ببغاوات كوكاتو تصنع أدواتها الموسيقية الصغيرة الخاصة بها

2 دقائق
ببغاوات كوكاتو مخلوقات موسيقية، تصنع أدواتها الموسيقية الخاصة، وتحافظ على إيقاع ثابت لمدة تصل إلى ثلاثين دقيقة.

يبدو أن البشر ليسوا المخلوقات الوحيدة التي تستهويها الإيقاعات الجميلة. فقد أظهرت دراسة حديثة أن بعض ذكور ببغاوات كوكاتو تخلق أدواتها الموسيقية الخاصة لتوليد إيقاعات تجتذب الإناث.

ويرى روبرت هاينسون المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ في الجامعة الوطنية الأوسترالية أن أداء الإيقاعات هو جزء من عرض معقد للتودد إلى الإناث، يتضمن صياحاً، ورفرقة بالجناح، و"خجلاً" مما يستخدمه الذكور لإقناع الإناث بوضع بيوضها في أعشاشهم.

يقول هاينسون: "يبدو القرع وأداء الإيقاعات عنصراً إضافياً يهدف إلى مزيد من التأثير على الإناث. ويبدو أنه من المهم أن يكون القرع إيقاعياً، ولكن يجب أن يحتوي أيضاً على إشارة إلى أنه خاص بهم وحدهم".

كان لكل من الذكور الثمانية عشر أسلوبه المميز. ولم يكن دور الأنثى مقتصراً على الجلوس والاستماع إلى اللحن المؤثر للذكر، بل كانت تراقب باهتمام عندما كان الذكر يقوم بقطع غصن قوي وتشذيبه إلى قطعة بطول 20 سنتيمتراً، ليظهر قوة منقاره وهو يصنع أداته الموسيقية الخاصة.

تستخدم الكثير من الحيوانات الأدوات، ولكن عدداً قليلاً جداً منها يقوم بصنع تلك الأدوات بنفسه. ويرى هاينسون أن طيوركوكاتو النخيل تقوم بعمل غير معتاد حيث تصنع أدواتها الخاصة -وعيدان الإيقاع واحدة منها- وذلك بهدف القيام بعروض التودد للإناث. ولا تضخم هذه الأدوات الصوت وحسب، بل تعطيه خصائص موسيقية أيضاً.

وبحسب هاينسون، فإن هناك حيوانات أخرى كالضفادع والطيور، تستخدم القرع والموسيقى للتواصل. ولكن حتى حيوانات الشمبانزي التي تقوم بالقرع على جذوع الأشجار بأيديها وأقدامها لا تفعل ذلك ضمن إيقاعات كما تفعل ببغاوات كوكاتو. حيث تستطيع هذه الطيور أن تؤدي إيقاعاً ثابتاً من طراز خاص جداً لمدة تصل إلى نصف ساعة، الأمر الذي يتطلب شيئاً من الممارسة.

يقول هاينسون: "يبدو أن لديها فكرتها الداخلية الخاصة عن الإيقاع المنتظم، وهو ما أصبح جزءاً هاماً من العروض التي تقدمها الذكور للإناث. وقد شبهنا في دراستنا قدرتها هذه بضارب الإيقاع في الفرق الموسيقية البشرية. على سبيل المثال: ضارب الإيقاع في فرق الروك آند رول".

لاحظ هاينسون وزملاؤه توزيع ضربات متباعدة بالتساوي أثناء معالجة لقطات فيديو للطيور تم التقاطها على مدى سبع سنوات بواسطة برنامج لتحليل الصوت.

يقول هاينسون: "يفترض أن يكون للإيقاعات المتباعدة توزيع خاص، ولكن تحليلنا أظهر أنها لم تكن عشوائية على الإطلاق، وأنها عوضاً عن ذلك كانت بالكاد تحتوي على تغير في الفاصل بين الإيقاعات".

كيف يرتبط هذا الأمر بنا نحن البشر وبحكمنا على الإيقاع الجيد؟

يقول هاينسون: "يترافق الإيقاع المنتظم عند البشر بقرع ونشاط مرتبط بالمجموعة، كالرقص بشكل خاص. ولكن طيور كوكاتو النخيل تقوم بالقرع ضمن إيقاع منتظم على شكل أداء منفرد. وقد يكون هذا مهماً، لأنه في حين يصعب فك أصول الإيقاعات البشرية، فإن طيور كوكاتو النخيل تُظهر لنا أن إيقاعات القرع المنتظمة يمكن أن تتطور كجزء من الأداء المنفرد للذكور والإناث، أي في سياق التزاوج، وبالتالي عن طريق الاختيار الجنسي. وعلى الرغم من أن هذا ليس مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بنا، فإنه ما يزال يشير بقوة إلى إمكانية أن يكون لتفضيل الإيقاع المنتظم في المجتمعات البشرية أصول أخرى قبل أن يتم تطبيقه في حفلات الموسيقى والرقص".

وسوف تحاول المزيد من الدراسات أن تحدد كمية القدر المشترك بين هذه الإيقاعات والإيقاعات البشرية، ومدى أهمية الإحساس بالإيقاع في عروض التودد للإناث عند ببغاوات كوكاتو.

المحتوى محمي