تملك البليزوصورات استراتيجية قوية للحركة عبر الماء. وقد سيطرت هذه الحيوانات المفترسة خلال الحقبة الوسطى، وعاشت مدة أطول بآلاف المرات من المدة التي يعيشها الإنسان حالياً. ولكن العلماء ما زالوا يبحثون في كيفية انتشار هذا الكائن الذي يشبه وحش البحيرة لوخ نس. والجميع متفقون على أن هذا الحيوان كان قادراً على السباحة، فلم تكن زعانفه الضخمة الشبيهة بالسلاحف ملائمة للطيران أو الزحف على الأرض. ولكن الباحثين غير متفقين حول ما إذا كانت كل أطرافه الأربعة تشارك في عملية الدفع، أو أن الطرفين الأماميين فقط هما من يقومان بالجزء الأكبر من هذا العمل. ولاكتشاف حقيقة الأمر، قام العلماء في جامعة ساوذامبتون بعمل نسخة طبق الأصل من هذه الزعانف المحيرة. وكان النموذج الذي توصلوا إليه يتضمن استخدام الأطراف الأربعة كأكثر الطرق كفاءة للحركة.
وعلى الرغم من الكفاءة الزائدة لهذا النوع من الحركة، فلا يوجد أي حيوان يستخدم هذه الاستراتيجية اليوم. وبدون الأبحاث التي أجريت على البليزوصور، كنا سنفقد أحد أسرار التطور. تقول دارلا زيلينيتسكي، عالمة الحفريات في جامعة كالجاري: "في كثير من الأحيان يمكننا أن نتعلم مما كانت تفعله هذه الحيوانات، لأنها قد اعتمدت طرقاً جديدة أكثر كفاءة من التقنيات التي طورها البشر". ولأنه ليس بإمكان أحد أن يعود بالزمن إلى الوراء ليراقب حركة البليزوصورات، فقد كان يجب على العلماء أن يعيدوا بناء تفاصيل هذه الحركة بعناية فائقة. ثم قاموا بحساب كفاءة كل مكون من مكونات الزعنفة، لأن الانتقاء الطبيعي يميل إلى تفضيل الحيوانات التي تستطيع الحركة بسرعة ويسر.
وقد قام كبير مؤلفي الدراسة لوك موسكوت ببناء النموذج على أساس اثنين من أحافير البليزوصورات من متاحف سوميرسيت وبريستول في المملكة المتحدة. واعتمد بشكل خاص على أحد الهياكل العظمية من متحف سوميرسيت كاونتي، والذي كان قد تحجر في زاوية حافظت على سلامة الزعانف. وقد وجده الصيادون البريطانيون عام 2003 وأحضروه مباشرة إلى المتحف. ولذلك كان موسكوت يعلم أن العلماء البريطانيين المتحمسين لم يقوموا بتعويض أي عظام مفقودة من حيوانات أخرى. كما قام موسكوت بعمل تصوير بالأشعة السينية للسلاحف البحرية وأسود البحر والبطاريق لمعرفة كيف تتعامل الحيوانات الحديثة مع مشاكل التنقل.
بعد أن قام موسكوت بالبحث في الطريقة التي كانت تتحرك بها الزعانف باستخدام القوانين الرياضية، قام بتوصيلها بطابعة ثلاثية الأبعاد تقوم بعمل نماذج بلاستيكية لأطراف الديناصور.
قام الباحثون بعمل اختبار شامل للزعانف، وقاسوا كيفية تأثير الحركات المختلفة على كمية المياه التي تستطيع دفعها. كما قاموا بقياس تغير كفاءة الحركة عندما اختلفت الكمية التي قامت الزعانف الأمامية والخلفية بتوجيهها ودفعها.
وقد وجد موسكوت وفريقه أن قوة الدفع في الزعانف ازدادت 60 في المائة،كما ازدادت كفاءة الحركة 40 في المائة عندما استخدم البليزوصور الروبوتي أطرافه الأربعة. يقول موسكوت: "فوجئت بأننا أحدثنا مثل هذا التأثير الكبير. وحتى ولو كنا نبالغ في التقدير، فما يزال هناك الكثير مما يمكن فعله".
وتتعارض هذه النتائج مع دراسة أجريت عام 2015 وجدت أن البليزوصورات كانت تتحرك أساساً بواسطة زعنفتيها الأماميتين، وكانت تستخدم قوائمها الخلفية للمناورة والثبات.
لقد قام هؤلاء العلماء بصنع بليزوصور افتراضي وقاموا بتشغيله في مياه افتراضية. وهم يجادلون في أن المحاكاة الحاسوبية قد سمحت بمجال أوسع وبحركات متنوعة. يقول آدم سميث أمين العلوم الطبيعية في متحف نوتينجهام للتاريخ الطبيعي وأحد مؤلفي دراسة عام 2015 : "أعتقد أننا لم نصل بعد إلى النتيجة النهائية فيما يتعلق بموضوع سباحة البليزوصور. وليس لدي شك بأن البليزوصورات كانت تستخدم قوائمها الخلفية في السباحة. لقد أظهرت محاكاتنا هذا الأمر أيضاً. ولكن القضية هي حجم دورها في الدفع والمناورة "
وهو يرى أن أنواع الحركة التي تقترحها الدراسة الجديدة ستجعل الديناصورات تفقد توازنها، ولكنه يضيف أنه يريد العودة واختبار النموذج الحاسوبي على سرعات مختلفة. يقول سميث: "قد تبقى الحركات غير المستقرة مفضلة في ظروف معينة، كالاندفاع نحو الفريسة أو تجنب المفترس".
ومهما كانت الطريقة التي كانت تتحرك بها البليزوصورات، فإنها كانت تتحرك بكفاءة كافية لاصطياد الحبار القديم والهرب من أسماك القرش العملاقة. يقول موسكوت: "من الواضح أن ما كانت تقوم به جيد جداً، لقد كانت حيوانات متفوقة في المحيطات لملايين السنين".