لا يمكننا التحكم بالطقس طبعا، فلا تأثير لتفضيلاتنا الشخصية على الحرارة أو هطول المطر أو الثلج، ولا حتى على شدة ضوء الشمس.
لكن نباتاتنا المنزلية لا تعرف هذه الحقيقة.
تنطوي متعة تربية النباتات المنزلية، في جزء منها، على إمكانية تنظيم بيئتها. ويُعد مصباح النمو أحد أهم الأدوات التي يمكن استخدامها في هذا الصدد؛ إنه بمثابة شمسٍ مزيفة أو اصطناعية تحل محل الشمس الحقيقية خلال أيام الشتاء الملبدة بالغيوم. كما يساعد في تربية النباتات التي تتطلب ضوء الشمس المباشر لنموها داخل المباني.
مع ظهور مصابيح «الليد» (LED) عالية الجودة وبأسعارٍ باتت مقبولة أكثر، يمكنك إنشاء ضوء الشمس الاصطناعي هذا دون الحاجة إلى بذل جهود كبيرة.
استخدام مصباح النمو بشكلٍ صحيح
انتقلت من سان فرانسيسكو إلى بروكلين في الخريف الماضي، وقد كان الشتاء قاسياً على نباتاتي العصارية التي اصطحبتها معي.
لقد اعتادت العيش في الخارج في درجات حرارة تتراوح بين 10 إلى 20 درجة مئوية، مع ضبابٍ مستمر وإضاءة شمس جزئية. في كاليفورنيا، كانت تشع ألواناً نضرة، من البنفسجي المحمر والوردي، كما لو أنها تعبر عن سعادتها، لكن ألوانها تلاشت في نيويورك بعد أن تطاولت بحثاً عن ضوء الشمس. كانت بحاجة إلى بعض الأشعة كي تستعيد عافيتها وتحافظ على حياتها.
تلقيت قبل بضعة أشهر مصباحي تنمية من نوع «آنكاس ليد» كهدية. لكل منهما أربعة شرائط مصابيح ليد مثبتة على عصي مرنة، وتستخدم مزيجاً من الأضواء الزرقاء والحمراء تمنح النباتات مزيداً من الطاقة وتضفي على شقتي لوناً أرجوانياً بهيجاً. في الحقيقة، لقد سررت كثيراً بأني حصلت على هذه المصابيح بدلاً عن المصابيح التقليدية، لأن مصابيح الليد تستهلك طاقة أقل وتنتج حرارة أقل. كنت آمل أن تعيد هذه الأضواء الجديدة الألق القديم إلى نباتاتي العصارية التي كانت تعاني، وبدأت باستخدامها يومياً، وأحياناً أتناسى إطفاءها. كنت أعتقد أن النبات يحول الطاقة الضوئية المستمرة التي يحصل عليها إلى طاقة كيميائية غير محدودة يستخدمها للنمو والازدهار!
لكن تيم بولاك، بائع الزهور الخارجية في حديقة شيكاغو النباتية ينفي ذلك، ويقول: «تحتاج النباتات إلى نهارٍ وليل».
لا تنام النباتات من الناحية التقنية، لكنها تغير سلوكها بناءً على إيقاعاتها اليومية. يقول الصحفي العلمي بروك بريل في هذا الصدد: «تمتص النباتات ضوء الشمس للقيام بعملية التمثيل الضوئي في النهار للحصول على الطاقة. ولكن بعد غروب الشمس، لا تتاح للنباتات فرصة للتغذية وتتحول إلى العمليات الفيزيولوجية الأخرى، مثل استقلاب الطاقة والنمو».
على الرغم من عدم الحاجة لترك مصابيح النمو تعمل طوال الوقت، لكن من غير الضروري مطابقة ساعات الإضاءة الصناعية مع ساعات الإضاءة القصيرة في الشتاء. يترك جون مورس، مدير البستنة في حديقة لويس جينتر النباتية، نباتاته المنزلية تحت أضواء النمو لمدة تتراوح بين 15 و18 ساعة في اليوم. بينما يقترح بولاك تسليط أضواء مصابيح النمو من 12 إلى 14 ساعة على النباتات العصارية في الأيام الملبدة بالغيوم. اتبعت هذه النصيحة، حيث كنت أشغل مصابيح النمو في الساعة 7 صباحاً عندما أستيقظ، وأطفئها في حوالي الساعة 9 مساءً. لم تستعد نباتاتي نضرتها السابقة التي كانت عليها في كاليفورنيا، ولكنها تبدو أكثر صحة.
يعتمد استخدامك لمصابيح النمو على الحيز المتاح لها، وعلى نوع النباتات لديك. إذا لم تكن تمتلكها بالفعل، ضع في اعتبارك الأضواء القابلة للتعديل، بحيث يمكنك إبعادها مع نمو النباتات. وهي مفيدة خصوصاً عند تنمية البذور، كما يفعل بولاك غالباً في حديقة شيكاغو النباتية.
كيفما كنت تستخدمها، فإن مصابيح النمو تتيح لك تجاوز التحديات التي تفرضها الطبيعة الأم، وبالطبع، القدرة على إبقاء نباتاتك العصارية أمام النافذة خلال فصل الشتاء.
قد تبدو تنمية النباتات صعبة، لكننا نعتقد أنه يمكن لأي شخص إنشاء حديقة شتوية منزلية وبأي حجم. نحن هنا لمساعدتك على إنشاء حديقتك وتنمية مهاراتك، لذلك لا تترد بإرسال أية أسئلة متعلقة بالنباتات إلينا على البريد الإلكتروني ([email protected])، بحيث يكون موضوع الرسالة «النباتات».