إذا راودك الفضول حول معالجة مياه الصرف في المحطات الفضائية، فلتقرأ هذه القصة التي يرويها جيف ويليامز، رائد الفضاء بوكالة ناسا والذي حقق رقماً قياسياً في عدد الأيام التي قضاها في الفضاء.
يقول جيف "ليس لكل أشكال الماء على سطح الأرض طعم واحد؛ فبعضها لذيذ، وبعضها يترك في فمك طعماً غريباً بسبب ما يحتويه من عناصر معدنية، لكن ليس هذا هو الحال على متن المحطة الفضائية الدولية. إذ حتى لو شربت هناك البول المعاد تدويره فلن تشعر بأي طعم غريب. فالماء والمشروبات المعدّة منه جيدة الطعم دائماً.
لا تختلف عملية معالجة مياه الصرف في الفضاء كثيراً عن دورة الماء الطبيعية على الأرض التي تمر بمراحل المسيلات المائية والتبخر والغيوم والأمطار. فدورة الماء الطبيعية على الأرض تحول الماء الذي نراه مقززاً إلى ماء صالح للشرب، وهذا ما تفعله المحطة الفضائية الدولية. وعندما نشرب الماء كل يوم نكون على ثقة من نظافته، فلدى وكالة ناسا معايير صارمة بهذا الخصوص.
إننا نمزح كثيراً عندما نشرب هذا الماء ونتبادل النكات حوله، ولكننا لا نفكر كثيراً في مصدره وما الذي كان عليه في الأصل. فقد كان معي في المحطة الدولية حوالي 55 شخصاً ولم أر واحداً منهم يتردد في شرب تلك المياه؛ كما كنا نشرب من مياه رواد الفضاء الروس ويشربون هم أيضاً من مياهنا".
نشر هذا المقال في عدد مارس/ إبريل من بوبيولار ساينس في قسم حكايات من الميدان.