شخص لن يرغب في المساعدة في تسمية كوكب. ولكن ما أن تجمع الأغلبية على اسم ما، بدون أن يجد أحد أية مشكلة تتعلق به، سيتم إطلاقه على الكوكب التاسع.
إذن، ما فرصة احتفاظ فار آوت باسمه؟ تبدو فرصة بعيدة للغاية، إلا إذا كان هناك إله إغريقي أو روماني يحمل هذا الاسم بدون علمنا.