ليس سرًا أن الديناصورات تملك حصتها من العادات السيئة. ويمكن أن تصل أجسام معظمها إلى حجم كبير، بغض النظر عن نوعها. لكنّ أحدًا لم يرَ قشرة الديناصورات.
أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة (ناتشر كوميونيكيشنز) اكتشاف بعض أحافير قشرة ديناصور يبلغ عمرها 125 مليون عام. إن هذه النتائج ليست مجرد ذريعة لتصنيع شامبو مضاد للقشرة، ولكنها تشرح آلية تقوم من خلالها الديناصورات بعمل شيء عام بين الحيوانات، وهو توسّف الجلد.
يقول مايك بينتون، أستاذ علم الأحافير الفقارية بجامعة بريستول، والمشارك في تأليف الدراسة الجديدة: "ربما لم يفكر أحد من قبل في كيفية توسّف (انفصال) جلد الديناصورات. وتخبرنا النتائج الجديدة أن الديناصورات كانت كالطيور، حيث كان جلدها ينفصل على شكل رقائق صغيرة".
وتنبع هذه النتائج من تحليل الريش الذي يعود للعصر الطباشيري في الصين، والذي ينتمي لثلاثة أنواع مختلفة من الديناصورات (ميكرورابتور، وبايبياصوروس، وسينورنيثوروس) والطائر الكونفوشيوسي القديم. وكان بينتون وزملاؤه يعملون على هذه الأنواع منذ عام 2007، ويمثل توصيف رقائق الجلد أحدث مراحلها.
تطرح جميع الحيوانات، أو تتخلص بنفسها من الجلد القديم والريش والشعر، حتى تتمكن من تطوير تحديات بيئية جديدة أكبر من خلال طبقة جديدة من النسيج الخارجي. وقبل النتائج الجديدة، كان هناك ندرة في فهم كيفية عمل جلد الديناصور وكيفية نجاح تلك الوحوش القوية في التخلص منه. كانت النظرية الأكثر انتشارًا هي أن انفصال الجلد عند الديناصورات كان يحدث على شكل قطع، كما هو الحال في أقرب الأنواع الحالية للديناصورات (الطيور والتماسيح). إن تقنية الانفصال الكامل للجلد والتي تستخدمها الثعابين وبعض السحالي كان من شأنها أن تكون أقل أهمية بالنسبة للديناصورات، بالنظر إلى أن هذه الأنواع بعيدة القرابة منها.
ولكن أثناء عمل المجموعة باستخدام المجاهر العادية والإلكترونية، استمر الباحثون في الوصول إلى النقط البيضاء الغريبة الموجودة في جميع أنحاء الريش. وعند إجراء مزيد من التحري باستخدام مجهر الحزمة الأيونية (الذي كشف عن البنية الداخلية للرقائق)، حدد الفريق البقع على أنها خلايا قرنية، وهي خلايا صلبة تتكون من ألياف كيراتين ملتوية، موجودة في الطيور الحديثة وكذلك في قشرة الشعر عند البشر.
يقول بينتون: "لقد تجنبنا كلمة "القشرة" في الدراسة العلمية لأنه مصطلح يطلق عادة على رقائق الجلد التي تظهر بين شعر البشر. ولكن هذا ما نراه، فهي محصورة بين محاور الريش في الطيور والديناصورات الأحفورية. وهي عبارة عن رقائق صغيرة من الجلد السطحي يتراوح طولها من 1 إلى 2 ملم". ويعتقد الفريق أن القشرة قد تكون تطورت خلال العصر الجوراسي الأوسط، حيث كان هناك ازدهار في أنواع الديناصورات الجديدة.
إضافة إلى الحقيقة المربكة لكون الديناصورات مغطاة برداء أسود دون تنظيف جيد للرأس، فإن تفاصيل بنية الجلد المأخوذة من الأحفورة تبين لنا -وفقاً لبينتون- أن الأنواع التي خضعت للدراسة "كانت من ذوات الدم الحار، ولكن ليس بقدر الطيور الحديثة". ويمكن للطيران أن ينتج كميات هائلة من الحرارة الأيضية، و تستخدم الطيور الحديثة توسف الجلد كوسيلة لتسهيل التبريد التبخيري. وعلى النقيض من ذلك، فإن الديناصورات تمتلك خلايا قرنية أكثر تماسكًا لا تسقط بحرّية، لذا كان التبريد عبر هذه الآلية محدودًا أكثر. ويشير هذا إلى أن هذه الديناصورات ربما كانت تنتج كميات أقل من الحرارة أثناء الطيران، هذا إن تمكنت من الطيران أصلًا.
يصف داني بارتا، وهو باحث في علم الأحياء المقارن في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، والذي لم يكن مشاركًا في الدراسة، النتائج بأنها "رائدة، خاصة لأننا لم يكن لدينا مثل هذه الرؤية الواضحة عن جلد الديناصورات ذات الريش من قبل".
يقول بارتا: "تؤكد الدراسة أيضًا وجود سمة مشتركة أخرى بين الديناصورات والطيور غير الطائرة، ومن المثير بشكل خاص رؤية هذه التشابهات تظهر في معظم مناطق التشريح، وصولًا إلى المستوى المجهري".
ومن خلال المضي قدماً، يريد بينتون وفريقه أن يوسعوا دراستهم عن الريش والجلد لتشمل أنواعًا أخرى من الديناصورات، وأن يروا مدى شيوع هذه الخصائص، خاصة في الأنواع التي ترتبط بشكل وثيق بالطيور الحديثة. لكنني آمل شخصيًّا أن تكون هذه الدراسة هي الأولى في ميدان دراسي جديد يركز على النظافة السيئة للديناصورات، وأن النتائج تجعلها تدخل في فيلم "العالم الجوراسي" الثالث. لا تتظاهر بأنك لن تدفع المال لترى معركة كريس برات وبرايس دالاس هاورد ضد التيرانوصور بو لمدة ساعتين.