عناكب البحر تستخدم جهازها الهضمي في ضخ الأوكسجين إلى أجسامها الصغيرة الغريبة

1 دقيقة
تستطيع عناكب البحر-تلك المخلوقات الضخمة الغريبة- أن تنمو لتصل حتى 90 سنتيمتراً. وقد اكتشف العلماء حديثاً أنها تستخدم جهازها الهضمي بطريقة فريدة.

الكثير منا يفكر من خلال بطنه، ولكن الباحثين في البعثة القطبية الجنوبية اكتشفوا مخلوقاً يستخدم أمعاءه كقلب. يقوم هذا النوع من العناكب بعمل تموجات في قناته الهضمية ليوصل الأوكسجين إلى خلايا جسمه.

لا تملك العناكب العادية والحشرات عادة أوردة أو دماً كتلك الموجودة عند البشر. وبدلاً منها، هناك مادة تدعى الهيموليمف  تعبر إلى خلاياها لتمدها بالأوكسجين والطاقة. ويحتفظ قلب أنبوبي الشكل بكل هذه السائل. أما عناكب البحر، التي تملك أحياناً 10-12 ساقاً، والتي تعيش في البحر المتوسط وحوض الكاريبي، والتي تنمو حتي تصل إلى عرض 90 سنتيمتراً في المحيطات القطبية، فتقوم بأشياء مختلفة تماماً.

بينما كان عالم الأحياء من جامعة مونتانا ميسولا إتش آرثر وود يحدق في دم وأمعاء عنكبوت البحر تحت المجهر(في بعض الأنواع يمكنك أن ترى ذلك في أجسامها الحية)، لاحظ  أن قلبه ينبض بضعف. وبينما كان قلبه يضخ الهيموليمف إلى جسمه، فإن أمعاءه كانت تعمل عملاً إضافياً.

تستخدم أمعاء العناكب-وأمعاء البشر أيضاً- الحركات الضاغطة لتساعد في تفكيك الطعام ونقله عبر القناة الهضمية. أما عند عناكب البحر، فقد كانت هذه الحركات التمعّجية قوية جداً.

يقول وود في تصريح له: "لقد كانت دهشتي من أن كل هذا الدفق الدموي والمعوي لم يكن من أجل الهضم، ولكنه كان لنقل الغازات التنفسية".

وقد أكد وود وزملاؤه من خلال سلسلة من التجارب والمشاهدات، فرضيتهم على 12 نوعاً من عناكب البحر، والتي تشير إلى أن الوظيفة الأساسية للقناة الهضمية لديها هي كونها جهازاً قلبياً وعائياً. ويساعد هذا الاكتشاف في فهم سبب تمدد أمعاء عناكب البحر خارج بطنها إلى أطرافها، وذلك بخلاف العناكب العادية، حيث يحتمل أن يساهم هذا في استمرار حركة المكونات الغذائية.
وقد نشر هذا العمل في أوائل شهر يوليو 2017 في مجلة "علم الأحياء الحالي".

وهذه بالتأكيد طريقة غريبة في أداء هذا العمل، ولكنها ليست جديدة تماماً في المملكة الحيوانية. فاليعسوب يستخدم الانقباضات والانبساطات في مستقيمه لسحب الهواء. ويلاحظ واضعو الدراسة أن اللاسعات (وهي مجموعة تضم قنديل البحر والمرجان) والديدان المسطحة تملك جهازاً هضمياً وعائياً يقوم بالوظيفتين الهضمية والدورية.
وتعادل هذه الأجهزة من ناحية تطورية قتل طائرين بحجر واحد، ويرجح أنها تساعد الحيوانات في توفير الطاقة.
إن الأسلوب الغريب لعنكبوت البحر في ضخ الهيموليمف هو مثال رائع لكيفية إيجاد الطبيعة لطرق مختلفة لحل مشكلة ما. ويأمل الباحثون لاحقاً أن يقوموا بمزيد من التحقيق في كيفية نقل الأوكسجين عند المخلوقات البحرية الأخرى بواسطة قناة هضمية معقدة، بما في ذلك قمل السمك والقشريات الأخرى.

المحتوى محمي