تبدو النسور الصّلعاء مهيبة، بل كل النسور تبدو كذلك. لذلك فهي تصلح كرموز وطنية، فمظهرها مخيف وفخم. ولكن وعلى الرغم من أن صورها منتشرة في كل مكان، فإن الشخص الأميركي العادي ربما لا يعرف الكثير عنها.
وفيما يلي تصحيح لبعض المعلومات عنها:
صوت النسور الصلعاء مثير للشفقة
هل تعرف الصوت الذي تسمعه في كل مرة يظهر فيها نسر أصلع في فيلم أو برنامج تلفزيوني؟ نعم، هذا الصوت ليس لنسر أصلع. وأصبحت هذه الحقيقة الصغيرة أكثر انتشاراً في عام 2012، عندما نشر موقع الإذاعة الوطنية العامة مقالة حول مدى انتشار هذا المغالطة في هوليود.
فلتعلم أن صوت النسور الصلعاء لا يثير الإعجاب. فلها صوت يشبه صوت طائر صغير تجده في فناء منزلك، أو ربما مثل ديك رومي صغير. ويطلق عليه مختبر كورنيل لعلم الطيور "صهيلاً خافتاً". يمكنك الاستماع إليه هنا.
هل تعرف من هو الطائر ذو الصوت المثير للإعجاب؟ إنه الصقر أحمر الذيل. فصياحه حاد. وهو الصوت الذي دائماً ما تستخدمه الأفلام بدلاً من صوت النسر الأصلع.
أغلب الصور التي تراها هي لإناث النسر
إناث النسر الأصلع أكبر بحوالي 25 إلى 33 في المائة من الذكور، ويزيد ارتفاعها عن ارتفاع الذكور بحوالي 7.5 سنتيمترات، أما امتداد جناحيها فهو أطول بمقدار 12.7 سنتيمتراً، مما يعطي الأنثى المتوسطة ارتفاعاً يبلغ حوالي 90 سنتيمتراً وجناحين يصل امتدادهما إلى حوالي 230 سنتيمتراً. تقول خبيرة النسور كوني ستينجر للإذاعة الوطنية العامة: لهذا السبب، فإن معظم الصور التي تراها للنسور الصلعاء تعود لإناث. وهذا ينطبق على معظم الطيور الجارحة، على الرغم من أن علماء الطيور ليسوا متأكدين تماماً من السبب. تميل الإناث لحماية العش، وغالباً ما تكون الأكثر سيطرة بين الزوجين، لذلك قد تكون الأمهات الأكبر حجماً أكثر فائدة. وقد افترض بعض علماء الطيور أيضاً أن وجود اختلاف في الحجم يسمح لكل طائر من الزوجين بصيد حيوانات مختلفة قليلاً، إذ يمكن للذكور أن يصيدوا فرائس أصغر وأكثر نشاطاً، في حين تصيد الإناث حيوانات أكبر، مما يوسع مصادرها الغذائية المتاحة.
وهناك أسباب أخرى محتملة لفرق الحجم. فربما تحتاج الأنثى إلى احتياطات غذائية أكثر لإنتاج بيضها. وربما يكون الذكر الأخف وزناً والذين يمكنه اصطياد فرائس أصغر، معيلاً أفضل. أياً كان السبب، كن على علم بأن النسر الأصلع الأكثر رعباً هو دائماً أنثى.
النسور الصلعاء غالباً ما تتسول غذاءها من الطيور الأخرى، وتأكل القمامة
من المؤكد أن النسور الصلعاء تبدو لفريستها طيوراً مرعبة، ولكنها تحب تخطّي عملها في الصيد، وتقوم بدلاً من ذلك بسرقته من الحيوانات الأخرى. ويشير مختبر كورنيل لعلم الطيور إلى أن النسور الصلعاء تضايق العقاب النساري على الفريسة التي يحملها في مخالبه حتى تسقط، مما يسمح للنسر بالانقضاض وانتزاع السمكة. بل إنها تحاول أن تمزق الفريسة وتخرجها من مخالب العقاب، معتمدة على حجم أجسامها الأكبر بكثير لتخويف العقاب الأصغر حجماً وهزيمته. في بعض الأحيان، تنتزع فريستها من الثدييات أيضاً، كما يظهر في هذا الفيديو المزعج (لا تقلق، فالثعلب على ما يرام).
وبالمناسبة، فإن هذا ما جعل الزعيم الأميركي بنيامين فرانكلين يعتقد أن رمز أميركا لا يجب أن يكون نسراً. ويشاع عنه أنه كان يريد أن يكون الديك الرومي رمزاً بديلاً عنه (ورد في مجلة متحف سميثسونيان أنه أشار إلى أن الطائر على الختم الأمريكي المقترح كان يبدو وكأنه ديك رومي، وأن الديك الرومي كان طائراً أكثر احتراماً)، لكنه كتب أن النسر الأصلع هو "طائر ذو طابع أخلاقي سيئ. وهو لا يكسب عيشه بشرف. قد تكون رأيته يجثم فوق شجرة ميتة بالقرب من النهر، وهو المكان المناسب لطائر كسول جداً لا يصيد لنفسه، حيث يراقب عمل الصقر في اصطياد الأسماك، وعندما يحظى ذلك الطائر المجتهد بسمكة بعد جهد، ويحملها إلى عشّه لدعم أنثاه وفراخه الصغيرة، يطارده النسر الأصلع ويأخذها منه".
ويعرف عن النسور الصلعاء أنها تصطاد الظباء، وجراء الفقمة، والقنادس كاملة النمو، بل وتطارد السلاحف أحياناً. ستلاحظ أن معظم هذه الحيوانات ليست مخلوقات خطيرة، فالنسور الصلعاء تفضل عموماً خيار الكسل. وهذا يعني في كثير من الأوقات أن تأكل السمك أو الثدييات الميتة أصلاً، أو حتى أن تقتات على جثث الحيتان.
ومع ذلك، فمن الصعب إلقاء اللوم عليها. فأنت ستسعى حتى إلى سمك السلمون الميت الذي يرقد على ضفاف النهر لتسد رمقك.