بعض الأنواع الغازية تساهم في ازدهار مواطنها الجديدة

2 دقائق
عشب البحر من نوع جراسيلاريا فيرميكولوفيلا على أحد السهول الطينية في ولاية كارولينا الشمالية.

وجود الأنواع الغازية لا يعني أنها سيئة. فالحيوانات والنباتات التي يتم إدخالها إلى بيئات جديدة لحل مشاكل بشرية كالآفات والتعرية، والتي تجد نفسها في مكان جديد بعيداً عن موطنها الأصلي، لا تقوم بتدمير كل شيء تأكله أو تستوطنه. وكل ما في الأمر أنها تنمو وتزدهر بنفس الطريقة التي تتبعها الكائنات الحية الأخرى.

ولكن غالباً إذا كان نقص المفترسات الطبيعية في موطنها الجديد يسمح لها بالنمو بشكل كبير جداً أو سريع جداً، فإن هذه الكائنات الغازية يمكن أن تتحول بدورها إلى آفات، وبالتالي سيتجه البشر إلى اقتلاعها، إما عن طريق استدراجها إلى أفخاخ الأصوات المثيرة (علجوم القصب)، أو صيدها (سمكة الأسد)، أو تقديمها كوجبة طعام ( السحلية إجوانا)، أو نقل العدوى إليها بعترات من فيروسات هيربس (سمك الكارب).

هذه هي الأنواع الغازية التي نسمع بها غالباً. ولا ينبغي الاستهانة بخسارة التنوع الحيوي التي تنتج عن ذلك. ولكن في بعض الحالات، تتلقى الأنواع الغازية إدانة لا تستحقها، حيث أنها تساعد أحياناً أكثر مما تسبب من ضرر.

وفي دراسة نشرت في يوليو 2017 في "محاضر الأكاديمية الوطنية للعلوم"، قام باحثون من جامعة كارولينا الشمالية – ويلمينجتون، بالبحث في العشب البحري جراسيلاريا فيرميكولوفيلا والذي انتشر من اليابان قبل عدة عقود، على الأرجح عن طريق تصدير المحار.

ويستخدم عشب البحر الذي يبدو ككتل من الشعر المتلبد المتناثر على الرمل، في صنع الآجار، ولكنه يملك سمعة سيئة في تعطيل شبكات الصيد ومراوح القوارب. ومع ذلك فإن له جانباً مشرقاً.

عند دراسة مظهر الطحالب على السهول الطينية على ساحل ولاية كارولينا الشمالية، وجد مؤلف الدراسة وطالب الدكتوراه آرون راموس أن الأنواع الغازية كانت توفر في الواقع موطناً للمخلوقات المحلية، بما في ذلك اللافقاريات التي تعيش في الطين. كما كانت توفر المأوى لسرطان البحر والروبيان والأسماك، وجميع الأنواع ذات الأهمية الحيوية للصيادين في المنطقة.

يقول راموس: "أنا لا أحاول القول إن جميع الأنواع الغازية جيدة. ولكن ليس كل الأنواع الغازية سيئة، وسيكون من المفيد لنا كبشر أن ندرك ذلك".

فبدون الطحالب الغازية، ستكون السهول الطينية- حيث الأنواع الأصلية التي فُقدت لمدة طويلة، كالعشب البحري، والمحار، والحيوانات والنباتات الأخرى التي كوّنت هذا الموطن- سهولاً جرداء.

وقد وجدت دراسة أخرى من الدنمارك أن العشب البحري جراسيلاريا فيرميكولوفيلا كان قادراً على التعايش مع الأنواع الأخرى المؤسسة أو المكونة للموطن، مع بعض التأثير على بلح البحر والأعشاب البحرية، وتوفير المزيد من المواطن للافقاريات المحلية.

وهذا لا يعني أن جميع الأنواع الغازية لها أثر محمود، ففي جزيرة جوام، تسببت ثعابين الشجر البنية في تناقص شديد في أعداد الطيور المحلية. كما تسبب المحار المخطط في بحيرات وأنهار غرب وسط الولايات المتحدة في سد الأنابيب وتدمير البنية التحتية الأساسية. وهذان مجرد مثالين من أمثلة كثيرة. ولكن الأمر يستحق منا أن نتذكر أن الأنواع الغازية ليست كلها سيئة.

يقول راموس: "سوف تعتمد آثار الأنواع الغازية على السياق الدقيق لهذا الغزو. ويجب أن يتم تقصي آثار غزو هذه الأنواع في وقت مبكر قبل افتراض وجود الآثار السلبية، لأنها يمكن أن تجلب المنافع".

ولهذا، لا تتسرع في الحكم على الأنواع الغازية، لأنها تقوم أحياناً بواجبها على أتم وجه.

المحتوى محمي