تقع المركبة «بيرسيفيرانس» في الجزء الأمامي لصاروخ ناسا «أطلس 5»، حيث انطلقت المركبة صباح يوم الخميس الماضي، وهي أحدث مركبات «روفر» الخاصة بكوكب المريخ. تمتلك المركبة نفس أبعاد مركبة «كوريوسيتي» تقريباً -تُقدر بين حجم عربة جولف وسيارة جيب صغيرة- وتزن 2260 رطلاً تقريباً.
تهدف المركبة بيرسيفيرانس إلى الهبوط في 18 فبراير/ شباط 2021 في موقع «جيزيرو كراتير» في المريخ. وهي حفرة عميقة يُعتقد أنها كانت يوماً ما بحيرة، مما يجعلها موقعاً رئيسياً للبحث عن آثار الحياة. إذا تم كل شيء على ما يرام وفقاً لما هو مخطط له، فستقضي المركبة عامين أرضيين لاستكشاف الكوكب الأحمر، وجمع البيانات طوال الوقت.
مع 23 كاميرا و7 أدوات علمية؛ ستقوم المركبة «بيرسيفيرانس» على كوكب المريخ بمهمة علمية معقدة غير مسبوقة. قطعت تكنولوجيا وكالة ناسا شوطًا طويلًا، وبينما نتطلع إلى ما يمكن أن تحققه المركبة الجديدة؛ لنلق نظرة على ما حققناه بالفعل على كوكب المريخ سابقاً.
1. الإشارات الأولى (مارينر 4، 1966)
يهدف برنامج ناسا مارينر المكون من 10 أجزاء (1962 - 1973) إلى إلقاء نظرة على سطح كوكب المريخ، الزهرة، وعطارد. أصبح مارينر 4 أول رحلة طيران ناجحة إلى المريخ في عام 1964. والتقط 22 صورة للكوكب الأحمر، استغرق كل منها 10 ساعات لإرسالها إلى الأرض.
2. الصورة الأولى من سطح المريخ (فايكنج 1، 1976)
يُمثل يوم 20 يوليو/ تموز عام 1976 أول مرة هبطت فيها مركبة فضائية عاملة على كوكب المريخ، وأكملت مهمتها. (كانت أول مركبة فضاء عاملة تهبط على كوكب المريخ هي «مارس 3» التابعة للاتحاد السوفيتي التي توقفت عن الإرسال بعد 14.5 ثانية). كان «فايكينج 1» مهبطاً ثابتاً، وتم تشغيله لمدة 2307 يوماً أرضياً لالتقاط الصور التي ساعدتنا على فهم سطح وجو كوكب المريخ بشكل أفضل.
3. مركبة روفر الأولى (سوجورنير، 1997)
هبطت مركبة «سوجورنير» في 4 يوليو/ تموز عام 1997، ورافقت المركبة الفضائية «باث فايندر» إلى المريخ، وأصبحت أول مركبة مزودة بعجلات تسير على كوكبٍ آخر. وعلى الرغم من أنها صممت لتعمل أسبوع فقط هي مدة المهمة، فقد عملت لمدة 83 يوماً أرضياً، وجمعت أكثر من 17000 صورة، و15 تحليلاً كيميائياً.
4. درع حراري بعد الاصطدام (أوبرتيونيتي، 2004)
هبطت المركبة «أوبرتيونيتي» -المعروفة أيضاً باسم «مير-بي» و«أوبي»- في يناير/ كانون الثاني عام 2004، وعملت حتى يونيو/ حزيران عام 2018. هي مركبة روفر التي عملت لأطول فترة، ووصلت إلى أبعد نقطة. هذه الصورة عبارة عن فسيفساء من الصور البانورامية التي أرسلتها المركبة، وتظهر موضع ارتطام درع «أوبرتيونيتي» الحراري بأرض المريخ.
5. صورة شخصية للمريخ (سبيريت، 2005)
اجتمعت مئات الإطارات لإنشاء هذه الصورة البانورامية الهائلة. «سبيريت»، والمعروفة أيضاً باسم «مير-إيه»، هي توأم مركبة روفر «أوبرتيونيتي»، و هبطت أيضاً في يناير/ كانون الثاني عام 2004. التقطت هذه الصورة الشخصية البانورامية بزاوية 360 درجة عام 2005 بينما كانت مستقرة فوق قمة «هوسباند هيل» في منطقة «غوسيف كراتير» في المريخ.
6. مشهد بمليار بيكسل (كوريوسيتي، 2012)
هذا المشهد بزاوية 360 درجة لموقع «روك نيست» -حيث أخذت مركبة روفر المتجوّلة عينات من الغبار والرمال التي تثيرها الرياح- حوالي 1.3 مليار بيكسل من ما يقرب من 900 صورة التُقِطت عام 2012. تم تشغيل «كوريوسيتي» لمدة 8 سنوات أرضية تقريباً حتى الآن، وهي مركبة روفر الوحيدة العاملة على كوكب المريخ اليوم.
7. حفرة جديدة (إم آر أو، 2015)
توجد مركبة الاستطلاع المريخي «إم آر أو» في مدار المريخ منذ مارس/ آذار عام 2006. المركبة مزودة بثلاث كاميرات ومقياسين طيفيين، وجهاز رادار يعملون معاً لالتقاط 5000 صورة سنوياً. التُقِطت هذه الصورة عام 2015، حيث تُظهر حفرة بعرض 1 كيلومتر في منطقة «سيرينوم فوساي» في المريخ. لم تقدّر وكالة ناسا عمر هذه الحفرة بدقة، إلا أنها تقول إنها جديدة تماماً، على الأقل على النطاق الجيولوجي.
8. الوجه الحاد للكثبان المريخية (كوريوسيتي، 2015)
هذا هو الجانب المعاكس لـ «ناميب ديون»، البالغ ارتفاعه حوالي 13 قدماً. الموقع جزء من «باجنولد دونز»، وهي مجموعة من الكثبان الرملية الداكنة على طول الجناح الشمالي الغربي لجبل «مارس شارب». وتحت رياح المريخ العاتية؛ تُهاجر هذه الكثبان الرملية حوالي متر لكل عام أرضي. التُقِطت الصورة بواسطة «كوريوسيتي» في عام 2015.
9. خريطة جاذبية المريخ (إم آر أو، 2016)
16 عاماً من البيانات التي جُمعت من قبل 3 مركبات فضائية مختلفة هم؛ «مارس جلوبال سيرفيور» و«مارس أوديسة» و«مارس ريكونيسانس أوربيتر»، حيث شاركوا في صنع هذه الصورة التي تحدد جاذبية المريخ بتفاصيل مذهلة. ومن خلال تحليل تأثير الجاذبية للشمس وقمرَي المريخ، يُمكن للعلماء رؤية المد والجزر يتغيران في قشرة وغطاء المريخ، مما يؤكد أن المريخ يحتوي على قلب خارجي سائل من الصخور المنصهرة.
10. طين التجفيف القديم (كوريوسيتي، 2016)
تحدد موقعها على جبل شارب داخل حفرة كارتر هناك تقع «سكويد كوف»، وهي عبارة عن تكوين صخري مع أنماط غير مؤكدة من الشقوق. يعتقد العلماء أن هذه الشقوق ناتجة عن طين جاف عمره 3 مليارات عام. إذا كان ذلك صحيحاً؛ فهذه الشقوق الطينية هي دليل على وجود بحيرات قديمة على المريخن حيث جفّت في النهاية.
11. سماء المريخ الغائمة (إنسايت، 2019)
المركبة «إنسايت» هي أصغر مركبة هبوط في وكالة ناسا. هبطت المركبة على كوكب المريخ بالقرب من خط الاستواء في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018. هدفها هو معرفة ماذا يوجد تحت سطح المريخ من خلال قياس الاهتزازات الزلزالية. التقطت هذه الصورة عام 2019، ونرى فيا سحب متحركة فوق أرض المريخ أثناء غروب الشمس.