ازدياد في أعداد أسماك الجرو أكثر اللافقاريات ندرة في العالم

2 دقائق
ازدياد في أعداد أسماك الجرو أكثر اللافقاريات ندرة في العالم
سميت أسماك الجرو الصغيرة بهذا الاسم بسبب سلوكها الذي يشبه سلوك الجراء. حقوق الصورة: خدمة الأسماك والحياة البرية الأميركية/أولن فيورباخر عن طريق خدمة المنتزهات الوطنية الأميركية.

هناك 175 سمكة من أسماك الجرو التي تعيش حصراً في تكوين "حفرة الشيطان" في العالم. ووفقاً للعلماء في منتزه "وادي الموت" الوطني، هذه أخبار جيدة. إذ أن هذا الرقم هو الأعلى لتعداد هذه الأسماك منذ 22 عاماً.

تعيش أسماك الجرو هذه في أعلى 24 متراً من حوض مائي واحد في منطقة معزولة من منتزه "وادي الموت" الوطني في مقاطعة ناي في ولاية نيفادا، ولديها أصغر مدى بين جميع أنواع اللافقاريات في العالم. (مدى نوع من الحيوانات هو المناطق التي يمكن أن يتواجد فيها هذا النوع). إن تكوين حفرة الشيطان الجيولوجي هو جزء من طبقة مياه جوفية شاسعة تحت الأرض حيث تبلغ درجة حرارة المياه 33 درجة مئوية. قام العلماء في كل ربيع على مدار الـ 50 عاماً الماضية بإحصاء عدد أسماك الجرو في هذا التكوين الجيولوجي من خلال الغطس ومراقبة الأسماك من رفّ صخري ضحل على ارتفاع سطح الماء. وكان عدد الأسماك يزداد على مدى السنوات الـ 9 الأخيرة.

اقرأ أيضاً: ما هي أهمية قشريات الكريل في الحلقة الغذائية لمخلوقات المحيط الأخرى؟

زيادة واضحة في أعداد أسماك الجرو

وفقاً لبيان صحفي صادر عن خدمة المنتزهات الوطنية الأميركية، لاحظ علماء الأحياء الذين أجروا عملية الإحصاء وجود "عدد مذهل من الأسماك الصغيرة تحت سطح الماء". وذكر العلماء أيضاً أن "الأسماك بدت وكأنها في حالة جيدة جداً وكانت نشيطة للغاية". وفقًا لـ "كيفن ويلسون"، عالم البيئات المائية في منتزه وادي الموت الوطني، قد يشير ازدياد تعداد الأسماك إلى تحسّن ظروف النظام البيئي. يقول ويلسون: "يبيّن الازدياد في تعداد الأسماك أهمية تجميع البيانات طويلة المدى مع الاستمرار بالبحث لاكتشاف التغيرات التي طرأت على النظام البيئي".

تمت تسمية أسماك الجرو ذات اللون الأزرق الفضي والحجم الذي يساوي حجم الأسماك الذهبية بهذا الاسم بسبب الطريقة المرحة التي تتحرك بها والتي تذكّر بطريقة تحرك الجراء. على عكس أسماك الجرو الأخرى التي تعيش في منتزه وادي الموت، تمتلك أسماك الجرو التي تعيش في حفرة الشيطان العديد من السمات المميزة مثل افتقارها إلى زعانف الحوض وانخفاض خصوبتها وسلوكياتها الأقل عدوانية. يعتقد العلماء أن الطيور هي التي نقلت أسماك الجرو إلى تكوين حفرة الشيطان في المقام الأول. ولكنهم ليسوا متأكدين ما إذا طوّرت هذه الأسماك سماتها المميزة قبل وصولها إلى التكوين أو بعده.

رحلة مميتة لأسماك الجرو

بدأ عدد أسماك الجرو بالانخفاض في تكوين حفرة الشيطان في منتصف تسعينيات القرن الماضي. ولا يزال علماء أحياء المنتزهات لا يعرفون السبب. ترك العلماء في عام 2004 عن طريق الخطأ حاوية من مصائد الأسماك بجوار تكوين حفرة الشيطان تم سحبها إلى الماء بواسطة فيضان مفاجئ، ما أدى إلى قتل ربع أسماك الجرو عن غير قصد. ولم يتبقَّ من هذه الأسماك سوى 35 سمكة بحلول عام 2006. لكن بدأت أعداد أسماك الجرو بالازدياد منذ ذلك الحين بفضل الحماية شديدة التنظيم لتكوين حفرة الشيطان، والتي تشارك خدمة المنتزهات الوطنية الأميركية في إدارتها إلى جانب خدمة الأسماك والحياة البرية الأميركية وإدارة الموارد الطبيعية في ولاية نيفادا.

يقول "مايكل شويم"، كبير علماء الأحياء المتخصص في الأسماك في خدمة الأسماك والحياة البرية الأميركية: "إنه لأمر مثير رؤية هذا الازدياد في تعداد أسماك الجرو"، ويضيف: "إذا استمر هذا الازدياد، [فإنه] سيتيح لنا المزيد من الفرص لدراسة هذه الأسماك واكتشاف خيارات جديدة لإدارة المنطقة".

المحتوى محمي