ما الضرر الذي تُحدِثه الأسماك الذهبية المنزلية في النُظم البيئية؟

2 دقيقة
لماذا يجب ألّا تطلق سمكك الذهبي في الأحواض المائية من حولك؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ freedomnaruk

تحتوي البحيرات العظمى على نوع غازٍ من الأسماك أتى من المنازل في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأميركية. تسببت الأسماك الذهبية الرائجة (Carassius auratus) التي أطلقها مربو الحيوانات الأليفة في البحيرات والأنهار والبرك بالكثير من الأضرار عبر عقود من الزمن، ويحاول العلماء تتبع تحركات هذه الأسماك لحل هذه المشكلة. يبلغ طول أسماك المياه العذبة الذهبية الأصلية في آسيا نحو 12 سنتيمتراً فقط عندما تعيش في أحواض الأسماك المنزلية، ولكن يمكن أن تنمو ليصل طولها إلى نحو 48 سنتيمتراً ووزنها إلى 4 كيلوغرامات عندما تعيش خارج الأسر.

الأسماك الذهبية: كائنات تتغذي على أي شيء!

قالت الباحثة في الأحياء المائية في إدارة المسامك والمحيطات في كندا، كريستين بوسطن، لصحيفة نيويورك تايمز إن الأسماك الذهبية في البحيرات العظمى تعد نوعاً غازياً من الأنواع التي "تتغذّى على أي شيء". تستطيع هذه الحيوانات الأليفة المنزلية التي تبدو غير خطيرة أن تلحق الضرر بالكائنات البرية البحرية الأصلية، كما أنها قادرة على اقتلاع النباتات وتسهم في تكاثر الطحالب الضارة وتتغذّى على النباتات في هذه المنطقة الحساسة بيئياً واقتصادياً.

وفقاً لكلية علوم الغذاء والزراعة والبيئة في جامعة ولاية أوهايو، تتغذّى الأسماك الذهبية الغازية على بيوض أنواع الأسماك المحلية في المنطقة. كما أنها تحتل المناطق التي تستخدمها الأسماك الأخرى للتكاثر والاحتماء من المفترسات. بالإضافة إلى ذلك، هذه الأسماك الذهبية قادرة على التزاوج مع أسماك الشبوط الرائجة، مشكلة نوعاً هجيناً أكبر حجماً وضاراً بالقدر نفسه.

بيّنت دراسة نشرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 في مجلة غريت ليكس ريسرتش (Journal of Great Lakes Research) التغيّرات التي أحدثتها جماعة غازية من الأسماك الذهبية في خليج هاملتون هاربر في منطقة البحيرات العظمى. يعد هذا الخليج الذي يقع في بحيرة أونتاريو جنوب غرب مدينة تورنتو الكندية من أكثر المناطق التي تعاني التدهور البيئي في منطقة البحيرات العظمى بسبب النشاطات الصناعية والإنشاء. صاد مؤلفو الدراسة 19 سمكة ذهبية بالغة في الفترة ما بين يونيو/حزيران 2017 وأكتوبر/تشرين الأول 2018. زرع هؤلاء أجهزة إرسال في الأسماك واستخدموها لتحديد المناطق التي تسبح فيها هذه الأسماك.

اقرأ أيضاً: ازدياد في أعداد أسماك الجرو أكثر اللافقاريات ندرة في العالم

ضرر الأسماك الذهبية على النظام البيئي

ولاحظوا أن الأسماك الذهبية قضت فترات في منطقة واحدة خلال فصل الشتاء ثم عادت إلى مناطق محددة ثابتة لوضع البيض كل عام. تنبأ الباحثون بموعد توجّه الأسماك إلى مناطق التفريخ من خلال دراسة عدد الأسماك الموجودة ومناطق تجمعها ودرجة حرارة الماء، ثم صمموا نماذج قادرة على التنبؤ بتحركات الأسماك التي زُرعت فيها أجهزة الإرسال بدقة، ولاحظوا أنها تميل إلى الانتقال إلى مناطق التفريخ عندما تصل درجات الحرارة إلى نحو 10 درجات مئوية.

ساعدت الدراسة الجديدة على تحديد جماعات الأسماك الذهبية التي يجب خفض أعدادها. تتضمن الطرق المتاحة لالتقاط هذه الأسماك استخدام الشباك تحت الجليد الشتوي وصعقها بالتيارات الكهربائية وإخراجها من المياه. يمثّل صيد الأسماك الذهبية قبل أن تبدأ بالتفريخ طريقة فعالة لإخراجها من البحيرات العظمى، لا سيما أنها تتكاثر عدة مرات في موسم التزاوج الواحد ويمكن أن تعيش فترة تصل إلى 25 عاماً.

قالت بوسطن، التي شاركت في تأليف الدراسة الجديدة: "لدى الجهات المعنية في منطقة البحيرات العظمى ما يكفي من الموارد، وتُمكنها الاستفادة منها".

اقرأ أيضاً: لماذا يؤثر التغير المناخي في معدل نمو بعض أنواع الأسماك؟

تعاني بحيرة إيري أيضاً هذه المشكلة. وفقاً لقسم الحياة البرية في إدارة ولاية أوهايو للموارد الطبيعية، أُبلغ عن وجود سمكة ذهبية بطول 30 سنتيمتراً في بلدة فيربورت هاربر شمال مدينة كليفلاند الأميركية في أغسطس/آب 2022. ورُصدت الأسماك الذهبية أيضاً في المجاري المائية في ولايتي مينيسوتا وإلينوي.

إذا كنت تربّي الأسماك الذهبية ولا يمكنك رعايتها بعد الآن، توصي خدمة الأسماك والحياة البرية الأميركية بمنحها لشخص آخر مستعد لرعايتها أو التبرع بها لأحد متاجر الحيوانات الأليفة أو إحدى المدارس، أو البحث عن المنتديات عبر الإنترنت والمجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي المخصصة لتبنّي الحيوانات الأليفة.

المحتوى محمي