محطة الفضاء الصينية "تيانجونج-1" تواصل سقوطها نحو الأرض بشكل خارج عن السيطرة، وستصطدم بالكوكب خلال بضعة أشهر، ولا يمكن لأفضل وألمع العقول في العالم أن تقدم تفاصيل أكثر من هذه.
لكن لا داعي للقلق.
في الأسبوع الماضي، نشرت جريدة "ذي جارديان" مقالة عن جوناثان ماكدويل، وهو عالم فلكي بجامعة هارفارد، والذي توقع أن "تيانجونج-1" ستترك مدارها في أواخر 2017 أو بدايات 2018، وهو التوقع الذي توافق مع التصريح الصيني الرسمي حول الموضوع.
وقبل ذلك أثناء عام 2016 صرح مسؤولون صينيون أنهم فقدوا السيطرة على المحطة الفضائية، والتي ستترك مدارها في نهاية المطاف، وتتفتت وتحترق بشكل شبه كامل في الغلاف الجوي للكوكب.
أما الجزء الصعب فهو معرفة مكان أو زمن وقوع هذا الأمر، ومن المرجح أننا لن نعرف إلى ما قبل بضعة ساعات من تحولها إلى كتلة من اللهب، وبالمناسبة، فقد تصل بعض الأجزاء المعدنية الكبيرة، بوزن عشرات الكيلوجرامات، إلى سطح الأرض.
إذاً، هل ينبغي أن تقلق من احتمال إصابتك بحطام فضائي؟
نكرر الإجابة مرة أخرى: لا. حتى ماكدويل لا يشعر بالكثير من القلق حول عودة "تيانجونج-1" إلى الأرض، مشيراً إلى أن المركبة الفضائية التي يبلغ وزنها ثمانية أطنان أصغر بكثير من مركبات فضائية أخرى سقطت من السماء خلال عدة عقود من الزمن.
من الأمثلة على هذا سكاي لاب، ومحطات ساليوت الكثيرة، ومحطة مير، والتي سقطت جميعها من مداراتها، وكانت جميعها أكبر من "تيانجونج-1"، حيث يبلغ وزن أكبرها، مير، حوالي 130 طن، ولم تؤذي أي شخص أثناء هبوطها المتحكم به نحو المحيط الهادي.
من المفضل طبعا تنفيذ هبوط متحكم به، حيث يمكن للمهندسين أن يدفعوا بالمحطة الفضائية إلى احتراق أكيد فوق منطقة غير مأهولة. لكن لا داعي للقلق لأن هذا الهبوط خارج عن السيطرة، فقد هبطت محطة سكاي لاب إلى الأرض بشكل غير متحكم به أيضاً، ولم تصب هذه الكتلة المعدنية الضخمة بوزن 90.7 طن أي شخص، فقد سقطت بعض أجزائها في المناطق الداخلية غير المأهولة في أستراليا، وعلى الرغم من انتشار بعض القطع الكبيرة من الحطام على امتداد القارة، لم يصب أي شخص بأذى.
في الواقع، أصيب شخص واحد فقط بالحطام الفضائي على مدى الأعوام الستين التي أخذ البشر خلالها يرسلون بالمركبات إلى الفضاء، وقد كانت قطعة صاروخ أكبر بقليل من راحة اليد، أصابت بشكل خفيف كتف المواطنة لوتي ويليامز في تولسا، أوكي.
إذا كنت تميل أكثر إلى الإحصائيات، يمكن أن نقدم لك هذه المعلومة، فقد حسب الباحثون أن احتمال إصابة شخص ما بحطام فضائي يساوي تقريباً 1 على 3,200. أما احتمال إصابة شخص محدد على هذا الكوكب، أنت مثلاً، فهو أقرب إلى واحد على تريليون، وهو أقل من احتمال فوزك باليانصيب أو تعرضك لصاعقة.
إذا كنت تفضل الجغرافيا، تذكر أن 71% من مساحة الكوكب مغطاة بالمياه، ما يتيح أمام "تيانجونج-1" منطقة هبوط واسعة وشبه خالية من البشر. أما بالنسبة للمساحة المتبقية، 29%، حيث نعيش ونعمل، فقد بين تقرير في 2008 أن 95% من سكان العالم يعيشون في 10% من هذه المساحة، أي أنه من المرجح أن هذه المحطة لن تصيب أحداً حتى لو هبطت على اليابسة.
يوجد فرصة لإصابتك بالعديد من الأمراض والحوادث الغريبة أكبر من فرصة تعرّضك لضربة من محطة فضاء صينية خارجة عن السيطرة، إن الاحتمالات تقف في صفك فعلاً هذه المرة.