أثر لقدم أحد الديناصورات: الصورة أبلغ من أي كلام

2 دقائق
أثر قدم ديناصور صوروبودا الذي اكتشف في جزيرة سكاي.

وسط التلال البرية المنحدرة، والبحيرات الخلابة التي تهيمن على المشهد في جزيرة سكاي في اسكتلندا، يمكن إغفال الكتل العشبية المكسوة بالأشنيات في مسطحات المد والجزر الصخرية. لكنها تشير إلى المكان الذي مشت فيه الحيوانات العملاقة قبل 170 مليون سنة.

تشكلت آثار الأقدام من قبل الصوربودات طويلة العنق وديناصورات ثيروبودا المفترسة التي كانت تشق طريقها عبر بحيرة ضحلة تغمرها المياه.

إذا كنت تعتقد أن هذا يبدو مألوفاً، فأنت لست على خطأ. فقد أعلن علماء الأحافير المشاركين في هذه الدراسة عن اكتشاف مجموعة متماثلة من آثار أقدام الديناصورات على جزيرة سكاي عام 2015. وتم التعرف على آثار أقدام الديناصورات في الجزيرة منذ عام 1984، عندما تم اكتشاف آثار قدم واحدة بالقرب من نفس مكان الاكتشاف الحالي.

يقول ستيفن بروسيت، عالم الحفريات بجامعة أدنبره، والذي يقود العمل الميداني، في تصرح له: "كلما بحثنا أكثر في جزيرة سكاي، زاد عدد آثار أقدام الديناصورات التي نكتشفها. ويسجل هذا الموقع الجديد نوعين مختلفين من الديناصورات -أقارب البرونتوصوروص طويل العنق، وأقارب التيرانوصور حاد الأسنان- والتي كانت تجتمع حول بحيرة ضحلة، عندما كانت اسكتلندا أكثر دفئاً، وكانت الديناصورات تبدأ مسيرتها نحو الهيمنة على الأرض.

ويبدو أن الاكتشاف الأخير لـِ 50 أثراً أو أكثر يعيد تأكيد النتائج التي تم التوصل إليها عام 2015 والتي تقول إن الصوربودات، التي كان يبلغ ارتفاعها عند الوركين 1.8 متر، أمضت بعض الوقت تتخبط في المياه الضحلة (بدلاً من أن تحصر نفسها على الأرض، كما استدل أحد الأبحاث السابقة). وقد طلب علماء الأحافير من الناس الذين يعيشون في جزيرة سكاي الانتباه من أجل اكتشاف المزيد من الآثار.

يقول كبير مؤلفي الدراسة بايج ديبولو لصحيفة نيويورك تايمز: "ليعلم بالأمر كبار المهتمين بالعلم الذين يفعلون هذا من أجل لقمة العيش، بحيث نتمكن من مطاردتها والكشف عن القصص التي تخبئها تلك الديناصورات. وأنا على استعداد للنظر في ألف مسطح من مسطحات المد والجزر التي ليست آثاراً لأقدام في سبيل الوصول إلى المسطحات التي قد تكون كذلك."

لكن على أي حال، لماذا يهتم الباحثون بآثار أقدام الديناصورات؟ إنها ليست مدهشة بصرياً كهيكل عظمي كامل للديناصورات، ولكن يمكن للعلماء الحصول على الكثير من المعلومات من هذه الحفريات الأثرية.

يمكن أن يكون تحديد نوع معين من الديناصورات من آثار الأقدام أمراً صعباً، خاصةً إذا لم تكن هناك أحافير قريبة. لكن الانطباعات التي تركت في التربة يمكن أن تظهر ما لا يمكن أن تظهره العظام، بما في ذلك ما إذا كانت الديناصورات تحتوي على أقدام ذات انطباع كفّي، وما هو نوع المشي لديها، وحتى الطرق المختلفة التي يمكن أن تتحرك بها. كما يمكن أن تعطينا المعلومات اللازمة لحساب سرعة الديناصورات. فبينما كانت بعض الديناصورات بطيئة، كان بعضها الآخر قادراً على الركض بسرعة 43 كيلومتراً في الساعة.

ويمكن لعمق أثر القدم أن يخبر علماء الحفريات شيئاً عن حجم الديناصور، مما يسمح لهم بتقدير حجمه ووزنه. كما يمكن أن يخبرهم بشيء ما عن البيئة. وكما هو الحال تماماً بالنسبة للإنسان، سوف ينغرس الديناصور في الطين الطري أعمق من التربة الصلبة.

وتعرف خطوط آثار الأقدام بالممرات، ويمكن لتوضع آثار الأقدام عبر الرواسب أن يوفر نظرة عميقة للسلوك الذي لن يتمكن أي عالم أحياء من مراقبته (دون آلة زمن صالحة للعمل). وقد تشير آثار الأقدام التي خلفها نفس النوع من الديناصورات (أو الحيوانات الأخرى) التي تمشي معاً بنفس السرعة إلى أنها كانت تتنقل ضمن قطعان.

ويمكن أن تساعد آثار الأنواع المختلفة من الديناصورات أو الحيوانات في المكان نفسه الباحثين على فهم كيفية تفاعل الأنواع المتعددة، سواء كانت مجموعة من الحيوانات العاشبة، أو حتى الديناصورات والثدييات التي تجتمع في مكان مماثل، أو الحيوانات المفترسة التي تطارد الفريسة. كل ذلك موجود في آثار الأقدام.

لذلك إذا حدث وخرحت للمشي ولا حظت آثار قدم في الصخور القديمة التي آثّرت فيها العوامل الجوية، توقف وألق نظرة فاحصة. فمن يدري ما يخبئه هذا الأثر من قصص؟

المحتوى محمي