أكبر سمكة تعيش في حوض أسماك في العالم قد يتجاوز عمرها 100 عام

أكبر سمكة تعيش في حوض أسماك في العالم قد يتجاوز عمرها 100 عام
تعيش الأسماك الرئوية الأسترالية مثل متوشلح في نظامين نهريين فقط في أستراليا، ويمكنها استخدام رئة واحدة لتنفّس الهواء. غايل ليرد/أكاديمية كاليفورنيا للعلوم.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

اتّضح أنّ أكبر أسماك المربى الحية عمراً في العالم هي في الواقع أكبر عمراً مما اعتقد العلماء. ووفقاً لتحليل أجرته أكاديمية كاليفورنيا للعلوم؛ يُقدَّر عمر هذه السمكة الرئوية الأسترالية المحبوبة التي تعيش في حوض ستاينهارت للأسماك والتي تحمل اسم “متوشلح”، بنحو 92 عاماً، وقد يصل عمرها المقدَّر الأقصى إلى أكثر من 100 عام.

تعرَّف إلى متوشلح

تقتصر المَواطن الأصلية لهذا النوع من الأسماك الرئوية على نظامين نهريين في أستراليا، وهو قادر على تنفّس الهواء. ووفقاً للمتحف الأسترالي؛ تستخدم هذه الأسماك رئة واحدة عندما تكون المجاري المائية التي تعيش فيها أكثر جفافاً من المعتاد أو عندما تتغير جودة المياه. وهي تتمتّع بحراشف ذات لون أخضر زيتوني أو أسود أو بني، وتأخذ أجسامها شكل الطوربيد ولها خطم مسطّح.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن الاستفادة من تجربة حماية هذا النوع من الأسماك المهددة بالانقراض؟

وعلى الرغم من أن عمر هذا النوع يزيد على 100 مليون سنة، فإنه مدرج على أنه مهدد بالانقراض في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية. الأسماك الرئوية الأسترالية حساسة للغاية للتغيرات التي يسببها الإنسان في موطنها، وبخاصة بناء السدود الذي يتسبب بزيادة نسب الرواسب في الماء.

المصدر: أكاديمية كاليفورنيا للعلوم.

وصلت السمكة متوشلح للمرة الأولى إلى حوض الأسماك في مدينة سان فرانسيسكو في عام 1938 على متن سفينة كبيرة تابعة إلى شركة ماتسون للملاحة. عاشت هذه السمكة لفترة أطول من 231 سمكة أخرى من أستراليا وفيجي وصلت معها، عندما كان رئيس الولايات المتحدة، فرانكلين روزفلت، في فترة ولايته الثانية، وكان كريستوفر لويد الذي مثّل في فيلم “العودة إلى المستقبل” (Back to the Future) مجرد طفل رضيع.

في العقود العديدة التي تلت ذلك، أصبحت متوشلح مشهورة في المنطقة، ليس فقط بسبب تقدّم سنها؛ ولكن أيضاً بسبب شخصيتها التي بدت محببة وحبّها لتدليك بطنها الشبيه بسلوك الكلاب. تحديد عمر هذه السمكة مفيد في مجال دراسي أوسع يتعلّق بطرائق تحديد أعمار الأسماك الرئوية التي تعيش في البرية بدقة أكبر والمساعدة في جهود الحفاظ عليها. قدّر العلماء من قبل أن عمر هذه السمكة هو 84 عاماً تقريباً.

وقال أمين مشروعات حوض الأسماك في حوض ستاينهارت للأسماك، تشارلز دلبيك، في بيان صحفي: “على الرغم من أننا نعلم أن متوشلح جاءت إلينا في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين، لم تتوفر أي طريقة لتحديد عمرها في ذلك الوقت. لذلك؛ من المثير للغاية التوصّل إلى معلومات علمية عن عمرها الحقيقي. متوشلح سفيرة مهمة لنوعها؛ إذ إنها تساعد على تثقيف الزوار من أنحاء العالم كافةً وإثارة فضولهم. لكن تأثيرها يتجاوز مجرد إسعاد الضيوف في حوض الأسماك؛ إذ إن إتاحة مجموعة الكائنات الحية الخاصة بنا للباحثين في أنحاء العالم كافةً تساعد على تعزيز فهمنا للتنوع الحيوي وما تحتاج إليه الأنواع للبقاء والازدهار.

اقرأ أيضاً: هل سمعت عن أسماك ترمش وتعيش خارج الماء؟ تعرف إلى سمكة نطاط الطين

كيف حدد العلماء عمر أكبر أسماك المربى الحية عمراً في العالم؟

تقدير أعمار الأسماك القديمة والطويلة العمر مثل الأسماك الرئوية صعب من الناحية الفنية، وهو يعتمد تقليدياً على طرائق لتحديد عمر الأسماك جائرة وقاتلة في بعض الأحيان؛ مثل إزالة الحراشف وفحص عظام الأذن الداخلية التي تحمل اسم “حصى الأذن”. تعتمد الطريقة الجديدة التي اتُبعت لتحديد عمر متوشلح على عينة صغيرة من الأنسجة المستخرَجة من زعنفتها، ويعتقد الفريق بأنه يمكن تطبيق هذه الطريقة على الأنواع المهددة الأخرى دون التأثير في جماعاتها أو صحة الحيوان الذي تُطبّق عليه.

أشرف كل من الباحث من منظمة الكومنولث للأبحاث العلمية والصناعية الأسترالية، بن مين، والباحث في وكالة سيكواتر الأسترالية للمياه، ديفيد روبرتس، على تحليل الحمض النووي الذي اعتمد عليه التقدير الجديد لعمر متوشلح. شملت دراستهما التي ستُنشر قريباً سمكة متوشلح وسمكتين رئويتين تابعتين إلى أكاديمية كاليفورنيا للعلوم (يبلغ عمرهما 54 و50 عاماً)، بالإضافة إلى 30 سمكة رئوية أخرى من 6 مؤسسات في أستراليا والولايات المتحدة.

أنشأ الباحثون في الدراسة فهرساً للأسماك الرئوية الحية بهدف تطوير ساعات عمرية أدق للأنواع الأصلية في أستراليا تعتمد على الحمض النووي. ووجد الباحثون بعد التحليل أيضاً أن عمر متوشلح قد يصل إلى 100 عام وعام واحد.

قال ماين: “تمنحنا الساعة العمرية المعتمدة على الحمض النووي التي طورناها، القدرة على التنبؤ بالعمر الأقصى لهذا النوع، وهو إنجاز يُعد الأول من نوعه منذ اكتشاف الأسماك الرئوية الأسترالية في عام 1870. تحديد أعمار الأسماك في مجموعة ما بدقة؛ بما يشمل تحديد الحد الأقصى للعمر، مهم للغاية في جهود إدارتها. يساعدنا ذلك على تحديد الفترة المتوقعة التي يمكن أن يعيشها نوع ما ويتكاثر فيها في البرية، وهي معلومات بالغة الأهمية تفيدنا في نمذجة قابلية بقاء هذا النوع وإمكاناته الإنجابية.

اقرأ أيضاً: توثيق سلوك غريب يتبعه بعض أنواع الأسماك للتخلص من الطفيليات

نُشرت الورقة البحثية الأصلية التي ألّفها مين وروبرتس؛ والتي توضّح بالتفصيل آلية عمل طريقة التنبؤ بالعمر الجديدة، في يونيو/حزيران 2021 في مجلة مولكيولار إيكولوجي ريسورسز (Molecular Ecology Resources)، وهي تصف كيف يمكن تطبيق آليات مثيَلة الحمض النووي لتحديد أعمار الأسماك المهددة بأمان.

قال روبرتس: “كان حساب عمر متوشلح صعباً لأنه يتجاوز نطاق الساعة المعايَرة حالياً. يعني ذلك أن عمرها الفعلي يمكن أن يتجاوز 100 عام؛ ما يجعلها من الأسماك المعمّرة النادرة. وعلى الرغم من أن تقدير عمر هذه السمكة سيزداد دقة بمرور الوقت، فإن عمرها سيتجاوز دائماً نطاق الساعة العمرية المعايرة؛ إذ إنها السمكة الرئوية الأكبر عمراً في العالم”.