شارك
الرئيسية
تشتهر الكلاب والذئاب بأنها تتمتّع بحاسة شم مذهلة، لكن يشير بعض الأبحاث الجديدة إلى أن هذه الحيوانات لا تعتمد فقط على هذه الحاسة للعثور على الطعام. وجد فريق من الباحثين في دراسة أجريت على عدد من الذئاب والكلاب ونُشرت بتاريخ 13 سبتمبر/أيلول 2023 في مجلة بلوس ون (PLoS ONE) المفتوحة الوصول، أن أداء أفراد النوعين في العثور على الطعام المخبّأ كان أفضل إذا رصدوا عملية إخفائه من قبل الإنسان بصرياً. يشير ذلك إلى أن الكلاب والذئاب تتذكّر مكان وجود الطعام، ولا تعتمد على حاسة الشم فقط.
ذاكرة مكانية رصدية للكلاب والذئاب
التعلّم الاجتماعي هو وسيلة مهمة لنقل المعلومات بالنسبة للعديد من الأنواع، مثل قردة الشمبانزي والأخطبوطات والجرذان. ويشير هذا التعبير إلى قدرة الأفراد على التعلّم من خلال مشاهدة الأفراد الآخرين والتفاعل معهم. أشار بعض الأبحاث السابقة إلى أن الذئاب والكلاب تستطيع تطبيق نوع ما من التعلم الاجتماعي يحمل اسم الذاكرة المكانيّة الرصدية.
يعني التمتّع بذاكرة مكانية رصدية امتلاك الحيوان القدرة على تذكّر المكان الذي أخفى فيه فرد آخر الطعام واستخراج الطعام من هذا المكان. مع ذلك، يجهل العلماء الكثير من المعلومات حتى الآن حول هذه القدرة والاختلافات المحتملة فيها بين الذئاب والكلاب المستأنسة.
اقرأ أيضاً: هل تمتلك الطيور حاسة الشم؟ الدراسات تجيب المشككين
شملت الدراسة الجديدة التي أجراها فريق من جامعة الطب البيطري في فيينا في النمسا 9 ذئاب شرقية و8 كلاب هجينة تعيش في مركز علوم الذئاب في بلدة إرنستبرون في النمسا. اختبر الباحثون قدرة كل حيوان على العثور على 4 أو 6 أو 8 مخابئ للطعام، إما بعد رؤية إنسان يخبّئ الطعام أو من دون رؤية عملية التخبئة.
ووجدوا أن الكلاب والذئاب عثرت على عدد أكبر من أول 5 مخابئ للطعام بسرعة أكبر مع التحرّك لمسافات أقل في عملية البحث إذا شهدت عملية تخبئة الطعام مقارنة بالحالات التي لم تشهد فيها هذه العملية. يعتقد المؤلفون أن هذه النتائج تشير إلى أن الذئاب والكلاب لم تستخدم حاسة الشم فقط للعثور على مكافآت الطعام، كما أنها تدعم الفرضية التي تنص على أن الذئاب والكلاب تتمتّع بذاكرة مكانيّة رصدية.
اقرأ أيضاً: كيف تسبب الانتقاء الاصطناعي في ظهور سلالات الكلاب؟
الذئاب أفضل من الكلاب في العثور على المخابئ
بالإضافة إلى ذلك، تفوقت الذئاب على الكلاب في العثور على المخابئ، سواء شهدت عملية التخبئة أم لا. يعتقد الفريق أن هذا الاختلاف في الأداء قد لا يكون ناجماً عن التفاوت في قدرة الذئاب والكلاب على تشكيل الذاكرة المكانية الرصدية، بل عن الاختلافات في السمات الأخرى مثل المثابرة والدوافع المتعلقة بالطعام.
كتب الباحثون في الدراسة: “مع أنه من المحتمل أن التأنيس أثّر في استعداد الكلاب للتكيّف مع البشر، فإن نتائج الدراسة متسقة مع النتائج السابقة التي تشير إلى أن القدرات المعرفية للكلاب والذئاب لا تختلف كثيراً”.