يمكننا تصنيف الحيوانات من حيث التغذية إلى: حيوانات آكلة عشب وآكلة لحوم، لكن في حالة النباتات، فما نعرفه عنها أنها تتغذى عبر قيامها بعملية البناء الضوئي، لكن ماذا إذا كانت هناك أنواع تستطيع بدهاء بالغ واستراتيجيات محكمة الصيد والافتراس، تماماً مثلما شاهدنا في أفلام الرعب سابقاً، وتُعرف هذه النباتات باسم "نبات الإبريق".
ما هو نبات الإبريق؟
عند رؤية نباتات الإبريق (Pitcher plant) للوهلة الأولى، يظن المرء أنها قارورة كما يُوحي شكلها، يؤدي شكلها هذا دوراً مركزياً في حصولها على حاجتها من الغذاء. هناك ما يزيد على 100 نوع من تلك النباتات، وعادةً ما تنمو تلك النباتات النادرة في بعض مناطق الولايات المتحدة الأميركية، مثل ولايتي: ميسيسيبي ولويزيانا، ويمكن ملاحظتها في بعض الأماكن الاستوائية مثل: بابوا غينيا الجديدة وجنوب شرق آسيا وأستراليا ومدغشقر وسريلانكا. وقد تعيش منفردة أو في موائل، وغالباً ما تعيش في التربة الفقيرة بالنتروجين.
ونظراً لأنّ التربة في هذه المناطق فقيرة بالنتروجين، تضطر نباتات الإبريق للبحث عن سبل أخرى للحصول على المستوى المطلوب من الغذاء عبر اصطياد بعض الكائنات صغيرة الحجم التي تستطيع استيعابها مثل الحشرات والحيوانات الصغيرة، ما يجعل تصنيفها "نباتات آكلة للحوم".
كيف تصطاد نباتات الإبريق غذاءها؟
تعتمد نباتات الإبريق على استراتيجيات فعّالة لاصطياد الحشرات والكائنات الأخرى الصغيرة، ويساعدها شكلها في ذلك، فهي تظهر كالمزهرية أو القارورة التي لديها غطاء يُغلق ويُفتح، ويأخذ الغطاء وضع الاستعداد عندما تقترب أي حشرة من النبات، الذي يبدأ بإغراء الحشرات والكائنات الأخرى عبر إفراز أصباغ الأنثوسيانين التي تجذب الحشرات بصرياً، كما تُفرز الرحيق المغري طيب المذاق برائحته السكرية، وما إن تقترب الحشرة من حافة النبات، تنزلق إلى داخلها بسبب المادة اللزجة الموجودة عند الحافة، ومن ثمّ ينحني الجزء العلوي من النبات والذي يعمل عمل الغطاء، فلا تستطيع العودة مرة أخرى للخارج، ثم تُفرز الإنزيمات الهاضمة والتي بدورها تهضم جسم الحشرة، وتمتص العناصر الغذائية منها.
هل يمكن للإنسان تربية نباتات الإبريق بأمان؟
على الرغم من أنها نباتات مفترسة للحشرات والكائنات الصغيرة، فإنها ليست سامة ولا تؤذي البشر والحيوانات الأليفة، ما يجعل تربيتها آمنة مع اتباع بعض النصائح:
- التعرّض للضوء: يحتاج نبات الإبريق إلى أن يقضي ما يزيد على 3 أو 4 ساعات يومياً في ضوء الشمس، وإذا حصل على كميات أقل من ذلك، تتحول الأوراق إلى اللون الأصفر، مع ذلك يجب ألا يكون الضوء موجهاً نحو النبات بصورة مباشرة أو شديداً، كي لا يتضرر النبات.
- كميات مناسبة من المياه: يحتاج نبات الإبريق إلى مياه نقية، لذلك يُفضل إعطاؤه مياهاً مقطرة أو مياه المطر، ويجب الانتباه إلى عدم ريها بمياه أقل أو أكثر من حاجتها.
- نسبة الرطوبة: تُعد ظروف الرطوبة العالية نسبياً هي الأكثر مثالية لنباتات الإبريق حتى تعيش جيداً، لذلك يجب الحرص على ري النباتات بانتظام، لحفظ رطوبة المكان.
- التغذية: تتطلب زراعة نبات الإبريق الأسمدة، للحصول على حاجتها الغذائية. ويُفضل أن يكون الغذاء معتدلاً، ليس زائداً عن الحاجة أو أقل منها.
- إطعامها الحشرات: تمتلك نباتات الإبريق إنزيمات هاضمة للحشرات بصورة طبيعية، ويجب إعمال هذه الإنزيمات، لذلك عليك إطعام النباتات بالحشرات مرتين أو ثلاثة مرات في السنة.
ما فائدة نباتات الإبريق؟
تتمتع نباتات الإبريق بخصائص علاجية، إذ تُستخدم أوراقها وجذورها كدواء، وتُعالج العديد من اضطرابات الجهاز الهضمي وأمراض المسالك البولية ومرض الجدري، ما يجعلها واحدة من أهم النباتات في النظام البيئي.
ربما تكون حالة نبات الإبريق فريدة للبعض، خاصة وأنه يتغذى على الحشرات، أي أنه نبات آكل للحوم، لكن هناك العديد من الأنواع النباتية الأخرى الآكلة للحوم أيضاً، ولا يعلم أغلب الناس عنها شيئاً.