تعرف على ببغاء الحب الذي يستخدم ساقيه ورأسه لتسلق الأشجار

3 دقائق
تعرف على ببغاء الحب الذي يستخدم ساقيه ورأسه لتسلق الأشجار
ببغاء الحب وردي الوجه يتشبث بالشجرة بواسطة رقبته. ستيفن جاينز، معهد نيويورك للتكنولوجيا، كلية طب تقويم العظام.

لدى طائر ببغاء الحب وردي الوجه أطراف أكثر مما تعتقد. يمتلك الطائر جناحين يستخدمهما للطيران بالطبع، وساقين يستخدمهما لإمساك الأغصان والقفز من غصنٍ لآخر. ولكن عندما يكون على شجرةٍ شديدة الانحدار، فإنه يعتمد على طرفٍ ثالث: رأسه.

استناداً إلى تجارب التسلق التي جرت على هذا الطائر، والتي نُشرت نتائجها هذا الشهر في دورية "وقائع الجمعية الملكية للعلوم البيولوجية"، فإن ببغاء الحب وردي الوجه من بين الفقاريات النادرة التي يمكنها المشي اعتماداً على عدد فردي من الأطراف.

ظاهرة فريدة

لدى الكثير من الحيوانات ما يسميه كبير مؤلفي الدراسة، مايكل جراناتوسكي، "أطرافاً فعالة"، مثل الذيل الذي يعمل كطرفٍ ثالث يساعد على الحركة. لكن القليل منها يستخدم أطرافاً احتياطية لدفع أو شد نفسها. ويقول جراناتوسكي، والذي يدرس تطور الحركة في معهد نيويورك للتكنولوجيا: «نحن الآن نتحدث عن ظاهرةٍ نادرة جداً في التاريخ التطوري. يستخدم الكنغر ذيله مثل النابض للقفز، ويستخدم السعدان العنكبوتي ذيله ببراعة للتسلق عبر الأشجار. ولكننا، ولأول مرة مع هذه الببغاوات، وجدنا حيواناً يستخدم رأسه كطرف دافع».

لمعرفة كيفية استخدام الببغاوات لرؤوسها، أنشأ الفريق "مدرجاً" به حسّاس ضغط صغير يسجل قوة حركات الدفع والسحب. وبهذه الطريقة، تمكنوا من التمييز بين ما إذا كان الطائر يستخدم فمه للتعلق خوفاً من السقوط فقط، أم أنه كان يسحب نفسه بالفعل. كانت جميع الببغاوات الستة المشاركة في التجربة قادرةً على مد رقابها والتعلق بفمها للتسلق.

اقرأ أيضاً: كيف تنتقل العوامل الممرضة من الطيور لتصل إلى طعامك؟

يقول المؤلف الرئيسي للورقة البحثية، وطالب الدراسات العليا في معهد نيويورك للتكنولوجيا ميلودي يونغ، إن جراناتوسكي لديه ببغاء كوكاتيل أليف اسمه "ريكس"، ولا بد أنه قال لنفسه وهو يشاهد ببغاء التجربة يتسلق بهذه الطريقة: «أريد تلك القوة لببغائي أيضاً».

لكن تُعد الببغاوات الأكبر حجماً، مثل ببغاء المكاو، موضوعاتٍ أصعب للدراسة، لأنها قد تعض بقوة كافية بحيث يمكنها إلحاق أذى شديد بمن يحاول الإمساك بها أو إذا ما تعرضت للمضايقة. لذلك استخدم الفريق بدلاً عنها ببغاء الحب الوردي الوجه كنموذج تجريبي لأنه يتمتع بمزاج لطيف. يقول يونج: «إنها ودودة للغاية».

تعرف على ببغاء الحب الذي يستخدم ساقيه ورأسه لتسلق الأشجار
يقول المؤلف المشارك ميلودي يونغ عن طيور الحب الوردية الوجه: «إنها ودودة للغاية». ستيفن جاينز، معهد نيويورك للتكنولوجيا، كلية طب تقويم العظام.

ويضيف جراناتوسكي: «سوف يتسلقون عليك كما يتسلقون على المدرج. الجزء الأصعب هو محاولة إبقائها هناك».

لكن طيور الحب ليست عاجزة. للتسلق برؤوسها، يجب أن تكون أعناقها قادرة على سحب أربعة أمثال وزن جسمها، وعليها أن تعضّ بقوة تبلغ أربعة عشر ضعف وزنها. يقول جراناتوسكي: «إذا شعرت بالضيق ولم تكن نرتدي القفازات، فيمكنها أن تجرحنا».

لا تسير الببغاوات دائماً مستخدمةً ثلاثة أطراف. من خلال إمالة المدرج، أظهر الباحثون أنها تستخدم فمها فقط عندما تصعد بزاوية 45 درجة، ثم تعتمد على رأسها أكثر فأكثر مع زيادة زاوية ميلان المدرج.

اقرأ أيضاً: دراسة جديدة تكشف أن الغربان ذكية جداً

بالنسبة إلى ببغاء الحب، فإنه يستخدم رأسه للتسلق بنفس الطريقة التي يستخدم بها البشر أذرعهم لتسلق الصخور. في الوقت الحالي، يخطط يونغ لسلسلة من التجارب البشرية التي تنطوي على تسلق جدران المشي -قسم قصير من جدار تسلق الصخور يتحرك مثل جهاز المشي- لفهم كيف يصعد متسلقو الصخور المبتدئون وذوي الخبرة في الواقع على الجدار. تعد التجارب نقطة انطلاق لدراسة العلاجات للأشخاص الذين يحتاجون إلى تطوير قوة الكتفين والساقين، ولتطوير طرق جديدة لبناء روبوتات التسلق.

تشير الطريقة الغريبة في استخدام الرأس للتنقل إلى شيء غامض حول دماغ الببغاء. يقول جراناتوسكي: «عندما تتحرك الحيوانات، تنتج أدمغتها أنماطاً متكررة للتحكم في تسلسل الخطوات، لذلك فهي ليست مضطرةً للتفكير في المشي، أليس كذلك؟ بينما تتحرك الببغاوات، وعلى عكس الطيور الأخرى التي تقفز فوق الأشجار، تتحرك مثلنا نحن البشر؛ يساراً فيميناً، وبحركاتٍ متناوبة. في الحقيقة، إن القدرة على دمج حركة طرف ثالث غير متناظرة في هذا التسلسل هو أمر غريب من المنظور التطوري».

اقرأ أيضاً: هل تستحق الغربان هذه السمعة السيئة؟

منذ نشر بدء البحث، يقول جراناتوسكي إن الناس تواصلوا معه ليخبروه عن قصصهم الخاصة حول مشاهدتهم الحركة ثلاثية الأطراف، أو حتى تسلق الأشجار بمساعدة الرأس. يقول جراناتوسكي في هذا الصدد: «كان أغرب بريد إلكتروني متعلقاً بكلاب الصيد المدربة على تسلق الأشجار لمطاردة الحيوانات، حيث تعلمت نسبة صغيرة منها استخدام رأسها لتسلق الأشجار. على الرغم من غرابة طريقة التسلق بدفع الرأس، فقد تكون هذه الظاهرة أكثر شيوعاً مما يدركه علماء الأحياء التطورية».

المحتوى محمي