ناسا ترغب بتوظيف موظف لحمایة كواكب أخرى من كوكب الأرض

2 دقائق
يجب أن تكون المركبة الفضائية المتجهة إلى المريخ خالية من أي ملوثات أرضية.

تبدو حماية الأرض من المخلوقات الفضائية وكأنها مهمة صعبة، ولكن المهمة الأصعب في الواقع هي حماية حياة الفضاء من البشر. فالمنصب الذي قامت ناسا بالإعلان عنه - وظيفة مفاجئة لموظف حماية الكواكب - قد لا يشبه الصورة التي رافقت العناوين الأكثر رواجاً.

ولا يقوم موظف حماية الكواكب بمواجهة المخلوقات الفضائية بالمعنى الحرفي للكلمة. بل هو يعمل بشكل أقل من دور ويل سميث في فيلم "يوم الاستقلال". ويبدو قتال المخلوقات الفضائية أمراً رائعاً، أما دراسة طرق التلوث وكيفية تعقيم المعدات الروبوتية بشكل صحيح فهو أقل روعة بقليل. ولكن ذلك في الواقع هو ما يقوم به موظف حماية الكواكب.

إذاً فالتحدي الحقيقي ليس حماية الأرض من حياة الفضاء. وفي كثير من الحالات، فإن ذلك هو ما نبحث عنه تماماً. فنحن لا نريد أن يعلق شيء من الفضاء عن طريق الخطأ بعجلات سفينة الفضاء المريخية، إلا أننا ما زلنا نريد ذلك. ولكن ما لا نريده بالتأكيد هو أن تلوّث حفنة من حياة الأرض قمراً أو كوكباً آخر. ويعود ذلك لسببين. السبب الأول، لا ينبغي علينا أن ننشر حياتنا الخاصة إلى النظم البيئية الفضائية، لأن ذلك قد يعطل جزءاً كبيراً من الكائنات الحية غير المعتادة على أشكال الحياة الأرضية مثل البكتيريا. والسبب الثاني، هو أننا لا نريد أن نعثر "عن طريق الخطأ" على حياة على كوكب آخر لندرك بأنها تعود إلينا.

تخيل لو وصلت سفينة الفضاء المريخية إلى الكوكب الأحمر وهي مليئة بالبكتيريا. حيث يوجد احتمال أن تتمكن بعض الكائنات الحية الدقيقة من البقاء على قيد الحياة هناك. وبعد ذلك بسنوات، إذا وجدنا بعض أشكال الحياة التي تشبه تلك الموجودة على الأرض إلى حد بعيد، فسيكون أصعب بكثير معرفة ما إذا كان ذلك يعود للفضاء، أو مجرد ذرية لبعض البكتريا المنتقلة بين الكواكب. ولذلك فإن الحفاظ على نظافة سفينة الفضاء في المقام الأول يجعل هذه العملية أسهل بكثير.

وحتى المركبة الفضائية التي تقوم بعملية تحليق فقط يجب أن تعقم، خشية أن تهبط بشكل اضطراري على المجال الذي يفترض أن تكون قد تجاوزته.

وهذا أصعب بكثير مما يبدو. إذ تعدّ البكتيريا متميزة في البقاء على قيد الحياة وتعيش على كل شيء تقريباً. وهذا يعني بأنه يجب تعقيم كل قطعة صغيرة من المركبة الفضائية، ثم يجب أن تبقى نظيفة كذلك حتى الانطلاق. وعندما ذهبت سفينة الفضاء كيوريوسيتي إلى المريخ، كانت هناك مشكلة تكمن بعد عدم تمكّن الفريق من الحصول على إذن مناسب لفتح عدّة من ثلاث ريش للحفر داخل صندوق معقم. وهذه هي الطريقة التي حصل بها التلوث.

ومن ناحية أخرى، لم نكن نهتم بتعقيم رواد الفضاء قبل توجههم إلى أعماق الفضاء، لأنهم لم يكونوا متجهين إلى الهبوط على أي كوكب. وعلى افتراض أنهم لم يصطدموا بأي شيء، فلا ينبغي أن يشكلوا خطراً للتلوث. وكما أشارت أحد منشورات موقع What If? XKCD، فإن هذا يعني بأن الآلاف من بكتيريا الأرض يمكن أن تنطلق عبر الفضاء في الوقت الراهن.

فإذا حصلت على وظيفة ناسا، فإنك لن تقاتل في معركة للسيطرة على الأرض من المخلوقات الفضائية (والتي هي بالمناسبة غير محتملة الحدوث طوال حياتنا)، بل ستقوم بشيء أكثر أهمية بكثير.

المحتوى محمي