هل أرسلت تغريدتك مع ناسا إلى الفضاء البعيد بين النجوم؟

2 دقائق
تصور فني للمركبة "فوياجر 1" في الفضاء.

يمكن وصف معظم الرسائل التي يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي باختصار على أنها: سطحية.

ولكن بينما كنا غارقين قبل أيام بين منشورات يرثى لها، تمكن البعض منا من التغريد بين النجوم. وقد مثل يوم الثلاثاء الماضي نهاية فرصة حقيقية تتعلق بالنجوم: فحتى تمام الساعة 11:59 مساءً بتوقيت منطقة المحيط الهادي من 15 أغسطس، كان بإمكانك أن ترسل رسائل رسمية إلى وكالة ناسا التي ربما كانت لتبثها بالفعل إلى الفضاء بين النجوم.

كل هذا تكريماً لبعثة فوياجر. فقبل 40 عاماً، انطلقت مركبتا "فوياجر 1" و"فوياجر 2" بعيداً عن الأرض. حيث كانت مهمتاهما الأساسيتان دراسة كل من المشتري وزحل على الترتيب. واليوم، يعتبر هذان المسباران أبعد مركبتين فضائيتين تحلقان في الفضاء السحيق، حيث تبتعدان أكثر فأكثر عن الأرض مع مرور كل ثانية. في النهاية، تمكنت "فوياجر 1" من بلوغ الفضاء بين النجمي – وهو الحد الذي يتوقف بعده المجال المغناطيسي للشمس عن التأثير بأي شيء محيط بها – في أغسطس من العام 2012. لا يختلف اثنان على أن هذا الروبوت الفضائي الصغير يبعد اليوم عن الأرض أكثر مما سبق لأي من ابتكاراتنا أن تجرأ يوماً على الابتعاد.

تحمل "فوياجر 1" كل آمالنا من أجل مستقبل البشرية في الكون. حيث تم وضع علم أميركي صغير بأمان داخل أغطيتها الحرارية. تحمل اللوحة الذهبية الشهيرة مقتطفات من ثقافتنا العالمية، التي يفترض  أنها موجهة إلى عرق فضائي ما لكي يستمع إليها يوماً ما (مع اعتبار أنهم سيتمكنون من معرفة كيف يفترض تشغيل التسجيلات، يمكننا أن نقول بثقة إن هذه اللوحة تحمل تلميحات رمزية أكثر من أي شيء آخر).

كما أن المركبة الفضائية مسؤولة عن واحدة من أكثر الصور إثارة للاهتمام والتي لم يلتقط لها مثيل من قبل للأرض، حيث تظهر فيها الأرض على شكل "نقطة زرقاء باهتة". هذه الصورة التي تم التقاطها من على بعد 6.42 مليار كيلو متر عن الأرض، دفعت الفيزيائي "كارل ساجان" إلى قول هذا التعليق الشعري: "كل شخص تحبه، كل شخص تعرفه، كل شخص سمعت عنه يوماً، كل إنسان أياً كان، كل من عاشوا حياتهم هنا.. على ذرة غبار معلقة تحت أشعة الشمس".

وبصرف النظر عن العواطف والتفضيلات، كانت المركبة الفضائية مسؤولة عن عدد لا بأس به من الاكتشافات العلمية أيضاً. باختصار: إنها بعثة تستحق الاحتفال، وكانت تستحق منك تأليف بعض التغريدات ومحاولة إطلاقها.

بلغ الحد الأعلى للرسائل 60 حرفاً (دون إمكانية إضافة صور متحركة من نوع "جيف")، وكان يفترض بها أن تحمل الوسم #MessageToVoyager. حيث كان متاحاً لك أن تنشر رسائلك على كل من تويتر، فيسبوك، تامبلر، إنستاجرام، أو جوجل بلس. حيث يتم اختيار رسالة واحدة فقط ليتم بثها إلى "فوياجر 1"، لذلك تكون المنافسة محتدمة للغاية.

وليس مستغرباً، أن الدعوة لإرسال الطلبات قد أسفرت أيضاً عن نتائج ينقصها شيء من الجدية. بعد أن أوقفت ناسا تلقي الطلبات في تمام الساعة 11:59 مساءً بتوقيت منطقة المحيط الهادي، من المقرر أن يبدأ فريق فوياجر باختيار عدد ضئيل من مرشحيهم المفضلين. عندئذ، وعندئذ فقط، سيتاح للجمهور بأن يدلوا بآرائهم. حيث يفتتح التصويت العام في 23 أغسطس، ليغلق بعد 6 أيام من هذا التاريخ، وينبغي للرسالة الفائزة أن تصل إلى الفضاء بين النجوم – في المنطقة المجاورة لفوياجر 1، على بعد حوالي 20.922 مليار كيلو متر – في 6 سبتمبر.

نتمنى أن تكون قد انتهزت هذه الفرصة وقمت بتأليف رسالتك المثالية (التي يقل طولها عن 60 حرفاً) لتوجهها إلى المجرة. وفي حال شاركت برسالة لك، وكانت هي الرسالة الفائزة، يمكننا عندئذ أن نعدك بنسبة كبيرة للغاية أن المخلوقات الفضائية لن تقوم بقراءتها، ولكنك ستحظى بأفضل صرخة للتنفيس عن المشاعر على سطح الأرض لبقية حياتك.

المحتوى محمي