لا يسعف الحظ الشجاع دائماً. تعيش ذكور الأيل عادة حياة قصيرة وتموت بعمر خمسة أعوام. أما الإناث، فقد يصل عمر بعضها إلى عشرين عاماً.
وقد أراد عالم البيئة هينريك ثورفجيل من جامعة ألبرتا اكتشاف السبب الذي يجعل إناث الأيائل تعيش طويلاً. هل هو بسبب أنها تولد حذرة بالفطرة؟ أم أنها تتعلم بمرور الزمن كيف تتجنب الصيادين؟ وبعد تركيب أطواق تحمل أجهزة تحديد الموقع على 49 من إناث الأيائل في غرب كندا، وتتبعها لمدة ستة أعوام، وجد ثورفجيل وزملاؤه أن السبب يعود إلى الأمرين معاً.
فالظباء (إناث الأيائل) والتي تعيش مدة أطول، تبدأ حياتها وهي أكثر حذراً بالفطرة، ولكن حذرها يزداد أيضاً كلما تقدمت في السن، وتصبح أكثر براعة في التخفي، وتتنقل لمسافات أقصر لتقليص فرص الإحساس بها ومواجهتها للصيادين. كما أنها تستخدم الغابات الكثيفة عند الاقتراب من الطرقات، وتصبح أكثر مهارة في تجنب الطرقات بشكل عام.
كما تطور الظباء أساليب مختلفة للتعامل مع كل نوع من أنواع السلاح. فهي تقضي أوقاتاً أطول في المناطق الوعرة أثناء موسم الصيد بالقوس، الأمر الذي يصعّب على الصياد رميها ضمن المدى المجدي للصيد. وكلما تقدمت في السن، ضعف احتمال أن تقع في قبضة الصيادين. وقد أشار ثورفجيل لمجلة "نيو ساينتيست" إلى أن بعضها يستطيع تجنب الصيادين، بحيث تبدو محمية من الرصاص تقريباً.
وتشير صحيفة نيويورك تايمز إلى وجود عدة أسباب تجعل الذكور تعيش عمراً أقصر من الإناث. منها أن الذكور أكثر عرضة للصيد، وأنه يسهل خداعها من الصيادين من خلال إطلاق أصوات تشبه أصوات ذكور منافسة تحاول التعدي على أراضيها. بالإضافة إلى أن الإناث تعيش ضمن مجموعات، وهو ما يعطيها فرصة أكبر في رؤية أترابها وهي تقع في قبضة الصيادين والتعلم من تلك الحالات.
ويأمل واضعو الدراسة أن تساعد هذه الرؤية الجديدة في تخفيف التوتر بين المزارعين والأيائل التي تأكل محاصيلهم. ويشير ثورفجيل إلى أن المزارعين يستطيعون قتل واحد أو اثنين فقط من قطيع من الأيائل، بينما سيتعلم الباقون أن يبقوا بعيداً عن مكان الخطر، وهو ما سيساعد في النهاية البشر والأيائل على حد سواء.