علماء الحفريات يتعرفون أخيراً على شكل هذه الحيوان الزاحف المدرّع

2 دقائق
التصوير الفني للحيوان الزاحف يوسوروسفارجيس دالساسوي، الذي يعود إلى 241 مليون سنة.

يمكن أن يحدث الكثير خلال 241 مليون سنة. يمكن أن تزدهر الديناصورات وتنحسر، كما يمكن أن يحدث الشيء ذاته مع كوكب الأرض. خذ سويسرا كمثال: فقد تحولت خلال 241 مليون سنة من واجهة بحرية إلى جنة للتزلج الجبلي مزينة بالشاليهات.

خلال هذا التغير الرائد، ارتفعت بقايا حيوانات الزمن الماضي جنباً إلى جنب مع جبال الألب، محطّمة الأصداف والأحافير الأخرى على القمم الجبلية، ومخلّفةً سجلاً متناثراً لعلماء الحفريات ليحاولوا الوصول إلى الشكل الذي كانت عليه الحياة في ذلك الماضي السحيق.

ولم تكن كل تلك الأحافير بحالة جيدة. فقد عثر في إيطاليا وهولندا على بعض الهياكل العظمية المفككة والمحطمة التي تعود لأحد الزواحف الغريبة. وتم تصنيفها قبل 14 عاماً كنوع خاص من الزواحف -واسمه يوسوروسفارجيس دالساسوي- ولكن ولأن هذه الأحافير كانت في تلك الحالة المتردية، لم يكن الباحثون متأكدين تماماً من شكلها الذي كانت عليه في عصرها.

لوحة أحفورية للحيوان الزاحف يوسوروسفارجيس دالساسوي.
حقوق الصورة: تورستين شيير، معهد ومتحف الحفريات، جامعة زيورخ.

وخلال عمليات للتنقيب جرت على ارتفاع 2750 متراً في دونكانفورجا بسويسرا، وجد الباحثون أحفورة محفوظة بشكلها التام تعود للحيوان الزاحف يوسوروسفارجيس دالساسوي مختلطةً مع بقايا لسمكة وحيوان زاحف بحري.

وعندما تم الكشف عنها قبل 15 سنة محفوظة ضمن صخرة، صُنّفت في البداية على أنها سمكة عادية غير مثيرة للاهتمام. ولكن بعد أن تم تحضير الأحفورة بعناية وإخراجها من صندوقها الحجري، أدرك علماء الحفريات بسرعة أنها ليست سمكة على الإطلاق. والآن، أصبح بإمكانهم أن يحددوا ملامح ذلك المخلوق.

وقد تم توصيف الاكتشاف الجديد في دراسة نشرت في أواخر يونيو 2017 في مجلة "تقارير علمية". وقد اتضح أن هذا الحيوان الزاحف الغابر في القدم كان حيواناً فتياً بطول 20 سنتيمتراً، ويملك سطحاً مدرّعاً ذا حراشف، ويبدو ذا شبه كبير بالسحالي المدرعة الحالية التي تعيش في إفريقيا.

يقول تورستين شيير المؤلف الرئيسي للدراسة في بيان له: "هذه حالة تطور متقارب، لأن النوع المنقرض لا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسحالي الإفريقية الموجودة اليوم".

والتطور المتقارب هو العملية التي تقوم بواسطتها كائنات مختلفة لا تربطها أواصر قرابة (لا تملك سلفاً مشتركاً) بتطوير صفات متشابهة وبشكل مستقل كنتيجة لتكيفها مع بيئات متشابهة.

ويعتقد شيير وزملاؤه أنه على الرغم من كون هذه السحلية كائناً مرتبطاً باليابسة، فمن المرجح أنها كانت على ارتباط وثيق بالزواحف التي كانت تعيش في المحيطات في نفس الوقت تقريباً. وفي حين أنها لم تكن تملك زعانف أو تكيفات ظاهرة متعلقة بالحياة المائية، فيرجح أنها كانت تعيش قرب الماء. وربما كانت تتشمس على الشاطئ الدافئ لسويسرا عندما ماتت، مخلفةً بقاياها التي جرفها البحر.

وما يزال التنقيب في منطقة دونكانفورجا مستمراً. ولذلك فإن هناك أملاً في أننا سنجد المزيد من المخلوقات المدهشة كهذا الحيوان الزاحف، تعود إلى الزمن الذي لم تكن فيه سويسراً أرضاً غير ساحلية.

المحتوى محمي