تستطيع الحيوانات المستأنسة مثل القطط والكلاب والخيول والخنازير التعرّف على أسمائها عندما يناديها مقدمو الرعاية من البشر. يشير بحث جديد إلى أن القطط الكبيرة النادرة التي يرعاها البشر في الأسر تستطيع أيضاً تمييز الأصوات المألوفة لمن يرعاها عن أصوات الآخرين. وُصفت النتائج في دراسة جديدة نُشرت بتاريخ 15 فبراير/شباط 2024 في مجلة بير جيه لايف آند إنفايرومنت (PeerJ Life & Environment).
القطط الكبيرة تميز أصوات من يرعونها
اكتشف الباحثون في دراسات سابقة أن القطط المستأنسة قادرة على التعرف على أسمائها وتمييزها عن غيرها من الكلمات. لكن لم يهتم العلماء بالقدر نفسه في قدرة القطط غير الأليفة على الاستجابة لأصوات البشر. يمكن أن يساعد فهم قدرة السنوريات النادرة على التفريق بين أصوات مقدمي الرعاية والغرباء عندما يقولون أسماءها على الحفاظ على سلامة هذه الحيوانات.
اقرأ أيضاً: كيف تتوزع الألوان على فراء القطط؟
قالت عالمة النفس المقارن والمعرفي في جامعة أوكلاند في ولاية ميشيغان الأميركية والمؤلفة المشاركة للدراسة الجديدة، جينيفر فونك، لبوبساي: "عملت طالبة الدراسات العليا التي أُشرف عليها، تيلور كروز، مقدمة رعاية للقطط النادرة عبر سنوات عديدة، وأرادت تصميم مشروع ماجستير لدراسة قدرة هذه الحيوانات على الاستجابة إلى أسمائها وأصوات مقدمي الرعاية لها. أشارت كروز بعد أن عملت في حدائق الحيوان إلى أن المسؤولين في الحدائق يشعرون بالقلق أحياناً لأن القطط قد تتشتت عندما ينطق الجمهور بأسمائها".
صمم فريق الدراسة سلسلة من التجارب للنظر في هذا الموضوع وتحديد إن كانت القطط الكبيرة الأسيرة غير المستأنسة تستطيع التعرّف على الأصوات المألوفة. شغّل هؤلاء تسجيلات صوتية لبشر معروفين وغير معروفين على مسمع سنوريات من 25 نوعاً مختلفاً؛ مثل الفهود والببور والأسود. يختلف تاريخ تربية هذه القطط باختلافها، ما يعني أن بعضها ربّته الأمهات من السنوريات بينما تربى البعض الآخر على أيدي البشر.
استجابة القطط الكبيرة تشبه استجابة القطط الأليفة
اكتشف العلماء أدلة متّسقة تشير إلى أن القطط قادرة على التعرف على الصوت؛ إذ استجابت هذه الحيوانات بشدة أكبر وسرعة أعلى وخلال فترة أطول إلى الأصوات المألوفة مقارنة بالأصوات غير المألوفة.
قالت فونك: "يبدو أن القطط غير الأليفة تستجيب بشدّة مشابهة إلى شدة استجابة القطط الأليفة إلى الأصوات المألوفة لمقدمي الرعاية؛ لكننا لم نكتشف أدلة تبيّن أنها تستجيب بشدة أكبر إلى أسمائها. تمكنا من إثبات أن تاريخ التربية لم يؤثّر في النتائج، وأن القطط استجابت عموماً على نحو انتقائي إلى صوت مقدم الرعاية المألوف بالنسبة إليها".
اقرأ أيضاً: لماذا ينبغي ألا نقلّم مخالب القطط؟ وما هو البديل؟
وفقاً لفونك؛ ارتبط التحاكّ المباشر مع البشر، وليس التأنيس، بقدرة القطط على التمييز بين الأصوات البشرية ارتباطاً وثيقاً. ويناقض ذلك الفكرة التي تنص على أن الأنواع الأقل اجتماعيةً لا تتمتع بالقدرات المعرفية التي تتمتع بها الأنواع الأكثر انفتاحاً أو التي تعيش في مجموعات مثل الكلاب.
قالت فونك: "يجب ألا نفترض أن الحيوانات التي لا تعيش في مجموعات تفتقر إلى القدرة نفسها على التفكير في جوانب السلوك الاجتماعي أو تشكيل الروابط الاجتماعية. حتى القطط غير الأليفة تميّز من يرعاها عن البشر الآخرين؛ ما يشير إلى أنها ليست غير مبالية بالبشر كما نفترض أحياناً".
يختبر الفريق حالياً قدرة حيوانات أخرى على التعرف على الأصوات البشرية المألوفة؛ مثل الثعابين والبوم، وذلك لتحديد قدرة الزواحف والطيور على التعرف على الأصوات.