تحظى الخفافيش والعناكب بمعظم الاهتمام في مواسم وأفلام الرعب؛ لكن شهر أكتوبر/تشرين الأول هو شهر الدعاسيق في أجزاء عديدة من العالم. إلى جانب أبناء عمومة الدعاسيق الذين يحملون اسماً يلائم مكانتهم في الولايات المتحدة، وهو "خنافس عيد القديسين"، أفاد السكان من مختلف الولايات من ويسكنسن إلى نورث كارولاينا إلى نيو هامبشير تاريخياً أنهم شاهدوا عدداً أكبر من هذه الحشرات في المنازل في هذا الوقت من العام، وسنتحدّث عن سبب هذه الظاهرة في هذا المقال.
البحث عن الدفء
تقضي الدعاسيق عادة أشهر الصيف الدافئة في أماكن مفتوحة في الحدائق وبين الأعشاب. وبحلول فصل الخريف، من المرجّح أن هذه الحشرات تبدأ البحث عن مكان للسبات في الداخل عندما تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض.
من المحتمل أن هذه الحشرات تبحث أيضاً عن مكان آمن ودافئ لتضع بيوضها. ووفقاً لموقع ذس أولد هاوس (This Old House)؛ تترك الدعاسيق وراءها غالباً أثراً من الفيرومونات التي توصل رسالة إلى الدعاسيق الأخرى في المستعمرة مفادها أن "هذا المكان آمن ودافئ ومثالي لوضع البيوض" عندما تجد مكاناً مناسباً لوضع هذه البيوض.
تُرصد هذه الحشرات غالباً بجانب الأبواب والنوافذ؛ حيث يسهل عليها حشر نفسها والدخول عبر الشقوق. يمكن أيضاً أن تنتقل محمولة على النباتات والزهور المحفوظة في الأصص، التي يحضرها الأشخاص إلى منازلهم.
اقرأ أيضاً: نوعٌ من الخنافس طوّر طريقة بارعة لحماية البكتيريا في أثناء تحوله
كيفية التمييز بين الدعسوقة والخنفساء
يخلط الكثيرون بين الدعاسيق الأكثر شهرة وشيوعاً التي تحتوي 7 بقع (وهي الدعاسيق المتقاربة ، Hippodamia convergens) وأبناء عمومتها، خنافس السيدة الآسيوية (Asian lady beetle)، التي تحمل أيضاً اسم "الدعاسيق المهرّجة" أو "خنافس عيد القديسين" (Harmonia axyridis). هذه الحشرات حمراء اللون أيضاً؛ ولكن يمكن أن تبدو أيضاً برتقالية أكثر، وهي تتمتّع بعدد أكبر من البقع على ظهورها. تدخل هذه الحشرات المنازل عادة في الخريف وقبل الشتاء. ينتمي النوعان إلى عائلة خنافس الدعاسيق (Coccinellidae) نفسها؛ ولكنهما ينتميان إلى جنسين مختلفين.
أسهل طريقة للتمييز بين النوعين هي النظر إلى البقع. إذا كان عدد البقع كبيراً، فالحشرة هي من دعاسيق عيد القديسين، وإذا تمتّعت الحشرة بسبع بقع فقط، فهي من نوع الدعاسيق الرائج. يمكنك أيضاً النظر حول "رقاب" هذه الحشرات. تتميز خنافس عيد القديسين بعلامات مختلفة تشبه قليلاً الفراشة أو حرف "M" أسود اللون، علاوة على أنها أكبر حجماً عموماً من الدعاسيق الرائجة.
تتميّز الدعاسيق الرائجة بأن شكلها دائري أو بيضوي. شكل خنافس عيد القديسين بيضوي أيضاً؛ لكنها أطول قليلاً ولها رأس وخطم مدببان.
وفقاً لعلماء الحشرات في جامعة كنتاكي؛ يبدو أن خنافس السيدة الآسيوية تنجذب إلى الأسطح التي يسقط عليها الضوء وتتميز بتباين سطحي فاتح وغامق. يعني ذلك أن المنازل التي تنيرها الشمس جزئياً جذابة لهذه الخنافس.
قال علماء الحشرات من جامعة كنتاكي لقناة دبليو بي آي آر-تي في (WBIR-TV) التي مقرها مدينة نوكسفيل في ولاية تينيسي الأميركية: "بمجرد أن تطأ الخنافس المباني، فهي تبحث عن الشقوق والأماكن المحمية لقضاء فصل الشتاء. وتتجمّع هذه الحشرات غالباً في العليّات وتجاويف الجدران وغيرها من المواقع المحمية. نظراً إلى أن خنافس السيدة تنجذب إلى الضوء؛ فهي تُرصد غالباً حول النوافذ وتركيبات الإضاءة".
اقرأ أيضاً: اكتشاف أكثر من مائة نوع جديد من الخنافس على جزيرة واحدة!
هل هذه الحشرات مؤذية؟
الدعاسيق مفيدة أكثر مما هي مضرة؛ إذ إنها لا تحمل الأمراض وتُعد مفيدة للغاية لنباتات الحدائق، فهي تتغذّى على حشرات المن والديدان التي يمكن أن تفسد زهور النباتات الربيعية والخضروات. من المرجّح أكثر أن تغزو خنافس عيد القديسين المنازل.
هذه الخنافس ليست عدوانية تجاه البشر عادة؛ ولكن من المحتمل أن تعض إذا شعرت بأنها محاصرة أو مهددة. ومثل الحشرات الأخرى؛ تتسبب لدغات هذه الخنافس بعلامات صغيرة حمراء مثيرة للحكة.
يمكن أن تلحق إفرازات خنافس عيد القديسين الضرر بالأثاث أو السجاد، وتتضمن الطرائق الآمنة للوقاية من هذه الحشرات زراعة النباتات مثل الأقحوان والخزامى وأوراق الغار والقرنفل والأترُجيّة والنباتات من عائلة الحمضيات والنعناع، التي تنفّر الدعاسيق على نحو طبيعي، ويمكن أن يفيد أيضاً إغلاق نقاط الدخول إلى المنزل واستخدام ماسحات الأبواب.