كيف ينتج النحل العسل؟

2 دقيقة
كيف ينتج النحل العسل؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ StudioSmart

يعتبر العسل من أكثر المُحلّيات الطبيعية شيوعاً التي يستهلكها الإنسان، وهو معروف بقوامه المميز ولونه الذهبي الجذاب. تتدخل علوم الكيمياء بشكل وثيق في إنتاج العسل، وبعيداً عن المواد الصناعية التي يحضرها البشر، نُسلّط الضوء في هذا المقال على علماء الكيمياء الحقيقيين ألا وهم "النحل".

على الرغم من وجود ما يعادل 20 ألف نوع مختلف من النحل في العالم، فإن نحل العسل الأصفر فقط هو الوحيد القادر على إنتاج العسل الذي اعتدنا على تناوله، والنحل من الكائنات الحية القليلة التي تتغذى على ما تنتجه، فالعسل هو غذاؤها الرئيسي ما يجعل النحل مختلفاً عن باقي الكائنات التي تتغذى على الفاكهة والمكسرات والحشرات الأخرى.

اقرأ أيضاً: كيف يحافظ السلوفينيون على صحة النحل؟ درس للكوكب بأكمله

كيف يحصل النحل على الرحيق؟

تتكون مستعمرة النحل الواحدة من 60 ألف نحلة، وكل نحلة تنتج عسلاً يعادل 1 إلى 12 ملعقة شاي صغيرة طوال حياتها، وتعتبر تلك كمية غير كافية لتحلية كوب واحد من الشاي، ومن هنا تأتي أهمية وجود أعداد كبيرة في كل مستعمرة؛ إذ يكون لكل نحلة دور لا يمكن الاستغناء عنه.

تبدأ رحلة إنتاج العسل عندما يصبح الطقس أكثر دفئاً، فعندئذ تبدأ الأزهار بالتفتح ويبدأ معها نحل العسل بترك خلاياه ومستعمراته بحثاً عن الزهور. يزور نحل المستعمرة الواحدة ما يقارب 50 مليون زهرة في كل يوم، إذ تزور النحلة الواحدة بين 50 إلى 100 زهرة في اليوم، وتطير لمسافات تصل إلى 5 كيلومترات يومياً، ولهذا يعمل النحل بإنتاج العسل بدوامٍ كامل ولا مكان لمن يرغب بدوام جزئي.

كيف يتم تحويل الرحيق إلى عسل؟

الرحيق هو المكون الرئيسي للعسل، يمتصه النحل من الأزهار باستخدام لسان طويل يشبه القشة، ليصل إلى معدة النحل (النحلات العاملات) وتبدأ عندئذ عملية تكسير السكريات المعقدة الموجودة في الرحيق وهي السكروز وتحويلها إلى سكريات بسيطة أقل عرضة للتبلور والتصلب وهي الفركتوز والغلوكوز، من خلال إفراز مجموعة من الإنزيمات من الخلايا الغدية اللعابية للنحل. تستمر هذه العملية لمدة 30 دقيقة بشكل تقريبي، ويتم تبادل المحتوى بين عدة نحلات عاملات إلى أن يصبح عسلاً ذا قوام يشبه الشراب المُحلى بعد أن يتم تحضيره.

اقرأ أيضاً: ما دور البكتيريا في بقاء نحل العسل؟

المرحلة التالية: نقل الرحيق إلى المستعمرة

بمجرد تحول الرحيق إلى قوام العسل المائي، يُمرر العسل إلى نحلة أصغر سناً تُسمى نحلة المنزل، والتي يتراوح عمرها بين 12-17 يوماً. يأخذ نحل المنزل الرحيق إلى داخل المستعمرة ويضعه في خلايا سداسية الشكل مصنوعة من شمع العسل أو ما يُعرف بـ"شهد العسل"، بعد ذلك يتم تحويل العسل المائي إلى عسل لزج عن طريق تحريك أجنحتها لخلق نسيم هوائي دافئ يجففه.

تخزين العسل

بمجرد أن يجف ويتحول إلى الشكل النهائي للعسل، يقوم النحل بإغلاق الخلية التي تم فيها إنتاج العسل وحفظه عن طريق تشكيل جدار من شهد العسل يُغلق الخلية تماماُ ويحفظها إلى أيام الشتاء، حيث تقل الأزهار المتفتحة ويقل معها إنتاج العسل، وبذلك يوفر النحل غذاءه ويحفظه على مدار العام.

ولكن هذا لا يعني أن البشر يتطفلون على غذاء النحل، إذ تُصنع في المستعمرة الواحدة 2-3 أضعاف حاجة النحل الموجود فيها، وفي نهاية هذه المرحلة، يمكن لمربي النحل أخذ بعض العسل الذي بات جاهزاً من الخلية مع الحرص على عدم الإضرار بالمستعمرة أو إتلافها.

اقرأ أيضاً: إذا أردت مساعدة النحل، لا تستخدم المبيدات

طريقة إنتاج العسل ساحرة، وهذا المكون لا يَفسد، إذ تعود أقدم عينة للعسل وجدت في مصر لنحو 3 آلاف عام وكانت لا تزال صالحة للاستهلاك لحد الآن، والسبب هو احتواء العسل على مركب بيروكسيد الهيدروجين وكمية قليلة جداً من الماء إضافةً إلى وجود وسط حمضي والذي يؤدي دور خط دفاع يحمي العسل من غزو البكتيريا الضارة ويحافظ عليه. وعلى الرغم من أن النحل يبدو صغير الحجم ومحدود المهام، فإن هذه الكائنات النشطة تؤدي دوراً مهماً في التوازن البيئي والحفاظ على الحياة على الكرة الأرضية، ويمكن القول إنه لولا النحل لانقرض الإنسان.

المحتوى محمي