من المؤكد أن الديك الرومي غير مؤذ عندما يكون وجبة شهية تتوسط مائدة الغداء، لكن لو أنك جربت أن يطاردك ديك رومي بدين ذو ريش كثيف، فستدرك أنه حتى المخلوقات التي بحجم الديك الرومي يمكن أن تكون مرعبة.
هذا هو الحال مع ساينوساوروبيتريكس Sinosauropteryx، الديناصور الذي كان يعيش في الصين قبل 130 مليون عام. وفي دراسة نشرت في دورية "كرنت بيولوجي"، وجد الباحثون أن الأنماط اللونية لهذا الديناصور تشير إلى أنه عاش على الأرجح في بيئة مفتوحة، مع عدد قليل جداً من الأشجار، تسمح له بصيد السحالي -حيث وجدت عظام تشبه عظام السحالي في منطقة البطن- وتُجنبه أن يتعرض للصيد.
ربما تتذكر هذا الديناصور من دراسة أجريت قبل سبع سنوات، قبل أن يكتسب شهرته لكونه واحداً من الديناصورات الأولى التي يمكن تحديد ألوانها بشكل أكيد، ويعتقد الباحثون اليوم أن لديهم فكرة أفضل عن كيفية توزيع هذه الألوان على الجسم. ويبدو أن هذا الديناصور كان ذا ظهر داكن، وذيل مخطط، وبطن ذات لون فاتح ينتهي على جانبي الجسم، وتلوين حول العينين يشبه القناع.
يقول فيان سميثويك، المؤلف الرئيسى للدراسة من جامعة بريستول في تصريح له: "كان اكتشاف قناع العينين مدهشاً حقاً. إنه نمط مشاهد في العديد من الحيوانات الحية اليوم".
وربما استخدمت هذه الديناصورات هذا النمط اللوني كطريقة للتمويه تساعدها في إخفاء عيونها وسط الفراء الداكن من الحيوانات المفترسة المحتملة أو الفرائس، أو ربما كان يساعد في تخفيف قسوة الشمس التي تنعكس في أعينها. أما الألوان الأفتح على الجانب السفلي فتشبه أنماط التمويه المشاهدة عند الحيوانات التي تعيش اليوم في مناطق مفتوحة، مثل السافانا أو السهول.
كانت البيئة التي عاش فيها ساينوساوروبيتريكس مختلفة إلى حد كبير عن موطن ديناصور صغير آخر هو سيتاكوساورس Psittacosaurus، والذي قام نفس الباحثين بتحليل ألوانه عام 2016. ووجد الباحثون أن سيتاكوساورس، بلونه الداكن الذي يغطي معظم جسمه، عاش على الأرجح في بيئة ذات غابات أكثر، لكن كلا الديناصورين عاشا في المنطقة الجغرافية نفسها تقريباً، وهي منطقة الصين الحالية التي يشير إليها المؤلفون باسم بحيرات جيهول.
يقول مؤلفو الدراسة: "كان من الواضح أن بحيرات جيهول ليست غنية من الناحية التصنيفية وحسب، بل كانت على الأرجح متنوعة في المواطن المتاحة للحيوانات، وكانت تتألف من بيئات متنوعة، مما قد يفسر التنوع الحيوي غير العادي للمنطقة". ويشير المؤلفون إلى أنه وعلى مدى 10 ملايين سنة في هذه الطبقات الغنية بالأحافير، كان المناخ والغطاء النباتي قد تحول أيضاً عدة مرات.
لقد قطعنا بالفعل شوطاً طويلاً في سبع سنوات فقط منذ أن حددنا كيفية فك رموز ألوان الديناصورات. ونحن نعلم أن بعض الديناصورات كانت قزحية اللون، واكتشفنا كيفية استخدام مسرعات الجسيمات والمعادن لفك رموز الألوان. لكننا الآن بدأنا في تجاوز مجرد المظاهر للوصول إلى علاقة تلك الألوان بحياة الديناصورات وبيئاتها، وربما نكون قادرين في يوم من الأيام على معرفة مزيد من التفاصيل حول حياة وأزمنة الديناصورات، بمختلف أحجامها.