كارثة طبيعية تشهدها قارة أستراليا في أقصى الجنوب الشرقي من العالم، حيث تستمر حرائق الغابات في أجزاء متفرقة من ولاية «نيو ساوث ويلز» وسيدني منذ شهر سبتمبر/ أيلول 2019 حتى الآن. السبب الرئيسي لهذه الكارثة هي ارتفاع درجة الحرارة، كما ساهمت سرعة الرياح والجفاف في سرعة انتشارها.
تسببت هذه الحرائق في وقوع خسائر فادحة على كافة المستويات. حيث تسببت في احتراق ما يقرب من 1300 منزلاً على طول 300 كم، ووفاة أكثر من 20 شخصاً وفقدان نحو 8 أشخاص، واحتراق 15 مليون فدان من الأراضي (60702.82 كم مربع) حيث يفوق مساحة حرائق كاليفورنيا في عام 2018.
ووفقاً للبروفيسور «كريس ديتمان» من جامعة سيدني، فقد تسببت الحرائق في نفوق ما يقرب من نصف مليار حيوان حتى الآن، معظمها من الطيور والزواحف والثدييات، منها 8000 حيوان كوالا النادر. يظهر في هذا الفيديو طائر «غراب العقعق» يقوم بتقليد أصوات عربات الإطفاء والإسعاف من كثرة تواجدها في مناطق الغابات:
When the birds start mimicking fire engine sirens
The Australian magpie is well known for mimicking the sounds it hears most frequently. This is the #AustralianBushfires https://t.co/bFGCNioOhK #ausfires #NSWbushfires #AustraliaBushfires #AustraliaBurns pic.twitter.com/qlakQ7jWrM
— Guardian Australia (@GuardianAus) January 2, 2020
أظهرت صور فضائية من وكالة ناسا حجم الكارثة، الذي تمثل في أعمدة دخان كثيفة تظهر بوضوح من الفضاء.
صورة من محطة الفضاء الدولية تُظهر دخان الحرائق في أستراليا:
Wildfires are pictured surrounding Sydney, Australia, as the International Space Station orbited 269 miles above the Tasman Sea on Jan. 3, 2020. pic.twitter.com/XUTJLHZB8x
— International Space Station (@Space_Station) January 4, 2020
كما تظهر هذه الخريطة نشاط النيران خلال 7 أيام مضت.
This map shows the active fires across Australia over the past 7 days.
📷: NASA FIRMS. pic.twitter.com/HTE1cbvjU7— news.com.au (@newscomauHQ) January 3, 2020
الاحتباس الحراري وطبيعة الأراضي الأسترالية
تتميز أستراليا بمناخ إستوائي «ثنائي القطب»، يتأثر بظاهرة النينيو المناخية التي تحدث بشكلٍ طبيعي، وهي تقلبات في درجات الحرارة السطحية للمحيط الهادئ الاستوائي، يصحبها تغيّر في دوران الغلاف الجوي فوق المنطقة التي تحدث فيها، بالتالي تؤثر بشكلٍ كبير على أنماط الطقس، حيث تتسبب في أنماط الطقس القاسية. كما تتميز أستراليا بأراضيها الصحراوية الجافة، وانتشار غابات كثيفة من أشجار الصمغ التي تعد «وقوداً» تساهم في اشتعال النيران في الغابات.
تحت هذه العوامل، والاحتباس الحراري؛ فقد سجلت أستراليا في سبتمبر/ أيلول 2019 ارتفاع كبير في درجات الحرارة بلغ 42 درجة مئوية. كما أدى نمط غير عادي في الستراتوسفير في القارة القطبية الجنوبية إلى إضعاف الرياح التي تدور حول القطب الجنوبي، حيث ساعد ذلك على وجود رياح غربية قوية تهب بهواء جاف باتجاه البحر على ولايتيّ فيكتوريا ونيو ساوث ويلز؛ مما أدى إلى اشتعال النار. كما ارتفعت درجات الحرارة خارج سيدني يوم السبت الماضي إلى نحو 48.9 درجة مئوية، وأدى تغير اتجاه الرياح من الغرب إلى الجنوب إلى اشتعال الحرائق في ولاية نيو ساوث ويلز وسيدني.
مواجهة النيران
Australia is on fire. Nearly half a billion animals have been killed with more than 14.5 million acres burned. This is climate change. pic.twitter.com/Mvy6JRe9o2
— Earth (@earth) January 3, 2020
تسعى السلطات في أستراليا إلى إطفاء الحرائق بشتى الطرق، باستخدام الطائرات وعربات الإطفاء. كما دفعت بنحو 3000 جندي من قوات الجيش إلى المناطق المنكوبة، ونشر 3 سفن من البحرية الأسترالية للمساعدة على إخماد النيران. ستقوم قوات الجيش بالمساعدة في إجلاء السكان من المناطق التي تشتعل فيها النيران، وتوفير أماكن إقامة مؤقتة، وتقديم الاسعافات والخدمات الطبية.
أما على الصعيد العالمي، فقد جذبت هذه الكارثة انتباه الكثيرين حول العالم، ودشّن ناشطون وسم «#PrayForAustralia» عبر تويتر، لتنبيه الناس بهذه الكارثة و«الصلاة» من أجل أستراليا، حيث وصل عدد التغريدات فيه إلى أكثر من مليون تغريدة.